تعيش مصالح الحالة المدنية على مستوى بلديات العاصمة فوضى كبيرة، أثرت على نوعية الخدمات التي تبقى بعيدة عن المستوى المطلوب، ذلك أن الطوابير الطويلة المشكلة أساسا من التلاميذ والشباب الذين يبحثون عن العمل يقابلها عدد محدود من موظفين المصالح ليستغرق استخراج شهادة ميلاد في أحسن الأحوال ساعة واحدة على الأقل. في قاعة لا تتسع إلا لعدد محدود، وقف العشرات من المواطنين أمس بمصلحة الحالة المدنية التابعة لبلدية الحزائر الوسطى التي زارتها «الشعب» أمس والذي لا يخفي المواطنون تذمرهم، لاسيما وأن عدد الموظفين الذين يملؤون استمارات وثائق شهادات الميلاد والحالة المدنية والوفاة عقد الزواج لم يتعد اثنين فقط رغم أنه يفترض أن يشرف على العملية 6 موظفين بالنظر إلى الأماكن المخصصة لهم. ورغم أن بلدية الجزائر الوسطى شأنها في ذلك شأن البلديات العاصمية الأخرى التي تشهد اقبالا كبيرا من التلاميذ واوليائهم عشية الدخول المدرسي المرتقب هذا الأحد لاستكمال عملية التسجيلات المدرسية، إلا أن المسؤولين لم يتخذوا الاجراءات الكفيلة بتفادي حالة الفوضى والاكتظاظ. ولم يخف المواطنون استيائهم من حالة الفوضى الكبيرة وما تبعها من اشتباكات الموظفين إما بسبب الطوابير وعدم احترامها أو بسبب الاخطاء المرتكبة لدى تدوين المعلومات في الوظائف المستخرجة. لاسيما وأن السبب في ذلك نقص عدد الموظفين متسائلين لماذا لا تلجأ البلديات إلى توظيف عمال مع انطلاق السنة الجديدة أي الدخول الاجتماعي ما يمكنهم من الحصول على مقابل مادي ويجنب المواطنون عناء عملية استخراج الوثائق. واستنادا إلى إحدى السيدات فقد اضطرت إلى الانتظار ساعة كاملة لاستخراج شهادة الميلاد لابنتها لايداعها في ملف دراسي، وإذا كان بعض التلاميذ الذين حضروا بأنفسهم يستخرجون لهم ولإخوتهم المتمدرسين يستغرقون وقتا أطول، فإن شباب آخرون وأشخاص من مختلف الأعمار لاسيما منه المتقدمون في السن الذين يضطرون المجيء نظرا لكون أبنائهم منشغلين بالعمل ويتعذر عليهم الغياب. الواقع المسجل في المصالح المدنية الذي يسود مطلع كل دخول اجتماعي فقط نظرا لاشتراط مختلف الادارات والمؤسسات التربوية لهذه الوثائق، يسود مصلحة الأرشيف طوال السنة، وتعد بلدية الأبيار أدل مثال على ذلك، فالمواطنين المولودين بها يجدون صعوبة كبيرة في استخراج الوثائق الأصلية سواء تعلق الأمر بشهادة الميلاد الأصلية رقم (12) التي تودع في ملف البطاقة الوطنية أو شهادة الميلاد الجديدة التي يطلق عليها «اس 12» التي تودع في ملف الحصول على الوثائق البيومترية وتحديدا جواز السفر الجديد، ولا طالما اشتكى المواطنون من مصلحة الحماية المدنية بالأبيار ذلك أنهم يقضون ساعات كاملة في الانتظار ليحصلوا بعد ذلك على وثائق تحمل أخطاء في أغلب الأحيان الأمر الذي يضطرهم إلى الانتظار مجددا في طوابير لا تنتهي في وقت يأتي أشخاص يحصلون على وثائقهم دونما قضاء أي وقت الانتظار. وعلاوة على الأخطاء فإن النقطة المسجلة أن مصالح الحماية المدنية باستثناء البعض منها بلدية حيدرة على سبيل المثال لا يستخدمون الاعلام االآلي ومازالوا يدونون المعلومات بالقلم.