تتميز ولاية سكيكدة بتنوّع انتاجها الفلاحي، وبكميات كبيرة ونوعيات جيدة، نظرا لطبيعة الأراضي بدرجة خصوبة نادرة قدرت مساحتها ب 131879 هكتار من إجمالي مساحة الولاية 68،4137 كيلومتر مربع، وتتوفر على مخزون هام من المياه من سدود ووديان، ناهيك عن تنوع المناخ والتضاريس من منطقة إلى أخرى بالإضافة إلى التساقط الكثيف للأمطار خاصة في الجهة الغربية التي تعد الأولى على المستوى الوطني من حيث نسبة كمية التساقط، جعلها تصنف كمنطقة لتكثيف كل أنواع الإنتاج في إطار المخطط الوطني للتنمية الفلاحية والتجديد الريفي لتستطيع بذلك من تصدر المراتب الأولى في مختلف المنتوجات الفلاحية. تتوزع المحاصيل الزراعية في المساحة الصالحة للزراعة على الحبوب ب 38245 هكتار، الزراعات الصناعية ب 2500 هكتار، البقوليات ب 2848 هكتار، الأشجار المثمرة ب 9956 هكتار، الخضروات ب 22325 هكتار، الأعلاف ب 37169 هكتار، كما تتمثل الإمكانيات البشرية في سكان الريف الذين يبلغ تعدادهم 236314 نسمة. ويعرف إنتاج الحبوب خاصة القمح بنوعيه والشعير ارتفاعا من سنة الى اخرى بإنتاج يفوق 600 الف قنطار، وذلك في مساحة إجمالية تزيد عن 38 الف هكتارا، فزراعة الحبوب تنحصر في سهول رمضان جمال، الحروش، سيدي مزغيش ومجاز الدشيش والصفصاف وبني ولبان وأم الطوب، ومع أنّ ولاية سكيكدة لم تصنف بعد ضمن الولايات الرئيسية المنتجة للحبوب على المستوى الوطني، إلا أن توسيع زراعة الحبوب الشتوية والاستعانة بالري الصغير والمتوسط وتحويل مياه سدّ زيت العنبة الكائن ببلدية بكوش لخضر لسقي مساحات كبيرة من هذه الزراعة الأساسية يرشح الولاية لتكون في المستقبل القريب من بين المصادر الرئيسية في تزويد المزارعين على الأقل على مستوى الجهة الشرقية للوطن ببذور الحبوب الممتازة لزراعة القمح والشعير وأعلاف الماشية تتمّ حاليا في مساحة تقدر ب 5 آلاف هكتار، يحتل القمح فيها نسبة 70 بالمائة بمساحة تزيد عن 3 آلاف هكتار، والباقي هوموزع بين القمح اللين والشعير، للنوعية الخاصة التي تتوفر عليها الولاية، وكذا وجود مساحات شاسعة قابلة للإصلاح والاستغلال تمكن من التوسع في زراعة الحبوب في كل جهات الولاية، والزيادة في القدرات الإنتاجية السنوية، والاعتماد على الطرق العصرية المتبعة في دول العالم في مجال زراعة القمح بنوعيه. زيادة على كل ذلك، فإن توسيع زراعة الحبوب الشتوية والاستعانة بالري الصغير والمتوسط وتحويل مياه سدّ «زيت العنبة» ببلدية بكوش لخضر لسقي مساحات كبيرة من هذه الزراعة الأساسية، ساهم بشكل كبير في تحقيق تلك النتائج المعتبرة جدا في هذه الشعبة، وعامل توفر الولاية على معدل التساقط السنوي للأمطار الذي قد يفوق أحيانا ألفي ملم في السنة، ناهيك عن وجود مساحات شاسعة قابلة للإصلاح والاستغلال، بإمكانها أن تساهم في توسع زراعة الحبوب في كل جهات الولاية، ومنه الزيادة في القدرات الإنتاجية السنوية التي تبقى مرهونة أيضا بالاعتماد على الطرق العصرية المتبعة في مجال زراعة القمح بنوعيه. أما منتوج البطاطا فعرف تطورا ملحوظا بارتفاع وصل لنسبة 30 بالمائة، وذلك بفضل سياسة تكثيف الإنتاج ودعم عملية إنشاء هياكل التبريد لحفظ هذا المنتوج الاستراتيجي الواسع الاستهلاك من التلف قصد التسويق بالكميات الكافية على مدار السنة والمحافظة على القدرة الشرائية للمواطن، أما بخصوص بذور البطاطا التي يتم تصديرها لكامل ولايات الشرق، بالنسبة للبذور الموسمية، وبذور آخر الموسم وتعد ولاية سكيكدة رائدة في إنتاج الطماطم الصناعية التي تختص بها الجهة الشرقية للولاية وتحديدا بن عزوز، بكوش لخضر وجندل، محمد سعدي وعزابة، وعرف إنتاجها قفزة نوعية خلال السنوات الأخيرة، حيث تمكنت الولاية من جني محصول وصل ل 4.5 مليون قنطار مؤخرا، بمردود وصل ل 550 قنطارا في الهكتار الواحد وعلى مساحة مزروعة قدرت ب 8 الاف هكتارا وهي الأخرى عرفت ارتفاعا، تتوقع مصالح الفلاحة للولاية، خلال الموسم الفلاحي الحالي، أن تصل المساحة المخصصة للطماطم الصناعية إلى حدود 8.5 الف هكتار، أما عن الطماطم الصناعية المحولة فقد ارتفع منتوج الولاية خلال الخماسي الماضي ب 34 بالمائة، لتحتل بذلك المرتبة الأولى وطنيا بإنتاج بلغ نسبة51 بالمائة من مجموع الإنتاج الوطني. الخضروات بمختلف أنواعها عرفت نسبة نموبلغت 21 بالمائة خلال الخمس سنوات الماضية، خصّصت لها مساحة إجمالية وصلت ل 22325 هكتارا، وفيما يتعلق بالأشجار المثمرة وعلى رأسها الزيتون، فقد ارتفعت نسبة الإنتاج الذي يتسم بالتذبذب بسبب الطبيعة الفيزيولوجية للأشجار التي تأثرت بطرق الجني التقليدية ل 12 بالمائة خلال الخمس السنوات الماضية، وتمكّنت الولاية هذه السنة من إنتاج 6.5 مليون لتر من زيت الزيتون، وتحتل الولاية على مرتبة متقدمة على المستوى الوطني، الخامسة من حيث انتاج زيت الزيتون، وعرفت مساحة زراعة الزيتون توسّعا كبيرا فمن 4760 هكتار خلال سنة 2000 لتتضاعف أربعة مرات خلال السنة الجارية، لتصل الى رقم 16737 هكتار أي بنسبة 241 بالمائة، ومن بين هده المساحة، أضاف نفس المتحدث دخلت مساحة تقدر ب 12100 هكتار مرحلة الإنتاج الفعلي. وأوضح رابح مسيخ إطار بمديرية المصالح الفلاحية ل «الشعب»، بأن الولاية تضم مساحة كلية لإنتاج الحمضيات تقدّر ب 73 . 2852 هكتار، في حين أن المساحة المنتجة للحمضيات تقدّر ب 91 . 2450 هكتار، كما أنّ هذه الشعبة عرفت تطورا كبيرا خلال العشر سنوات الأخيرة، وذلك بنسبة 17 بالمائة من حيث المساحة المغروسة، و10 بالمائة من حيث المساحة المنتجة، كما أنّ الإنتاج قفز بنسبة 72 بالمائة مقارنة بالسنوات الأخيرة، نفس الأمر يتعلق بالمردود الذي وصل الى 55 بالمائة. ويتوزّع إنتاج الحمضيات على عدة مناطق بعدما كانت محصورة في سهل الصفصاف، بالحدائق، صالح بوالشعور ورمضان جمال، لتتوسع إلى مختلف بلديات الولاية، على غرار الجهة الشرقية من الولاية، خصوصا بعين شرار وبكوش لخضر، وفي الجهة الغربية من الولاية بتمالوس وكركرة. وبخصوص الفواكه ذات البذور والنوى التي تشتهر بها خصوصا عزابة، جندل محمد سعدي والسبت، فارتفعت نسبة انتاجها ب 25 بالمائة واحتلت من خلالها الولاية المرتبة الرابعة وطنيا السنة الماضية، إلى جانب الكروم التي خصصت لها مساحة منتجة قدرها اكثر من الف هكتار، ناهيك عن توفر الولاية على ثروة هامة من الماشية، وذلك كنتيجة للمساحات الكبيرة الصالحة للرعي والمتمثلة في التلال والهضاب. تحفيز ومرافقة الفلاحين أشارت تقارير رسمية لمصالح مديرية الفلاحة بالولاية، إلى أن السياسة الوطنية المتبعة فيما يخصّ التكفل بالفلاحين ماديا وتقنيا في إطار الصندوق الوطني للتنمية الفلاحية، قد أعطت نتائج إيجابية على صعيد المنتوج الذي يسجل ارتفاعا من حيث الكمية والنوعية، وبالرغم من ذلك يبقى هذا الانتاج دون مستوى الإمكانيات الحقيقية التي تزخر بها الولاية في مختلف الميادين، إذ تمتلك مساحة إجمالية تتجاوز 132 ألف هكتار تعد من أخصب وأجود الأراضي الفلاحية بالوطن، إلاّ أنّها غير مستغلة بنسبة كبيرة ومنها ما هو مستغل بصورة عشوائية وفوضوية كبعض المستثمرات الفلاحية الفردية والجماعية أصبحت مهملة وضائعة والمستفيدون لا يستغلونها بكيفية منتظمة وحقيقية، وبعضها تخلى عنها فيما لجأ آخرون إلى كرائها، والتفرغ لأعمال أخرى غير الميدان الفلاحي.