كشفت العمليات الارهابية الأخيرة اليائسة عن رائحة المؤامرة الخارجية التي لا زالت تتربص ببلادنا فاختيار الظرف والتوقيت يبين أن الجماعات الدموية في الجزائر تتلقى توجيهات من الخارج للقيام بعمليات بربرية من أجل اثارة الفوضى وبعث الرعب والشك في اوساط المواطنين، ولا يمكن فصل ما حدث مؤخرا من عمليات انتحارية في منطقة القبائل عن ما يحدث في محيطنا. ويظهر أن الجزائر مستهدفة أكثر من اي وقت مضى لادخالها في دوامة الفوضى والعنف مثلما يحدث في سوريا وليبيا فالسيناريو واضح جدا والغرض منه تصدير الفوضى لبلادنا تمهيدا لتأليب وسائل الاعلام الغربية وبعض القنوات المتواطئة للتركيز على تلك العمليات الانتحارية وتضخيمها لمنح الدعاية اللازمة للجماعات الدموية التي أصبحت متحالفة مع الأنظمة الغربية لتجسيد المخططات التوسعية والسيطرة على منابع النفط والمال فما حدث في ليبيا وسوريا كشف المستور عن العلاقات الدولية والمخططات الجهنمية. وتحمل هذه العمليات الارهابية الأخيرة التي شهدتها تيزي وزو الكثير من الدلالات التي يجب الحذر منها وأخذها محمل الجد فاستهداف منطقة القبائل منذ مدة يعكس الرغبة في غرس نعرة القبلية وجلب الأضواء نحوها من خلال تكثيف العمليات الارهابية الهمجية، وكأنها اشارة للتنظيمات الدموية من أجل الالتحاق بمنطقة القبائل في محاولة لاستغلال أفكار بعض الأطراف التي تزرع أفكار التقسيم والتفرقة بين الجزائريين. وفي سياق متصل قد تكون هذه العمليات فرصة لتجريب بعض الأسلحة والمتفجرات التي تكون قد دخلت من خارج الجزائر في ظل الانفلات الذي تعرفه منطقة الساحل بسبب الأزمة الليبية حيث عرفت العديد من الماطق الليبية عمليات انزال مكثفة للسلاح عبر الجو بحجة دعم الثوار غير أن التحقيقات التي قامت بها جهات أميركية قد أكدت استحواذ تنظيم القاعدة على تلك الأسلحة، وتمكنت قوات الجيش الشعبي الوطني من احباط الكثير من محاولات التسلل للجزائر من الحدود الليبية وهو ما يؤكد بان منطقة الساحل الافريقي ستصبح بورصة مفتوحة على الهواء للأسلحة. وتسعى السلطات في الجزائر الى مواصلة مكافحة الارهاب مع التمسك بمسار المصالحة الوطنية التي بمرور الوقت تتبين أنها الأرضية الصلبة لانجاح جميع الاصلاحات وتعزيز الاستقرار والسلم والاجتماعي وقطع الطريق أمام كل من يحاول استغلال الفتنة لتعميم الفوضى وارجاع الجزائر الى سنوات الدمار والخراب. وتؤكد العلميات اليائسة الأخيرة المرحلة الصعبة التي تمر بها الجماعات الدموية حيث انكشفت حقيقتها وسقطت جميع طرقها التي كانت تستغل فيها الظروف المعيشية الصعبة لبعض الشباب لاقناعهم بالقيام بعمليات انتحارية مقابل أموال تدفه لأهاليهم ولكن مع مرور الوقت وبفضل تظافر جهود مصالح الأمن المشتركة والجيش الوطني الشعبي وصدور فتاوى من كبار علماء الدين تحرم تلك العمليات زادت حدة الحصار واليأس، كما ان محاولة منح قضية وفاة نجل أحد قادة «الفيس» المحل السابقين بعدا دعائيا ليس بريئا في ظل الظروف التي تمر بها البلاد العربية والمتميزة بالتشنج والفوضى. وعليه فالعمليات الأخيرة التي حملت الكثير من البربرية والهمجية تعكس الوضع الصعب لتلك الجماعات وكذا ماولة استغلالها من الخارج من أجل القضاء على ما كل ما تم انجازه وبناؤه لارجاع البلاد الى سنوات الظلامية وعلينا الاتعاض من دروس ليبيا وسوريا اللتان تعانيان حاليا من الانسياق وراء أطراف خارجية.