أكد عبد العزيز دردوري الخبير في الأمن المعلوماتي أن مواقع التواصل الاجتماعي قد أصبحت ظاهرة اجتماعية من خلال العدد الهائل للمشتركين الذي بلغته، وأضاف المتحدث أمس في ندوة مركز «الشعب» للدراسات الاستراتيجية أن أكثر من 200 موقع اجتماعي متوفر حاليا عبر النات يشمل أكثر من مليار مشترك. وأشار المتحدث أن التفاعلية التي تضمنها هذه المواقع من خلال المشاركة في بث الرسائل واستقبالها باكبر سرعة ممكنة وباقل التكاليف وضمان وصولها الى أكبر قدر ممكن من الأفراد قد شجعت الأفراد من مختلف أنحاء العالم على الانخراط فيها، ومن الأسباب الرغبة في المعرفة والاطلاع والتعرف على الآخر لانشاء علاقات جديدة. وأوضح المتحدث أن 59 بالمائة من مستعملي الشبكات الاجتماعية التي يتقدم فيها موقع «فايسبوك» على «ماي سبايس» و«تويتر» يبررون انخراطهم بامكانية انتقاء الزملاء والاصدقاء الجدد الذي يحملون نفس الرأي والتوجه ونفس المستوى والآراء، وامكانية الانخراط في العمل الجماعي ولو افتراضيا ومن المحفزات السلامة والتأمين على المعلومات الشخصية والعائلية التي تضمنها هذه المواقع بالمقارنة مع الأنترنت. وينفرد «فايسبوك» بالصدارة في عدد المنخرطين ب700 مليون مشترك يشكل الأفارقة منهم 3,3 بالمائة وهو ما اعتبره صاحب المحاضرة ضعيف بالمقارنة مع حجم تدفق استعمال شبكات التواصل الاجتماعي ف30 مليون افريقي فقط منخرطون في هذه الفضاءات مع تسجيل الجزائر ل2,2 مليون منخرط بينما تبلغ نسبة الأمريكيين المنخرطين 48 بالمائة و25 بالمائة لأوروبا و7,5 بالمائة بالنسبة للشرق الأوسط. وتكشف الاحصائيات التي قدمها الأستاذ دردوري أن 65 بالمائة من المشتركين في فضاءات التواصل الاجتماعي من أفراد تجاوزوا 35 سنة فما فوق وعرفت المرحلة من 2008 الى 2011 اكبر عدد من المنخرطين في فضاءات التواصل الاجتماعي حيث بلغت النسبة 50 بالمائة بالمقارنة مع السنوات الماضية وقد أكد الوافدون الجدد أنهم لمسوا الكثير من الأمور الايجابية في فضاءات التواصل الاجتماعي ما جعلهم ينخرطون فيها. وأضاف المتحدث أن كثرة المضامين السياسية والرسائل الجدية جعلت 92 بالمائة من عدد المشتركين يقبلون على «فايسبوك» بينما 29 بالمائة ومعظمهم شباب ينخرطون في فضاء «ماي سبايس» الشبابي بينما 13 بالمائة منخرطون في «تويتر»، ويتفوق العنصر النسوي في عدد المشتركين في ظاهرة تطرح الكثير من التساؤلات. ومن المفارقات التي تحدث عنها المحاضر هو وجود 10 ملايين مشتركين في الوطن العربي يستعملون اللغة العربية مع تفوق طفيف للغة الانجليزية ب11 مليون أما الفرنسية فهناك 7 ملايين يستعملها للتواصل على هذه الفضاءات متوقعا بان تتفوق اللغة العربية في الأشهر القليلة القادمة على الانجليزية التي تعرف رواجا كبيرا في الشرق الأوسط. وعن ايجابيات فضاءات التواصل الاجتماعي فقد اشار ضيف مركز «الشعب» للدراسات الاستراتيجية الى الايجابية التي تتضمنها النقاشات والرسائل لكونها صادرة من أفراد جامعيين بالاضافة الى امكانية تسويق السلع والمضامين بأقل التكاليف اللازمة بالاضافة إلى التعرف على أشخاص من مختلف المستويات والدول. وتوقف المتحدث عند تجربة الولاياتالمتحدةالأمريكية التي باتت الكثير من الدوائر الرسمية منخرطة في شبكات التواصل الاجتماعي دون تخوف أو تحفظ وهو ما يؤكد على توغل هذه الفضاءات في الحياة السياسية العامة للدول. ومن السلبيات التي تتهدد هذه الفضاءات الاجتماعية للتواصل، هو التعدي على حقوق الملكية الفكرية في ظل نشر الكثير من الكتابات والصور، دون مراعاة حقوق اصحابها، بالاضافة الى نقص الانتاج الاقتصادي حيث أثرت هذه الفضاءات الاجتماعية للتواصل على مردودية العمال الذين يلجأ الكثير منهم الى الاتصال في أوقات العمل بالاضافة الى الهجمات الإلكترونية من الفيروسات حيث تعطلت الكثير من الحواسيب من جراء استعمال فضاءات الاتصال الافتراضية.