انطلقت أمس الاثنين بعمان بالمملكة الهاشمية الأردنية تحت رعاية الأميرة ريم علي تظاهرة ''أيام الفيلم الجزائري''، حيث سيكون الجمهور العماني على موعد مع أحدث الأفلام السينمائية التي أنتجتها الجزائر مؤخرا ولاقت رواجا كبيرا في مختلف الدول العربية والأوروبية.. افتتاح التظاهرة التي احتضنها مقر الهيئة الملكية الأردنية للأفلام بجبل عمان، كان بعرض فيلم رشيد بوشارب ''خارجون عن القانون''، أول فيلم جزائري يتنافس على الأوسكار، ويُحدث ضجة في فرنسا بسبب الجرأة في تناول وتعرية فضائح الاستعمار الفرنسي خلال تواجده بالجزائر وما خلفه من دمار وشتات. وقد تمكن رشيد بوشارب من افتكاك عديد الجوائز في مختلف المحافل الدولية من بينها ذهبية مهرجان دمشق السينمائي الدولي إضافة إلى جائزة أفضل فيلم عربي.. كما سيكون العمانيون على موعد مع الفيلم الكوميدي ''مسخرة'' لإلياس سالم، والذي يتحدث عن الواقع المر الذي تعيشه بعض العائلات خصوصا في الريف الجزائري، حيث يحكي قصة شاب يدعى ''منير'' يدعي تقدم عريس غني لأخته التي تقترب من سن العنوسة، وذلك حرصا على مستقبلها والتي يعتقد سكان القرية أنها ستصبح عانسا بسبب معاناتها من مرض النوم الغريب .. وقد تم تصوير الفيلم في بسكرة وضم كوكبة من الممثلين الواعدين، بالإضافة إلى فوزه في مهرجان القاهرة ومهرجان دبي وبثه لأول مرة على قناة 24 التركية كما فاز فيلم ''مسخرة'' بجائزة المهرجان الرابعة عشر للفيلم العربي، الذي نظم بالعاصمة الأمريكيةواشنطن، وشاركته في عدد كبيرة من الدول العربية، وعرض فيه عشرات الأفلام العربية، التي دخلت السباق للفوز بجوائز المهرجان الأمريكي. وسيتم أيضا خلال مدة احتضان عمان لتظاهرة ''أيام السينما الجزائرية'' عرض فيلم ''ما وراء المرآة'' لنادية شرابي، والذي يتناول ظاهرة انتشرت بصفة ملفتة وسط المجتمع الجزائري ألا وهي ''الأمهات العازبات'' و''الطفولة المسعفة'' من خلال قصة الفتاة ''سلمى'' التي تعرضت للاغتصاب من طرف زوج والدتها، لتجد نفسها تدفع ثمن جريمة ليست مسؤولة عنها وسط مجتمع لا يرحم، فيتنكّر لها الجميع بما فيها والدتها، لتقرر ترك فلذة كبدها في المقعد الخلفي لإحدى سيارات الأجرة، فيكتشفه كمال السائق الذي يؤدي دوره الفنان رشيد فارس ويقرر ترك الصبي بين يدي والدته بدلا من أن يقدّمه للشرطة، ليبدأ في رحلة البحث على والدته. وتأتي هذه التظاهرة السينمائية في إطار ترسيخ التبادل الثقافي بين الجزائر والأردن، وفتح المجال لجمهور البلدين التعرف على الإنتاج العربي في مجال الفن السابع، سيما التي تم إنتاجها حديثا وعرفت مشاركة واسعة في مختلف المحافل الدولية. للإشارة فإن هذه التظاهرة جاءت بمبادرة من قسم البرامج الثقافية في الهيئة الملكية الأردنية للأفلام بالتعاون مع الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي ودعم من وزارة الثقافة وسفارة الجزائر بعمان، حيث تم إلى جانب ذلك استضافة وفد من صناع السينما الجزائرية.