في إطار التفقد الدوري لمختلف النواحي العسكرية، ومتابعة لتنفيذ برنامج سنة التحضير القتالي 2018/ 2019، عبر كافة وحدات الجيش الوطني الشعبي، قام الفريق أحمد ڤايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أمس الاثنين، بزيارة عمل وتفتيش إلى قطاعات ووحدات الناحية العسكرية الثالثة ببشار. الزيارة استهلت من موقع رقان، فبعد مراسم الاستقبال قام الفريق رفقة اللّواء مصطفى اسماعلي، قائد الناحية العسكرية الثالثة، بتفقد وتفتيش بعض الوحدات على غرار القاعدة الجوية، كما قام بتدشين ثكنة جديدة تضم وحدة من وحدات الدفاع الجوي عن الإقليم. بعدها وبالقطاع العملياتي الجنوبي تندوف، التقى الفريق بإطارات وأفراد هذا القطاع، أين ألقى بالمناسبة كلمة توجيهية بثت إلى جميع وحدات الناحية العسكرية الثالثة، عن طريق تقنية التحاضر المرئي عن بعد، قدم فيها أسمى آيات التقدير والإجلال للشعب الجزائري الأبي، الذي تحلى بدرجة عالية من التحضر والوعي والنضج، وتصرف بطريقة مشرفة وبوطنية عالية: الحلول تتطلب التحلي بروح المسؤولية مهما تعقدت المشاكل «لقد أثبت الشعب الجزائري اليوم، في هذه الظروف الحالية، حسّا وطنيّا بل وحضاريّا بالغ الرّفعة، ينمّ عن وعي شعبي عميق أذهل الجميع في كافة أصقاع العالم، ففي ظل هذا الوعي المدرك لقدسية الوطن ولأمنه واستقراره، أجدّد اليوم ما تعهدت به أمام الله وأمام الشعب وأمام التاريخ، بأن الجيش الوطني الشعبي سيكون دوما، وفقا لمهامه، الحصن الحصين للشعب والوطن في جميع الظروف والأحوال، فكل ذي عقل وحكمة، يدرك بحسه الوطني وببصيرته البعيدة النظر، بأن لكل مشكلة حل، بل، حلول، فالمشاكل مهما تعقدت لن تبقى من دون حلول مناسبة، بل، وملائمة، هذه الحلول التي نؤمن أشدّ الإيمان بأنها تتطلب التحلي بروح المسؤولية من أجل إيجاد الحلول في أقرب وقت، بإذن الله تعالى وقوته. الجزائر دائما وأبدا فوق كل التحديات، أمل قائم ودائم إنّ الأمل في أن تبقى الجزائر دائما وأبدا فوق كل التحديات، هو أمل قائم ودائم، أمل يتجدد في النفوس والوجدان وينبعث في القلوب والأذهان، أمل يحمل في طياته البشرى بغد أفضل وبالقدرة على ربح الرهانات كل الرهانات، هذا الاستبشار بالمستقبل الأفضل الذي يفتخر الجيش الوطني الشعبي، بأنه من صنّاعه، وبأنه يستلهم هذه القدرة من قربه من شعبه ومن خزان التقارب الذي يختزنه هذا الشعب العظيم حيال قواته المسلحة». الفريق جدّد التذكير بأن الحكمة والروح الوطنية التي ميزت الشعب الجزائري على مدى تاريخه الطويل هي التي مكنته من تجاوز الأزمات التي ألمّت به، وذلك بفضل التضحيات التي قدّمها أبناؤه البررة: « لقد تخلّل تاريخ الجزائر العديد من الأزمات والمحن ومرّ بفترات صعبة تعرّض الشعب الجزائري عبرها لأبشع صور الإجرام المقترفة في حقه طيلة فترة الاحتلال الفرنسي الغاشم، وعانى بعد ذلك بجلد وصبر شديدين من ويلات الإرهاب الهمجي لأكثر من عشرية من الزمان، وسجّل الشعب الجزائري خلال هذه المحن، إسمه في سجل التاريخ، كتبت بدماء قوافل الشهداء وبفضل الروح البطولية وروح التضحية ونكران الذات التي تحلى بها هؤلاء الأفذاذ، وخرجت الجزائر رغم كلّ ذلك منتصرة، بل وأكثر قوة وصلابة تنعم بالأمن والسلم والاستقرار. ولطالما ركّزت في مداخلاتي على العلاقة الوطيدة التي تربط الشعب الجزائري بجيشه، الذي هو جزء لا يتجزأ منه، ومن هذا المنطلق بالذات، فإن ثقتي في حكمة هذا الشعب، وفي قدرته على تجاوز كافة الصعاب مهما كانت طبيعتها، غير محدودة بل ومطلقة، وإنّي على يقين تامّ أن الشعب الجزائري، الذي لطالما وضع مصالح البلاد فوق كل اعتبار، يحوز ويملك من الإمكانيات الضرورية لجعل بلده يتفادى أيّ وضع صعب من شأنه أن يستغل من قبل أطراف أجنبية لإلحاق الضرر به». في ختام اللّقاء استمع السيد الفريق إلى تدخّلات إطارات وأفراد الناحية الذين جددوا التأكيد على وفائهم لجيشهم وشعبهم ووطنهم الجزائر.