يحتضن بالمسرح الوطني محيي الدين بشطارزي، بالجزائر العاصمة، منذ سهرة أول أمس، وإلى غاية يوم 9 أوت القادم، فعاليات الأيام التاسعة لمسرح الجنوب، التي ينظمه المسرح الوطني، وهي تظاهرة تسمح بتسليط الضوء أكثر على إبداعات شباب الجنوب الجزائري، كما تمثل «فرصة للتبادل بين مهنيي المسرح» وتتيح لشباب الجنوب «ممارسة هوايتهم بحسب المعايير المطلوبة في الفن الرابع». في كلمتها الافتتاحية أشارت وزيرة الثقافة، مريم مرداسي، أن هذه التظاهرة الثقافية هي مُناسبَة يَتواصلُ فيها الفنُ الرابعُ مع محبِيهِ من شمالِ الوطنِ وجنوبِه، مشيرة أن الأيام المسرحية للجنوب ستتيح مِساحات كبيرة للمهتمين بالمسرح عبر العروض المسرحية والمداخلات والورشات لتحقيق التواصل بين الكوميديين والجمهور من أجل اختبار تجاربهم الإبداعية الجديدة على الركح بحكم أنه هو الفاصل في نجاح التجربة من عدمها»... ثمنت الوزيرة المبادرة قائلة: إن «هذه الطبعة تقف موقف المشجع والمرافق لفرق الجنوب من جمعيات وتعاونيات عبر منجزاتهم المسرحية الباهرة التي ستكون لا محالة للمختصين والمهتمين اكتشافا جديدا للطاقات الكامنة في أعماق الجنوب.».. بدوره أشار محمد يحياوي، مدير المسرح الوطني الجزائري، أن « الأيام المسرحية للجنوب هي مناسبة ثقافية تسمح للجمهور العريض و لمحبي الفن الرابع «بمتابعة العروض المسرحية والاستمتاع بالفن الرفيع الذي أبدعه فنانون من جنوبنا الحبيب، و هو الفن، يقول، الذي يمتزج بعبق الصحراء وأصالتها ويمد جذوره العميقة في حضارة عريقة تعود إلى فجر البشرية». وجه يحياوي بالمناسبة دعوة «إلى كل الفنانين في شمال البلاد وفي شرقها وغربها كي « يستلهموا من تراث صحرائنا الشاسعة الواسعة، وأن يوظفوا رموزها وتاريخها وشخصياتها في الفن ولا سيما الفن المسرحي، وهو ما يتيح لفنهم مزيدا من العمق وكثيرا من الأصالة ويضمن لهم كبير النجاح والتألق». للاشارة، سهرة الافتتاح كانت مناسبة أمام فرقة الخدمات الجامعية لمدينة الوادي «، لتقديم أوبيرات «نزيف الذاكرة»، وهي أوبيرات من سجل المسرح الملحمي مقتبسة من النصوص الشعرية للجزائريين عثمان لوصيف ومحجوب بلول والسوريين سليمان العيسى ونزار قباني والعراقي كاظم جواد والسوداني محمد الجواهري والتي تحاكي عظمة الثورة الجزائرية التي دخلت العالمية لأنها أصبحت رمزا للمقاومة والنضال في سبيل حرية الشعوب، ويضم برنامج الأيام التاسعة لمسرح الجنوب محاضرات ونقاشات وعروض ولقاءات أدبية متنوعة.