صدر عدد «الجيش» ال646 لشهر ماي حبلى بمواضيع متنوعة تتصدرها المسائل العسكرية محل الاختصاص والمتابعة. المجلة الوفية لخطها الافتتاحي والصادرة بالألوان الثلاثة الاخضر الاحمر الابيض رصدت مختلف الاحداث التي لها علاقة مباشرة بالمؤسسة العسكرية والشان الوطني ،في مقدمتها رسالة رئيس الجمهورية وزير الدفاع القائد الاعلى للجيش في اليوم العالمي للشغل وما تضمنته من تعليمات وتوجيهات لمواصلة الجهود في سبيل النهوض بالاقتصاد الوطني وتنوعه وتنافسيته ليس فقط لتلبية الاحتياجات الوطنية بل التصدير. مع العلم ان المؤسسة العسكرية من جهتها طورت صناعتها وصارت قطبا ومحطة مفصلية في هذه الحركية الجديدة المعول عليها في كسب رهان النموذج الجزائري للنمو. اهتمت المجلة بمختلف الزيارات الميدانية للفريق احمد قايد صالح المشدد دوما على اليقظة والحيطة لتامين البلاد من اخطار وتحديات يفرض الظرف وتمليها تداعيات الصراعات الجيواستراتيجية وتهديدات محيط دول الجوار بفعل تراكم ازمات ونزاعات تحاول العصابات الارهابية التغلغل عبر منافذها مستغلة هشاشة الانظمة السياسية وفجوات اقليمية بمنطقة الساحل الافريقي. وتظهر الجولات الميدانية للفريق لمختلف الوحدات العسكرية واشرافه على تمارين بالذخيرة الحية مثلما حدث في الناحية العسكرية الرابعة ، مدى جاهزية الجيش القتالية واستعداده لضرب بيد من حديد من تسول له نفسه المغامرة ومحاولة المساس بالاستقرار الوطني والوحدة الترابية. وتظهر هذه الجاهزية من خلال منظومة التكوين الراعية لتخصصات تؤهل موارد بشرية لتسيير المنشآت وادارتها والنظرة الاستشرافية التي ترصد الاخطار المحدقة قبل وقوعها وتحديد اليات المواجهة. وقد عبرت عن هذا بدقة منتهية افتتاحية الجيش المعنونة «جاهزية في اعلى درجاتها» مؤكدة على تادية المهام الدستورية الى ابعد الحدود وعدم التوقف عند أي طارئ مهما كانت درجة خطورتها واضعة الوطن فوق كل اعتبار واعلائه فوق كل الحسابات. وتظهر قوة الجيش التي اكتسبت بفضل التحديث والتكيف مع التطور التكنولوجي والعلمي والمقاربة الشاملة في الحصيلة المسجلة يوميا في ملاحقة اخر ما تبقى من الارهاب واعطاء تقارير مفصلة حرصا على تسريب معلومة امنية دقيقة للراي العام وتحصينه من خطر الاشاعة الهدامة والدعاية المغرضة. الى جانب هذه المكاسب سلطت المجلة الضوء على الفوج الاول للتشريفات علي معاشي لقيادة الحرس الجمهوري بالكاليتوس الذي يعد بحق وجها مشرفا للجزائر وتراثها الثقافي الاصيل. نذكر ان تاريخ انشاء الفوج الذي شارك بلا توقف في صنع افراح الجزائر واعراسها يعود الى 1960 أي قبل الاستقلال .تشكلت تحت تسمية «المجموعة الموسيقية» التي عزفت احلى الالحان العسكرية التي تحرك المشاعر وتحفز العواطف كاشفة عن اداء موسيقي متناسق متناغم يشد الانظار.