التنظيمات الطلابية خرجت عن إطارها بحملها برامج حزبية الجامعة الجزائرية اليوم تعيش حراكا غامضا مجهول المصدر، الطلبة قاطعوا الدراسة وانضموا إلى الحراك الشعبي للمطالبة بالتغيير، ورحيل رموز الفساد في الدولة، ونحن نحتفل بيوم العلم الذي تمثله الجامعة بكل تخصصاتها العلمية، ومن المفروض أن دور هذا الصرح العلمي تطوير البلاد بكفاءاتها وإطاراتها، إلى أين تسير الجامعة اليوم؟ ألا يوجد رجل رشيد يدعوالطلبة للتعقل وإستئناف الدروس لأن العلم مستقبل الأجيال القادمة؟ انها أسئلة اجاب عنها الأستاذ الدكتور بجامعة الجزائر 02 محمد لحسن زغيدي. إعتبر أستاذ التاريخ محمد لحسن زغيدي في اتصال معه، إعلان الطلبة مقاطعة الدراسة بالأمر الخطير، لأن العدوما وراء البحار يتربص بنا وهذا ما يتمناه، قائلا: «إعلان سنة بيضاء الخاسر فيها الطالب»، مشيرا إلى أن الشعب يريد من الطالب أن يكون جنديا فعالا وناجحا أي حضوره في الحراك وفي نفس الوقت مواصلة الدراسة. ودعا الدكتور ل»الشعب»، الطلبة لتحكيم العقل والبصيرة، لأن ما تنتظره الجزائر هومحاربة الرداءة والتخلف والعصابة، ولا يتأتى ذلك إلا بالتسلح بالعلم والمعرفة، كون أعداءنا يتربصون بنا بكل الوسائل ويريدون تركيعنا تراثيا وثقافيا وعلميا، وحسب المؤرخ فإنه يجب أن نبرهن أن الجامعة لها يومها الأسبوعي في الحراك الذي هويوم الثلاثاء وعليها مواصلة مسارها العلمي بإقتدار وهذه هي الجزائر الحقيقية. وأضاف الأستاذ الجامعي، أن هذه الدعوات لمقاطعة الدراسة والتي أصبحت تسيطر على فكر الطالب تضر بمصلحة الجزائر والطالب على حد سواء، مشيرا إلى أن الجامعة اليوم تعيش حراكا غامضا لا نعرف مصدره، قائلا أن هناك طلبة قاموا بعملية توقيف للمسار الدراسي رغم أن الطالب برهن أنه جزء حقيقي من كيان الأمة الجزائرية، وعضوفعال في جسم الدولة الجزائرية، وكان في مقدمة الحراك منذ أن كان فكرة إلى أن أصبح عملا في الميدان، بل ذهب إلى أبعد من ذلك بتخصيص يوم خاص في الأسبوع وهويوم الثلاثاء. وقال أيضا أن الطالب أصبح دوره في الحراك فعلا، وشريكا في اليوم الوطني للحراك وهويوم الجمعة، رغم هذا كان الطالب يسير في تحدي رفع الشعار ومواصلة الدراسة والعلم، مبرهنا أنه سليل حقيقي لطلبة 19 ماي 1956، لأن الحراك يريد بناء دولة مبنية على العلم والتعليم تقوده النخبة المتعلمة وأن الضامن الأساسي في هذا الحراك، هوأنه تحت قيادة نخبة وطنية، أضاف يقول.وفي رده عن سؤال حول رفض الطلبة للتنظيمات الطلابية، أعرب عن تأييده لموقف الطلبة اتجاه هذه التنظيمات معللا ذلك أنه خلال العقدين الأخيرين (العشرين سنة) وللأسف تخلت هذه التنظيمات عن رسالتها وهي تمثيل الطالب في المجال البيداغوجي وتنشيط حياته الفكرية ، بما في ذلك الدفاع عن حقوقه الإجتماعية بالجامعة وتوفير المتطلبات التي تصنع منه طالبا ناجحا من وسائل الترفيه الثقافي العلمي. وأوضح الدكتور أن هذه التنظيمات التي يشترط فيها الإستقلالية ولونها الجامعي ولا برنامج لها إلا برنامج الدفاع عن الطالب، أصبحت مجرد جمعيات مساندة للإنتخابات تحمل برامج حزبية وتنادي بألوان حزبية وإبتعدت عن الجامعة، بل أصبح الطالب هوالغريب وسطها، مبديا أسفه على أن هذه التنظيمات أظهرت مواقفها قبل أشهر بمساندة العهدات وتبارك كل ما يصنعه النظام بل ترتزق منه، كما أن العديد من عناصرها أصبحوا أعضاء قياديين في أحزاب من بينهم من أنشأ أحزابا ويجر زملاءه من منظمات أخرى إلى أحزاب.وأضاف المؤرخ أن زعيم طلابي، أصبح يعامل مثلما تعامل الإطارات السامية في الدولة ويقودون السيارات الفخمة ويتاجرون بالطلبة، بل الأكثر من ذلك فقد أصبحت التنظيمات الطلابية مطية للقفز على السلوك الجامعي، للنجاح السهل والمطالبة بالكوطات في شهادات الليسانس والماستر والدكتوراة التي لم تسلم هي الأخرى وهذا كله بمباركة إدارة التعليم العالي ، متأسفا على أن الإدارة السابقة هي التي كانت تشجع الطلبة على هذا وكانت توظفهم للحملات الإنتخابية لحزب أوتيار معين، ومن المفروض أن الحرم الجامعي مستقل ومكان لصراع وتناقح الأفكار والنقاشات وليس محلا لصراعات سياسية وتيارات حزبية. وقال أيضا أنه بفضل هذا الحراك المبارك، تحرر الطلبة اليوم من قيد هذه التنظيمات التي كانت تبني شرعيتها على مساومات وضغوطات، وكشفها الحراك عن حقيقتها بأنها كانت تدافع عن عهدة خامسة وأرادت أن تركب الحراك فأسقطها من على ظهره، وبهذا أصبح ظهورها محتشما في الوسط الجامعي، - وحسبه - لوإلتزمت برسالتها العلمية النبيلة المستقلة لكانت اليوم رائدة مثلما كان التنظيم الطلابي رائدا في الوطنية إبان حرب التحرير. وعبر عن ذلك قائلا: «هذه نهاية كل من يتخلى عن تقديس الوطن ويرتمي في تقديس الزعيم الذي هوفان، لكن الوطن باق»، مبرزا أن ما وقع للتنظيمات الطلابية يجب أن يكون درسا لتنظيمات أخرى على أن يكون ولاءهم للوطن وليس للأشخاص، مطالبا بتنظيم حراك داخل الجامعة لتنظيمها وإرجاعها إلى السكة الصحيحة ألا وهي إنتاج العلم والمعرفة وتخريج كفاءات تنهض بالوطن.