يعدّ المسرح الجهوي «عز الدين مجوبي» بولاية عنابة، أحد أهم المسارح الذي يسعى لفرض وجوده على الساحة الثقافية، من خلال عمل القائمين عليه على تقديم عروض مسرحية متنوعة سواء للأطفال أو الكبار، حيث لا يتوانى على مدار الأسبوع في استقبال مختلف الفئات لامتاعهم بأعمال مسرحية سواء المنتجة بمسرح عنابة، أو المسارح الجهوية الأخرى المنتشرة عبر الوطن. مسرح عنابة الذي أنشئ أتناء الفترة الاستعمارية، في أواخر القرن ال19، كان مسرحا بلديا وتمّ تدميره من طرف الطيران الألماني أثناء الحرب العالمية الثانية سنة 1942، ودشن بصفته الحالية في سنة 1954 وبعد الاستقلال أصبح ملكا للدولة الجزائرية وتحت إشراف المسرح الوطني الجزائري، ليصبح مسرحا جهويا في 12 جوان 1970، وفي سنة 2000 تمّت تسميته باسم المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة بمرسوم رئاسي تحت رقم 2000-70 مؤرخ في 21 مارس 2000. أسماء فنية أثرت الركح منذ الاستقلال منذ الاستقلال وإلى يومنا هذا قدم مسرح عنابة العديد من المسرحيات الهادفة، والتي جلبت اهتمام محبي الفن الرابع، بدايتها بالموسيقى الكوميدية «شقاقين الجبال» سنة 1962 لحسن دردور، والذي قدّم أيضا في نفس السنة «باش آغابوس بوس» و»الرحيل»، لتتوالى بعدها الانتاجات المسرحية لأبناء بونة الذين أثروا الركح، على غرار جمال حمودة، حميد قوري، توفيق ميميش، محمد العيد قابوش، كمال كربوش، عبد الحق بن معروف.. وآخرون. شارك مسرح عنابة الجهوي في مختلف المهرجانات التي نظّمت على المستوى الوطني للمسرح المحترف، كما شارك في مهرجان قرطاج للمسرح في سنة 1987 بمسرحية «الرتيلة»، وفي سنة 1999 بمسرحية «السوسة»، كما شارك في سنة الجزائر بفرنسا سنة 2003 بمسرحية «الأحلام القذرة»، وفي المهرجان الأردني السابع لمسرح الطفل العربي سنة 2004 بعمان، حيث تحصّل على جائزة أحسن دور نسائي، وغيرها من المشاركات. مسرح عنابة الجهوي وإلى جانب العروض المسرحية التي يقدّمها لجمهوره، يعمل أيضا وبهدف إثراء الركح على تنظيم تظاهرات ثقافية وفنية، لا سيما خلال العطل المدرسية، على غرار «أيام عنابة للمسارح الجهوية» من تنظيم مديرية الثقافة والمسرح الجهوي عز الدين مجوبي، والذي يقدّم فرصة لعشاق المسرح للتعرف على أحدث الأعمال المسرحية المنتجة عبر الوطن. كما يحتضن الركح «أيام عنابة لمسرح الفكاهة»، والتي تعدّ أحد أهم التظاهرات التي تصنع الفرجة والمتعة بمسرح مجوبي، نظرا للنشاطات التي يحتضنها وللشخصيات الفكاهية التي يستضيفها من داخل وخارج الوطن، وهو ما جعل التظاهرة تكتسي شعبية كبيرة لدى رواد المسرح المتعطش لمثل هذه التظاهرات. صرح لمختلف الفئات الأطفال بدورهم لديهم نصيب مما يقدّم على مسرح «مجوبي»، حيث يستمتعون مع نهاية الأسبوع بعروض موجهة إليهم، كما لم ينس القائمون على مسرح عنابة، بتخصص تظاهرة لهذه الفئة «الأيام الوطنية لمسرح الطفل»، حيث إن أطفال عنابة من مختلف الأجناس والأعمار دائما في الموعد للاستمتاع بمختلف العروض التي تقدّمها جمعيات وفرق فنية من مختلف جهات الوطن.. كما أن مسرح بونة لا يتوانى في التنقل للأطفال المرضى في المستشفيات أو الطفولة المسعفة، لإمتاعهم بعروض مسرحية متنوعة. مسرح «مجوبي» لم يتوان أيضا في تكريم المرأة الجزائرية واستذكارها بتخصيص تظاهرة لها ألا وهو «المهرجان الثقافي الوطني للإنتاج المسرحي النسوي»، والذي كانت تشرف عليه الفنانة الراحلة صونيا، حيث كانت تهدف من ورائه إلى إعطاء هذه التظاهرة بعدا فنيا جماليا، بالتركيز على أهم الانتاجات النسائية في المسرح الجزائري. غير أنه وللأسف توقفت الفعالية دون أية أسباب تذكر، بالرغم من المكانة التي كانت تحتلها وسط محبي المسرح، على اعتبار أنه كان يعرف مشاركة نخبة من النساء اللواتي صنعن مجد أبي الفنون سواء من الجيل القديم أو الجديد، فضلا على أنه كان يسعى في كل طبعة على تكريم شخصية فنية ناضلت وأبدعت لأجل المسرح الجزائري. مسرح عنابة يناضل ومنذ الاستقلال إلى يومنا هذا لأجل جمهوره ورواده من محبي أبي الفنون، إلا أنه يبقى يتطلّع للمزيد من الأعمال المسرحية، حتى تبقى مكانته راسخة وسط الأجيال القادمة.