شمال إفريقيا عن الجزائر، لا أساس لها من الصحة.. بل هي أوصاف تنم عن حقد دفين تجاه هذا البلد.. ومحاولة تشويه صورة الجزائريين لدى الرأي العام العالمي في ظرف يعتبر خاصا. هذا السياق، المتميز الذي جاءت فيه هذه التصريحات المغرضة الواردة في مجلة (فالور أكتويال) وموقع (ياهو) على الشبكة العنكبوتية ضد الجزائر.. له خصوصياته الخارجية ونعني بذلك أحداث ليبيا والتطورات في منطقة الساحل، وقضايا ذات الأبعاد الاقتصادية وحتى سياسية لها توجه داخلي. وما صرح به السفراء، يوحي بأن فرنسا فقدت مبادرة (تسيير) منطقة شمال إفريقيا وفق منطق (الفضاء الحيوي) الذي تبحث عنه، بعد كل ما قامت به من تدمير كامل لبلد جار بشكل جنوني أثار تساؤلات المتتبعين الذين استغربوا لكل هذه الشحناء في قصف المنشآت الحيوية لليبيا.. ومن جهة أخرى، فإن فرنسا إختلطت عليها الأوراق بالساحل.. بعد أن ساهمت في ترك الحابل على الغارب في ليبيا، فاسحة المجال لتهريب الأسلحة إلى بلدان الجوار.. الأقوال السياسية الصادرة عن السفراء الفرنسيين الذين إشتغلوا في والتزمت الصمت الكامل فيما يتعلق بهذه النقطة حتى يومنا هذا... وهذا في حد ذاته، خطأ استراتيجي إرتكبته فرنسا في هذه المنطقة.. من ناحية تدعي محاربة الجماعات المسلحة في المنطقة، ومن جهة أخرى، تغض الطرف عما نجم عن تداعيات الأزمة الليبية في الساحل، كل هذا ولد الكثير من علامات الاستفهام في أوساط بلدان المنطقة. وقد تفاجأ الكثير من تلك الأوصاف الحقودة التي أطلقوها ضد الجزائر تكشف حقا أن هؤلاء تجاوزوا العرف الديبلوماسي المتعارف عليه في مثل هذه القضايا التي لا تستدعي مثل هذه الأحكام ذات الطابع الذاتي المحض.. البعيدة كل البعد عن الفعل السياسي الموضوعي الذي يبني الآراء والإنطباعات على قاعدة الوضوح واحترام الآخر.. وعدم السقوط في مطبات قد تكلف ثمنا باهضا ولا يمكن السكوت عن الإستمرار في ذهنية التسلط والهيمنة على الآخر.. وهذا للأسف ما لم يفهمه هؤلاء في الوقت الحالي. لا يمكن للجزائر أن تستشير فرنسا في قراراتها الداخلية أبدا والإصلاحات المتبناة هي جزائرية مائة بالمائة، هي خيارات وطنية تفاعلت معها كل القوى الحية في البلاد، والذين كانوا يراهنون على ثورة (الفايسبوك يوم 17 / 9 / 11) أصيبوا بالصدمة القاتلة عندما رد عليهم الجزائريون بقوة على أنهم من دعاة الحفاظ على بلدهم من شر الآخر، هذا ما جعل هؤلاء السفراء يقولون كلاما غير مسؤول وغير أخلاقي سيأتيهم الرد في الوقت المناسب، وهنا يتعلمون كيف يشتمون الشعب الجزائري.