قتل نحو 85 شخصا في قصف نفذته قوات حلف شمال الأطلسي في وقت مبكر من صباح أمس، على حي سكني في (ماجر) بمدينة زليتن (180 كلم غرب العاصمة الليبية طرابلس)، حسب ما اعلنته مصادر رسمية ليبية. وقال موسى ابراهيم الناطق باسم الحكومة الليبية في تصريحات للصحافيين الذين زاروا مكان القصف التي تبعد حوالي 10 كلم عن زليتن أن »القرية هوجمت ليتاح للمتمردين بدخول زليتن من الجنوب«. وتقع زليتن على بعد حوالي 40 كلم عن مصراتة التي يسيطر عليها المتمردون والذين يحاولون منذ اسبوع فتح جهات للسيطرة على زليتن التي يقطنها نحو 200 ألف ساكن. وأضاف المصدر أن الضحايا هم 33 طفلا و32 امرأة و20 رجلا من 12 عائلة. وعرض التلفزيون الليبي صورا لجثث محترقة لثلاثة أطفال على الأقل قال إنهم قتلوا في الغارة كما عرض صورا لنساء وأطفال جرحى يتلقون العلاج في المستشفى. وكانت الحكومة الليبية قد نعت الضحايا واعلنت الحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواحهم. وصرح الناطق باسم الحلف الأطلسي رولان لافوا من نابولي أن الحلف »لا يملك دليلا على سقوط ضحايا مدنيين في هذه المرحلة«، مبررا القصف بأن الهدف كان (مشروعا). وحسبه فإن الحلف »يتخذ أقصى درجات الحيطة لتجنب إصابة مدنيين أبرياء يعيشون أو يعملون قرب« المواقع المستهدفة. وتعد زليتن التي أسقطت بها في 21 جوان الماضي مروحية آباشي تابعة لقوات الأطلسي من بين أكثر المدن الليبية التي استهدفها القصف الأطلسي خلال الشهرين الماضيين. فقد سقط 11 شخصا قتيلا في قصف للأطلسي في 30 ماي الماضي على أهداف مدنية وعسكرية في هذه المدينة التي تبعد 40 كلم عن مصراتة التي يسيطر عليها المتمردون حين لقي عدد آخر من الأشخاص حتفهم في غارات جوية على المدينة في 20 و 22 و25 جويلية الماضي استهدفت مراكز صحية وعدد من المراكز الخدمية ونقاط تسيير حركة سير المرور ومحطات توزيع الوقود ومستشفيات، حسب ما تناقتله تقارير صحفية من ليبيا. ونفذت قوات التحالف الأطلسي في وقت مبكر من صباح امس أيضا غارات جديدة على ضواحي العاصمة الليبية طرابلس، حيث أوضحت تقارير لمراسلين أن دوي الانفجارات سمع في جميع أرجاء طرابلس ما سبب حالة من الهلع بين السكان. وأضافت أن سيارات الإسعاف والإطفاء هرعت إلى موقع الانفجارات الذي لا يبعد أكثر من 20 كم عن قلب العاصمة والذي استهدفته غارات الناتو من قبل خلال اليومين الماضيين. وأعلن التلفزون الليبي الرسمي أن طائرات (الناتو) قصفت مواقع عسكرية ومدنية في طرابلس. وأنها مازالت تحلق فوق طرابلس. عدة دول ومنظمات دولية تستنكر العدوان وتلقى العمليات العسكرية لقوات حلف الناتو في ليبيا استنكار العديد من الدول والمنظمات الدولية على خلفية استهدافها أهدافا مدنية وخروجها على نطاق المهام التي حددها قرار مجلس الأمن الدولي 1973 من أجل حماية المدنيين في ليبيا. وأدانت المديرة العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونسكو، ايرينا بوكوفا أمس، قصف حلف شمال الأطلسي مؤخرا مقر قناة التلفزيون الليبي (الجماهيرية) ومقتل ثلاثة من العاملين فيه، واصفة ذلك ب (العمل غير المقبول). وقالت بوكوفا في بيان بهذا الخصوص »لا ينبغي أن تكون وسائل الإعلام في أي حال هدفا للأعمال العسكرية«، مضيفة أن »القرار 1738 الصادر عن مجلس الأمن الدولي عام 2006 يدين أعمال العنف التي تستهدف الصحافيين والعاملين في وسائل الإعلام في حالات النزاع«. واضافة إلى الأعمال العسكرية ودعم المتمردين تواصل الدول الأوروبية ضغوطها الاقتصادي والسياسية للاطاحة بنظام العقيد معمر القذافي، وفي هذا الإطار تبنى الاتحاد الأوروبي مؤخرا مجموعة خامسة من العقوبات ضد نظام العقيد معمر القذافي ومساعديه تستهدف مؤسسات اقتصادية جديدة ترتبط بنظام طرابلس جاءت لتعزز نظام العقوبات الدولية. وفي نفس السياق، أعلنت مصادر رسمية بريطانية امس عن إعادة فتح السفارة الليبية في لندن تحت اشراف المجلس الوطني الانتقالي التنظيم السياسي للمتمردين الليبيين. وكانت كندا أعلنت أول أمس طرد كافة الدبلوماسيين الليبيين ومنحتهم 5 أيام لمغادرة أراضيها. وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد في بيان أصدره أمس »إن كندا تعلن أن كل الدبلوماسيين الليبيين بالسفارة الليبية في أوتوا أشخاصا غير مرغوب بهم ابتداء من الآن«.