يتواصل الاضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة عمال شركة صناعة الورق والكرطون (طونيك سابقا) ببوإسماعيل بخلفية استدراج الادارة لتلبية جملة من المطالب العالقة منذ عدّة سنوات خلت و ما زاد الطين بلّة عدم حصول العمال على رواتبهم خلال مناسبتي عيد الفطر وعيد الأضحى لهذه السنة. كان عمال الشركة قد شرعوا في اضراب مفتوح معلن عنه، منذ مدّة يوم الثلاثاء المنصرم، غداة عيد الأضحى مباشرة، وأقدموا خلال الأيام الثلاثة الموالية للعيد على غلق الطريق الوطني رقم 69 الرابط بين بوإسماعيل والقليعة والمحاذي لشركتهم وذلك بخلفية جلب انتباه السلطات العمومية المدعوة للتدخل المباشر لدى الجهات المعنية للنظر في مستقبل العمال و الشركة التي تراجع مردود الانتاج بها الى حد لا يبشّر بالخير، بحسب ما علمناه من العمال المحتجين، بحيث اشار رئيس النقابة فريد زرارقي الى أنّ بعضا من الوحدات 11 المشكلة للشركة أصبحت تشغّل بنسبة 3 ٪ فقط من طاقة انتاجها ما يترجم التراجع الرهيب لقدرات التشغيل و الانتاج، مشيرا الى أنّ الشركة حصلت من الوصاية على غلاف مالي قدره مليار دج سنة 2017 كان موجها لإعادة ترتيب البيت و تقويم مسار الوحدات وفق ما يؤهلها لاسترداد طاقاتها الانتاجية المعهودة إلا أنّ الواقع يشهد بأنّ التدهور لا يزال متواصلا و لم تبزغ في الأفق بعد بوادر الترقية و الاقلاع المنشود. قال ممثل النقابة فريد زرارقي، أول أمس، بأنّ العمال لم يتلقوا راتبهم منذ شهر و 20 يوما ما يعادل راتبي شهرين من العمل تقريبا، الأمر الذي لا يمكن أن يطيقه هؤلاء في ظلّ أجواء توحي بأنّ مستقبل الشركة يقترب بسرعة البرق نحو نفق مظلم ليس من السهل الافلات من ظلمته و مخاطره، وأكّد المتحدث ايضا بأنّ الذي أفاض الكأس عدم حصول العمال على رواتبهم خلال مناسبة العيد التي تقتضي مصاريف اضافية للعائلة وهي الظاهرة ذاتها التي شهدتها مناسبة عيد الفطر المنصرم حين حرم العمال من رواتبهم ما يترجم التوجه غير السليم للمسار المالي للشركة و من ثمّ وجب دق ناقوس الخطر و إعلام الجهات الوصية قبل فوات الأوان. إعادة بعث الشركة من جديد من خلال مخطط نجاعة أضاف زرارقي أنّ الهم الأكبر للعمال لا يرتبط بالرواتب فقط بقدر ما له علاقة وطيدة بقضية إعادة بعث الشركة من جديد من خلال مخطط نجاعة فعّال على عكس مخططات النجاعة التي تمّ نهجها خلال السنوات الثمانية المنصرمة حين دأبت النقابة على مراسلة الجهات الوصية دوريا، الا أنّ تغيير المسؤولين محليا و تغيّر وزراء الصناعة خلال كلّ تغيير حكومي أثّر سلبا على مسار الشركة. بحسب ما علمناه من رئيس النقابة دائما فإنّ ما تعانيه الشركة من مشاكل عويصة نجم عن تراكمات عدّة سنوات خلت إلا أنّ الأمور بلغت درجة التعفّن منذ شهر جوان من العام المنصرم ولذلك فقد تمّ إعداد مشروع الذهاب الطوعي للعمال بخلفية تقليص عددهم و التمكن من التحكم في الوضع و تمّ التوقيع على اتفاقية بين الادارة و النقابة في هذا المنحى في جانفي من السنة الجارية، الا أنّ تغيير الاطارات المسيرة للشركة، عقب ذلك أفرز توقف المشروع و طرح بدائل اخرى لا تزال غامضة في الواقع و لا يزال العمال يتساءلون عن مصيرهم و مصير مصدر رزقهم الذي أفنوا فيه جزءا كبيرا من حياتهم و لا تزال المعاناة قائمة الى اشعار آخر.