وجه رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، أوامر صارمة للطاقم الحكومي وعلى رأسهم وزير العمل، التشغيل والضمان الاجتماعي، الطيب لوح، بتوظيف وخلق منصب عمل لكل شخص أو فرد من العائلات المنكوبة والمتضررة جراء الفيضانات التي اجتاحت ولاية غرداية، وهو ما كشف عنه وزير الاتصال، عبد الرشيد بوكرزازة، أمس، خلال اللقاء الأسبوعي مع ممثلي مختلف وسائل الإعلام بالمركز الدولي للصحافة. وأعلن وزير الاتصال، عبد الرشيد بوكرزازة، أن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وبعد كميات الأمطار التي تساقطت منذ الشهر الفارط قبيل يومين من عيد الفطر المبارك أي في 28 سبتمبر المنصرم إلى غاية اليوم على عدد من الولايات والتي تعدت المعدل الطبيعي وكانت نسبة 40 بالمائة من المعدل السنوي للتساقط (200 ملم) تهاطلت خلال 15 يوما فقط وهي على التوالي: عين الدفلى (5 ضحايا منهم صينيان)، تبسة (4 ضحايا)، ورقلة (4 ضحايا)، الجلفة (3 ضحايا)، تيارت (3 ضحايا)، النعامة (1 ضحية)، أدرار (ضحية واحدة)، المدية (ضحية واحدة) بمجموع 22 ضحية، ناهيك عن الأضرار التي لحقت بالمباني والمنازل التي بلغت 600 منزل ومسكن. وعلى هذا الأساس وتطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية وبناء على تعليمات أصدرها فإن منحة الإيجار والمحددة ب 12 ألف دينار والتي كانت مخصصة فقط للعائلات التي انهارت سكناتها بمدينة غرداية ستوسع لتشمل العائلات المتضررة كذلك في الولايات الثمانية المذكورة سابقا وهذا ليتسنى، كما قال المتحدث، إيجاد مأوى لأرباب الأسر وتمكينهم من التكفل بأسرهم وهذا زيادة على المتضررين الذين تكفل بهم أقاربهم. وبلغة الأرقام، كشف ذات المتحدث أن حصيلة الضحايا في فيضانات غرداية بلغت 43 ضحية، 86 جريحا كلهم غادروا المستشفيات، 4 مفقودين منهم مفقود من جنسية مالية. أما الخسائر في السكنات والمنازل فوصلت إلى ألفي سكن تعرض للهدم و2600 مسكن تضرر بشدة، و11 ألف مسكن صنف بين البرتقالي الدرجة الثالثة، والأخضر الدرجة الثانية، هذه السكنات تحتاج إلى إصلاحات محدودة. وأضاف بوكرزازة أن التكفل بالمنكوبين سيكون قبل نهاية العام الجاري بفضل إنجاز 2500 مبنى جاهز، ليضاف إلى حصة 700 سكن، مع إنجاز ألفي سكن اجتماعي، يضاف إلى كل هذا 3 آلاف سكن ريفي. وأعلن وزير الاتصال، عبد الرشيد بوكرزازة، أن رئيس الحكومة أحمد أويحيى، قرر أمس خلال اجتماع مجلس الحكومة تشكيل فريقي عمل بين الوزارات والخبراء، الأول يعنى بدراسة المنظومة القانونية للمخاطر الكبرى وكل المراسيم التي تتحدث عن كيفية مواجهة المخاطر الكبرى، والفريق الثاني توكل له مهمة استخلاص الدروس من البناء في المناطق المعرضة للفيضانات. وعن الإرث السياحي الذي تزخر به ولاية غرداية، أكد وزير الاتصال أن عمليات ترميم المساكن المتضررة وإعادة بنائها يتطلب مراعاة ذلك وهذا من خلال توجيه تعليمات صارمة للمحافظة على الجانب الجمالي للإرث السياحي بالمنطقة، وفي هذا الإطار أعلن المتحدث أن خبراء من "اليونسكو" قدموا طلبا إلى السلطات الجزائرية من أجل القدوم إلى الجزائر وزيارة منطقة غرداية والقيام بعملية معاينة للأضرار التي لحقت ببعض المواقع الأثرية والسياحية في المنطقة، وقد أصدرت السلطات أمرا بالموافقة والمهمة أوكلت لوزارة الثقافة والتي تتكفل بهذه المسألة.