يواجه اليوم الممثل الوحيد للجزائر في رابطة الأبطال الافريقية، نادي مولودية الجزائر نظيره المغربي الوداد البيضاوي، لحساب الجولة الثانية من دور المجموعات للمنافسة، وتلعب المباراة على ملعب محمد الخامس بمدينة الدار اليبضاء، وتنطلق على الساعة السابعة مساء بالتوقيت الجزائري. وينتظر أن يعرف اللقاء أجواءا استنثائية بين ناديين عريقين على المستوى الافريقي للانجازات التي حققها كل منهما، وكذا السمعة الطيبة التي يحظيان بها وسط باقي الأندية، خاصة في منطقة شمال افريقيا، أو ما يعرف بالمغرب العربي الكبير، وبالتالي، تعتبر المواجهة “داربي” واعد، سواء من ناحية اللعب والمستوى أو الحضور الجماهيري، حيث ستجلب المباراة حتما أعدادا كبيرة من محبي أصحاب الزي الأحمر والأبيض نادي الوداد، الذي يعتبر من أكثر الأندية المغربية شعبية، حاله حال منافسه الجزائري صاحب أكبر جمهور محليا، عربيا وقاريا إلى جانب أشهر الأندية كالأهلي المصري، النادي الافريقي التونسي، والرجاء البيضاوي. وبخصوص المباراة، فقد تنقل عميد الأندية الجزائرية إلى المغرب يوم الأربعاء المنصرم في رحلة عادية على متن طائرة الخطوط الجوية الجزائرية، وضم وفد المولودية 17 لاعبا فقط، ولحسن حظ الإدارة العاصمية، تم تأهيل كل من براجة، بلعيد والحارس الشاب فارس بوزيد، وبات بمقدور المولودية الإعتماد على خدماتهم في المنافسة الافريقية، لكن في المقابل، ضيّع المدرب منقلاتي خدمات العديد من العناصر التي كانت تشكل نواة التشكيلة، مثلما هو الحال بالنسبة لزماموش وبوشامة المنتقلين حديثا إلى الغريم التقليدي للمولودية، فريق اتحاد العاصمة، حركات ومقداد الذين فضلا خوض تجربة احترافية بمنطقة الخليج، في كل من القادسية السعودي، واتحاد كلباء الاماراتي على التوالي. بالإضافة إلى المهاجم يوسف سفيان الذي غادرالنادي نهائيا ومحمد عمرون الذي ضيّع السفرية إلى المغرب، كخطوة مفاجئة عبّر من خلالها عن إمتعاضه من عدم الاهتمام بشخصه من طرف المسيرين، حيث لم يتصل به أحد منذ عودته من *****ويردي جانيير البرازيلية، أين شارك مع المنتخب الوطني العسكري في الألعاب العالمية، وتوّج فيها باللقب العالمي، وهو ما أثار استياءه، حسب ما صرح به اللاعب ذاته لأحد مقربيه. ورغم كل هذه الغيابات الهامة في تشكيلة العميد، إلا أن رفقاء القائد رضا بابوش تحذوهم عزيمة كبيرة للعودة بنتيجة إيجابية من الأراضي المغربية، وهو ما تجسد خلال الحصص التدريبية الأخيرة، سواء تلك التي أجرتها التشكيلة في الجزائر أو فور وصولها إلى الدارالبيضاء على أرضية ميدان الملحق**** الخاص بمركب محمد الخامس، زيادة على الحصة المبرمجة أمسية أمس على الملعب الرئيسي المحتضن للقاء في نفس التوقيت، بناءً على قوانين اللعبة فيما يخص المواجهات الدولية، وما ميز التمارين التي سطرها المدرب الرئيسي منقلاتي، هو تركيزه على الجانب البدني الذي سيكون محددا وفاصلا أثناء أوقات اللقاء، مع الاهتمام بالاسترجاع، لاسيما وأن الحرارة والرطوبة العاليتين ستؤثران سلبا على كلا الجانبين. أما في الجانب التكتيكي فيبدو أن ممثل الجزائر سيطبق خطته المعهودة (4 / 4 / 2) على خلاف المباراة الماضية ضد الترجي التونسي، حيث اعتمد منقلاتي على خطة دفاعية محضة (4 / 5 / 1) بسبب الغيابات والنقص العددي الفادح في بنك الاحتياط الذي كان مكونا من لاعبين (2) فقط، على اعتبار أن الثنائي براجة بلعيد لم يكن مؤهلا لتلك المواجهة وعلى ضوء هاته المعطيات، يحتمل جدا أن تكون التشكيلة الأساسية المعنية بمواجهة الوداد البيضاوي على النحو الآتي: عز الدين في حراسة المرمى زدام، مغربي، بابوش وبصغير في الدفاع، داود، عطفان، براجة، وكودري لتأمين وسط الميدان، في حين ستوكل المهمة الهجومية لثنائي، ذاوذي وأوسالي، على أن يبقى في الاحتياط كل من : بوزيد كحارس ثاني، موبينانغ، بن سالم، برملة، بلعيد ومومن ، ما يساعد الطاقم الفني على خوض المباراة بارتياح نظرا لتوفر البدائل في الحالات الاضطرارية على عكس ما كان يحصل في المباريات الافريقية الماضية، وما عانته التشكيلة من مشاكل على مستوى التعداد. وفي الجهة المقابلة، يعتزم الفريق البيضاوي استغلال استقباله لمنافسة المولودية على أرضه وبين جماهيره لتحقيق الفوز مهما كانت الظروف، حيث أصر المدرب السويسري للفريق “ميشال دوكاستال” خلال كل التصريحات التي أطلقها في مختلف وسائل الاعلام خلال الأيام التي سبقت مباراة اليوم، على ضرورة ضمان النقاط الثلاث، واصطياد عصفورين بحجر واحد، فمن جهة، سيحافظ الوداد على مركزه الريادي للمجموعة الثانية ولعب باقي المواجهات بكل قوة بغرض احتلال إحدى المرتبتين المؤهلتين للدور النصف نهائي، ومن جهة أخرى تأكيد النتيجة المرضية المحققة بالقاهرة في الجولة الأولى، عندما تمكن زملاء المهاجم محسن ياجور (صاحب الثنائية في نفس اللقاء) من العودة بتعادل مهم للغاية أمام الأهلي المصري، (3 / 3) وينوي الفريق إثبات أحقيته بهذه النقطة ولم تأت بضربة حظ، وما يزيد من ثقة منافس المولودية اليوم هو دخوله المباراة بكامل العناصر الأساسية، ولم يسجل “دوكاستال” غيابات مهمة ومؤثرة على الخطة التي حضرها بغية تحقيق الفوز أمام النادي الجزائري. للإشارة، يتولى إدارة المباراة ثلاثي تحكيم السوداني مكون من السادة عبد الخليد (حكم رئيسي) ومحمد إلتون (مساعد أول) وسعد صالح (مساعد ثاني)، في حين عين السنيغالي ندوي مباي كمحافظ اللقاء، كما تنقل السيد عبد القادر لمام مع الوفد الجزائري لحضور المواجهة بصفته ممثل عن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ورئيس الرابطة الجهوية للجلفة.