اعطى عبد الرشيد بوكرزازة وزير الاتصال صورة دقيقة عن حالة التكفل بالعائلات المتضررة بغردايةوالولايات الأخرى. وذكر أن الأمور تجري في الإطار السليم نتيجة الاجراءات والتدابير الاستعجالية المتخذة والتي شدد عليها رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، ويتولى رئيس الحكومة احمد اويحيى تنفيذها بصرامة لا تسمح بالفجوة والخلل. وتحدث الوزير في اللقاء الأسبوعي مع الصحافة بعد اجتماع مجلس الحكومة أمس، عن تسيير مخلفات الفيضانات التي خلفت ضحايا وخسائر بشرية معتبرة، وهي مسألة كانت محل مداخلة يزيد نور الدين زرهوني وزير الداخلية والجماعات المحلية، أمام مجلس الحكومة في اجتماعه المذكور آنفا.. وسجل مجلس الحكومة بالنسبة لغرداية التكفل الجيد بالعائلات المتضررة من الفيضانات التي ارتفعت حصيلتها إلى 43 ضحية و83 جريحا غادروا المستشفى ، و04 مفقودين واحد منهم من جنسية مالية. وتبذل الفرق التقنية جهودها من أجل الانتهاء من معاينة السكنات المتضررة التي بلغت 98 في المائة، وكشفت نتائج الخبرة عن هدم 2000 مسكن... و2600 مسكن به أضرار بالغة و11 ألف مبنى صنف ما بين الاشارة البرتقالية والخضراء، وهي تتطلب اصلاحات وترميمات محدودة.. وحسب بوكرزازة، فإن الحكومة ملتزمة بإعادة اسكان العائلات المنكوبة قبل نهاية السنة، تطبيقا لتعليمة رئيس الجمهورية.. وهي تطبيق الاجراءات المتخذة في الميدان الخاصة بمنح اعانة للإيجار بمبلغ 12 ألف دينار شهريا لفائدة المنكوبين الذين يتكفلون ذاتيا بإعادة الإسكان.. وتعتمد الحكومة في إعادة اسكان العائلات المنكوبة من خلال برنامج 2500 بناء جاهز بإضافة 500 مسكن بعد الإعلان السابق، اضافة ل 700 مسكن يتسلم خلال الأسابيع القادمة.. وأخيرا تعتمد على تجنيد مؤسسات اصلاح السكنات المتضررة، والانطلاق في إنجاز 2000 سكن اجتماعي، وأخرى ريفية وعددها 3 آلاف مسكن. ونفس هذه الاجراءات اتخذت لعلاج آثار الفيضانات بثمانية ولايات ممثلة في بشار، أدرار، ورڤلة، الجلفة، عين الدفلى، تبسة، النعامة وتيارت. وأحدثت الأمطار الطوفانية بهذه الولايات أضرارا جسيمة بشرية ومادية تمثلت في 22 ضحية، أغلبيتهم بعين الدفلى وعددهم خمسة.. وسجلت 600 وحدة سكنية منهارة.. مع العلم أن هذه الفيضانات أحدثتها أمطار غزيرة استثنائية تجاوزت المعدل العام، فجاءت الخسائر جسيمة بشريا وماديا.. واستدعت اجراءات استعجالية للتكفل بالعائلات دون تركها وشأنها تواجه الكارثة. وقرر أحمد أويحي رئيس الحكومة تشكيل على عجل فريق عمل من مجموعتين وزاريتين اختصت الأولى في دراسة المنظومة القانونية للمخاطر الكبرى والمراسيم التي تتحدث عن مخططات مواجهتها واقتراح الحلول. وتولت الثانية مهمة استخلاص الدرس من البناء في المناطق المعرضة للفيضانات، والنظر في كيفية مواجهة هذه المسألة التي أسالت ولا زالت الحبر الغزير. وتتناول بانتقادات وسخط من العناوين الإعلامية بمختلف مشاربها وأولوانها وتوجهاتها. وآثارها كذلك رئيس الحكومة في لقاء مع الصحافة، عقب الكارثة الطبيعية التي ضربت غرداية وولايات أخرى. وعن الابقاء على الطابع المعماري المتميز في غرداية وحماية الهندسة، ذكر بوكرزازة بأن هذه المسألة أخذت بجد من قبل الحكومة، وتم الحرص الشديد على أخذ في الاعتبار خصوصية العمران الذي يعطي للمنطقة وجهها السياحي وتمايزها خاصة وأن غرداية مصنفة من اليونيسكو منطقة محمية عالمية. وأكد الوزير أن اليونيسكو طلبت من الجزائر امكانية ايفاد خبرائها للمعاينة والاطلاع على المعالم السياحية والحضارية بغرداية، والطلب مقبول.. وعن قيمة الخسائر المادية في الولايات الأخرى، ذكر بوكرزازة أن هذه المسألة محل تقييم وأن التقدير المالي النهائي يتطلب الوقت. المهم في كل هذا، أن مجلسا مشتركا برئاسة أويحيى رئيس الحكومة، يجتمع بانتظام، للنظر في كل التدابير المتخذة للتكفل بالعائلات المتضررة واتخاذ القرار المستعجل في حالة أي طارىء وخلل. جريا وراء تسيير محكم ودقيق لآثار الكارثة التي هزت الجزائريين، واضافت لهم جرحا آخرا، وتحديات تواجه بالتضامن الوطني المألوف في هذه الظروف الحالكة. ------------------------------------------------------------------------