يتقابل اليوم ابتداء من الساعة الثامنة ليلا، ممثل الجزائر في منافسة كأس الاتحاد الافريقي، فريق شبيبة القبائل نظيره المغربي، نادي المغرب الفاسي، في إطار الجولة الأولى من دور المجموعات (ربع نهائي) من المنافسة، حيث سيكون اللقاء امتحانا مفيدا للعناصر القبائلية رغم صعوبة المباراة على اعتبار أنها ستلعب في المغرب من جهة، والظروف الصعبة التي تجتازها الشبيبة، فيما يخص التحضيرات من جهة أخرى. وكان فريق شبيبة القبائل تنقل إلى مدينة فاس أين سيجري اللقاء يوم الخميس المنصرم على متن طائرة خاصة، وهذا من أجل ضمان أحسن الظروف تحسبا للمواجهة، كما أن ظروف الإقامة في فندق “فولي بيلس” المخصص من طرف مسؤولي الفريق المنافس للبعثة الجزائرية جيدة، وتتوفر على كل وسائل الراحة والاسترجاع، الشيء الذي جعل رئيس النادي محند الشريف حناشي يشيد بالمجهودات المبذولة من الأشقاء المغاربة لوضع فريقه في وضعية مريحة تساعده على آداء مباراة كبيرة سهرة اليوم. ولم يترك الفرصة تمر أمامه للتأكيد على العلاقات الأخوية التي تجمع الفريقين خاصة، والشعبين الجزائري والمغربي عامة، واعدًا نظراءه بأحسن استقبال في الجزائر في مباراة العودة. أول امتحان حقيقي للمدرب صايب من جهة أخرى، سيكون لقاء المغرب الفاسي تحديا كبيرا بالنسبة للمدرب موسى صايب الذي لم يمر على إشرافه على حظوظ شبيبة القبائل أكثر من شهر خلفا لبلحوت المستقيل من منصبه عقب هزيمة اتحاد البليدة لحساب الجولة 29 من البطولة المحلية. وبخصوص المباراة، أعرب اللاعب الدولي السابق عن تخوفه من بعض العوامل، لاسيما أن أغلب المواجهات التي تلعب في مثل هذه المرحلة من السنة تكون صعبة، أضف إلى ذلك عامل الوقت الذي لن يكون في صالح فريقه، على اعتبار أنه أنهى جولات البطولة الوطنية مؤخرا، ولم تنل تشكيلته قسطا وافرا من الراحة بعد موسم شاق وطويل للغاية، وبالتالي ينتظر أن تعرف مباراة اليوم ظروفا خاصة للمدرب القبائلي الذي سيحاول حتما إجراء تغييرات طفيفة على عناصره الأساسية، حتى يترك بصماته في أول موعد قاري يخوضه منذ عودته إلى الشبيبة. نفس الشيء بالنسبة للمستقدمين الجدد لن يكون صايب الوحيد الذي يواجه امتحانا حقيقيا سهرة اليوم، بل سيقاسمه الوضعية اللاعبون المنضمون حديثا إلى النادي القبائلي، حيث يسعى كل من بولمدايس، عقبة هزيل، زياد والمهاجم حنيفي (هداف القسم الثاني) إلى اثبات امكانياتهم ابتداء من أول لقاء رسمي مع ناديهم الجديد، وإقناع المدرب المشرف صايب بأحقيتهم في حمل ألوان الفريق الأكثر تتويجا في الجزائر، والذي له سمعة طيبة جدا على المستوى الافريقي، وبالتالي اغتنام الفرصة لتفجير طاقاتهم بالنسبة للعناصر الشابة، ولما لا سطوع نجمهم ابتداء من هذا الموسم في فريق عريق وكبير بحجم شبيبة القبائل. وإن كان اللاعب الأول “بولمدايس” متعودا على أجواء المنافسة في المستوى العالي، باعتباره لاعبا سابقا في أحد أندية قسم النخبة مولودية العلمة، فإن باقي العناصر ستكون على موعد مع أول مواجهة من هذا النوع، وهي القادمة من القسم الثاني المحترف، ولحسن حظها تسجيل انطلاقة الموسم مع الشبيبة من بابها الواسع من خلال لقاء دولي في كأس الاتحاد الافريقي للأندية، نفس الشيء يمكن قوله عن اللاعب الايفواري كامارا، زميل بولمدايس في مولودية العلمة الموسم الماضي. الذي سيحل محل أحد مدافعي الشبيبة اليوم بسبب غياب لاعبين في صفوف الكناري ورحيل آخرين. المغرب الفاسي غارق في المشاكل.. والفرصة مواتية للشبيبة على الرغم من الظروف الصعبة التي تميز تحضيرات شبيبة القبائل لمواجهة المغرب الفاسي، إلا أن زملاء العائد من إصابة “العرفي” يتواجدون في أحسن رواق لتسجيل نتيجة مفرحة لأنصار الفريق، بشرط استغلال مشاكل المنافس، ومحاولة استثمار الأزمة الخانقة ماليا التي يمر بها، زادت من حدة وضعيته غير المريحة، خاصة وأن عملية الاستقدامات لم تكن في مستوى تطلعات محبي النادي العريق في المغرب لعدم توفر الإدارة على الامكانيات المادية التي تسمح له بالتفاوض مع اللاعبين من موقع قوة، فبغض النظر عن الرباعي الجديد المتمثل في: الحارس يونس رميلي (شباب الريف الحسيمي) يوسف العياطي من نفس الفريق، المهدي باسل مهاجم الجيش الملكي، وشمس الدين الشطيبي من الفتح الرباطي، لم تقم إدارة النادي الفاسي بانتدابات متميزة، بالعكس، استقدمت لاعبين حسب الامكانيات المالية البسيطة التي تتوفر عليها، وتعول كثيرا على الثلاثي الأخير من أجل تنشيط القاطرة الهجومية أمام الشبيبة ومحاولة الخروج من المواجهة سهرة اليوم بأخف الأضرار، ولما لا تحقيق الفوز على عكس التكهنات التي ترشح الكناري. الكناري متعوّد على رفع التحدي لم يخطىء السيد حناشي عند حديثه عن مباراة المغرب الفاسي، عندما صرّح أن ثقته في فريقه بقيادة ابن الفريق موسى صايب كبيرة جدا، وأن تشكيلته قادرة على تجاوز المغامرة بأمان ليلة اليوم، منوّها بالانضباط والجدية التي يعرف بها لاعبوه، خاصة الجدد منهم، وهذا رغم نقص الخبرة في المنافسة الافريقية، وعدم تعودهم على أجواء الفريق القبائلي صاحب التقاليد الكروية العريقة، إلا أنه (حناشي) بدا متفائلا بقدرة الشبيبة على تدشين مباريات المجموعة بنتيجة مرضية، متحدثا عن تعود أسود جرجرة على التعامل مع الظروف الصعبة افريقيا، وقدرتهم على تمثيل الجزائر أحسن تمثيل كما جرت عليه العادة في كل مرة تشارك فيها شبيبة القبائل في المنافسة الاقليمية والقارية. للإشارة، تمّ تعيين طاقم تحكيم تونسي لإدارة اللقاء بقيادة الحكم الدولي محمد سعيد الكردي، وسيساعده مواطنه عبد المومن كمال وأمين فتحي، في حين أسندت مهمة مراقب اللقاء للمصري أحمد الشناوي. تشكيلة شبيبة القبائل المحتملة: عسلة، زياد، كامارا، سناخ، رماش، العرفي، بولمدايس، حنيفي، يونس، عقبة هزيل، نايلي.