حذر البروفيسور بن عثمان محمد الطيب مختص في طب الأمراض العقلية ورئيس مصلحة بمستشفى مصطفى باشا في حوار مع «الشعب» على هامش ملتقى نظم بفندق الماركور من اللجوء إلى عادات خاطئة لعلاج المصابين بأعراض انفصام الشخصية «سكيزوفرينيا «، موضحا أن الدواء وحده يجعل نتيجة العلاج أكثر فعالية إذ يساهم في التخفيف من أعراض المرض واختفائه لمدة طويلة. «الشعب»: ما هو مرض انفصام الشخصية أو سكيزوفرينيا وهل له أسباب محددة؟ البروفيسور بن عثمان: انفصام الشخصية هو إضطراب عقلي شديد يفسر فيه الاشخاص الواقع بشكل غير طبيعي يستمر مع الشخص مدى الحياة وتتنوّع أعراضه ولكنها عادة ما تشمل الأوهام، حيث يتوهّم المريض أشياء غير قائمة في الواقع والهلوسات والتي تتضمن على العموم رؤية او سماع اشياء غير موجودة وكذا التفكير غير المنظم الذي ينتج عنه الحديث غير المنظم. وفيما يخصّ عوامل الإصابة، فإن انفصام الشخصية متعدّد الأسباب ولا يمكن تحديدها اذ يمكن ان يكون الشخص مصابا وهو في بطن أمه وتوجد اسباب مبكرة كالإدمان على المخدرات الذي يمكن أن يؤدي الى الاصابة بانفصام الشخصية وكذا شدّة القلق بالنسبة للاشخاص الاكثر عرضة. هل تتشابه أعراض الإصابة بانفصام الشخصية لدى المراهقين والبالغين؟ ^^ تظهر علامات الانفصام في شكل سلوك حركي غريب وغير طبيعي وتتشابه اعراض فصام الشخصية لدى المراهقين والبالغين كالانسحاب من الأصدقاء والعائلة وتدهور الاداء المدرسي وصعوبة في النوم والشعور بالاكتئاب الذي قد يؤدي الى التفكير في الانتحار، نتيجة اضطراب ذهني يستلزم رعاية طبية. وفي سنّ المراهقة تظهر في بعض الأحيان الأم يتهيأ لها انه في سنّ المراهقة، لذلك فإن الطبيب العام له دور هام في تشخيص المرض والأطباء النفسانيين. فالشخص الذي يتعاطى المخدرات والطفل عمره ال14 سنة يطرح عدة أسئلة غريبة كالأسئلة التي تتعلّق بالدين ويصبح مهووسا بقراءة مثل هذه الكتب علامات الخطر، ولكن لا يعني أنه بالضرورة مصاب بانفصام الشخصية وإنما يمكن ذلك من أخذ حالته بعين الاعتبار وتوجيهه لطبيب عام أو مختص في طب الأمراض العقلية وهي علامات ما قبل المرض. وفي بعض الحالات الطفل يهدّد بقتل أمه وقتل نفسه وأغلب الأمهات يتهيأ لهن أن سن المراهقة تجعله يقول كلاما غريبا وهذا لا يعني علاجه وإنما يجب متابعة حالته من خلال أخذه لطبيب نفساني وطبيب الأمراض العقلية للتأكد من الحالة. كم عدد الجزائريين المصابين بانفصام الشخصية وهل يعدّ المرض العقلي الأكثر انتشارا؟ ^^ يعرف داء انفصام الشخصة انتشارا كبيرا في الجزائر، حيث تشير دراسات إلى أن 1بالمئة من السكان يعانون منه أي ما يعادل 420 ألف جزائري مصاب، ولكن مقارنة بالأمراض العقلية الأخرى تتصدّر الانهيار العصبي القائمة كونه المرض الذي يعاني أكبر عدد من الجزائريين في حين يبقى انفصام الشخصية الأكثر خطورة. لحدّ الآن لا توجد احصائيات دقيقة تحصي العدد الحقيقي للمصابين بانفصام الشخصية على المستوى الوطني، وهو ما جعل الجمعية الجزائرية للأمراض العقلية تقرّر القيام بدراسة جزائرية لمعرفة العدد الحقيقي للمصابين بانفصام الشخصية في الجزائر، وذلك بالتنسيق مع المعهد الوطني للصحة العمومية ووزارة الصحة والسكان والاصلاح المستشفيات. هل اكتشاف حالة انفصام الشخصية في وقت مبكر يجعل نتيجة العلاج أكثر فعالية؟ ^^ بالتأكيد أن اكتشاف المرض في المراحل الأولى يجعل نتيجة العلاج أكثر فعالية، خاصة وأن جميع الدراسات أثبتت أن انفصام الشخصية مرتبط ارتباطا وثيقا بمرحلة ظهور العلامات والأعراض، لأنه كلما تمّ اكتشاف الأعراض في سنّ مبكرة، مثلا في سن 16 تشخيص الحالة يتم بعد 3 أشهر ونصف الدواء المناسب من قبل الطبيب تكون النتيجة أحسن وفعالة. وفي حال تسجيل تأخر في تشخيص حالة انفصام الشخصية بسبب بعض العادات الخاطئة التي تعرف انتشارا كبيرا في الجزائر كالاستنجاد بالأئمة واستعمال الطب البديل كالحجامة حيث يتم تضييع الوقت للقيام بتشخيص دقيق عند الطبيب المعالج لأن المرض يصبح عميق وللتكفل بالمصاب يتطلب ذلك وقتا والتخلص من الانتكاسة أمر صعب حتى في حال تلقي المريض العلاج اللازم، لأن انفصام الشخصية يؤدي بالضرورة إلى انتكاسة، خاصة إذا لم يتمّ علاجه كما يجب ولم يأخذ الأدوية في الوقت المناسب، حيث تحدث الانتكاسة بشكل سريع. هل العلاج يساعد على الشفاء من المرض؟ ^^ يحتاج المصابون بانفصام الشخصية الى علاج يستمر معهم مدى الحياة، ولكنه لا يساعد على الشفاء تماما من المرض بل تزول أعراضه فقط خاصة في حال تمّ مباشرة العلاج في وقت مبكر، لأن ذلك يساهم في السيطرة على الاعراض واستقرار الداء دون تطوره بفضل الادوية المخصصة لهذه الفئة. وعندما يكون المرض مستقرا يمكن أن يواصل المصاب بانفصام الشخصية حياته بصفة عادية كالدراسة والزواج والعمل وذلك بعد تلقيه حقنة العلاج كل شهر وتظهر النتيجة بعد 6 أشهر، حيث تختفي جميع اعراض المرض، حيث أن الهدف من العلاج هو تحضير المريض وليس شفاءه، لأن ذلك لن يحدث كونه مرضا مزمنا لا يختفي فالمعركة متواصلة. فيما يخصّ الأدوية المخصصة لعلاج مرضى انفصام الشخصية هل هي متوفرة في الجزائر؟ ^^ نعم جميع الأدوية الموجهة لعلاج مرض انفصام الشخصية متوفرة في الجزائر، وهي كافية لجميع المرضى ولا يتم تسجيل أي نقص، حيث تتوفر الجزائر حاليا على أدوية فعّالة تسوّق في فرنسا. كما توجد حقن تعطي فعاليتها في مدة شهر تقدم أقل الاعراض الجانبية، وكذا من خلال مخابر، بجلب التركيبة الجديدة للأدوية لتعويض التركيبة القديمة.