لا يكاد يختلف اثنان على أن شبيبة القبائل تبقى وبدون منازع أحسن سفير للكرة الجزائرية في المحافل الدولية وعلى الصعيد القاري، بالنظر إلى تاريخها الحافل، انجازاتها الكبيرة وألقابها العديدة، حيث تمكن الفريق ومنذ نشأته من حصد 6 كؤوس إفريقية بمختلف صيغها، وتذوق طعمها جميعا إذا ما احتسبنا الكأس الإفريقية الممتازة التي توّج بها سنة (1982)، وهو انجاز كبير ونادر الحصول، عجزت أكبر الأندية الإفريقية المعروفة عن تحقيقه. وقد كانت بداية الشبيبة مع التتويجات والألقاب الإفريقية في سنة ,1981 عندما أحرزت وبكل جدارة كأس إفريقيا للأندية البطلة، لتعيد نفس الإنجاز سنة ,1990 عندما توّجت بنفس اللقب على حساب نادي ناكاناريد ديفيل. وفي سنة ,1995 أضافت الشبيبة اللقب الإفريقي الثالث لها في رصيدها بتتويجها بكأس إفريقيا للأندية الحائزة على الكؤوس. 3 كؤوس ''كاف'' متتالية وتاريخية ولعل أكبر إنجاز للشبيبة على الصعيد القاري منذ نشأتها، هو ذلك الذي حققته عند بداية الألفية الجديدة، عندما توّجت بكأس الكاف ثلاث مرات متتالية سنوات: (2002 ,2001 ,2000) وهو ما منح لها الحق في الاحتفاط بالكأس بصفة نهائية في سابقة هي الأولى من نوعها على الصعيد القاري، وفي تاريخ هذه المنافسة، التي شاركت فيها أقوى وأعرق الفرق كالأهلي المصري، النجم الساحلي التونسي، وغيرها من الأندية الإفريقية المعروفة. وقد كانت بداية الفريق القبائلي مع كأس الكاف سنة 2000 وعندما واجه نادي تي بي مازامبي في الدور ثمن النهائي، وتفوق عليه بخماسية نظيفة، وهو ما أكسبه ورقة المرور إلى الدور ربع النهائي رغم هزيمته بهدفين دون ردّ في لقاء العودة، وفي هذا الدور كانت مهمة الشبيبة أصعب، حيث واجهت النجم الساحلي التونسي وتفوقت عليه بهدف واحد، قبل أن تنهزم أمامه بنفس النتيجة في لقاء العودة بتونس، غير أن الحظ كان إلى جانب الحارس بوغرارة الذي صنع الفارق في ضربات الجزاء، وأهل فريقه إلى الدور نصف النهائي، أين واجه نادي ايوانوانيو وفاز عليه بنتيجة (2 / 1) بعدما انتهى لقاء الذهاب بالتعادل، ليتأهل زملاء بلقايد إلى الدور النهائي، أين واجهوا نادي الإسماعيلي المصري، وتعادلوا معه في ميدانه بفضل بن دحمان ومخالفته الشهيرة، وهو ما فتح لهم المجال واسعا للتتويج باللقب رغم انتهاء لقاء العودة بالتعادل السلبي. وقد واصلت الشبيبة المغامرة في الموسم الموالي، حيث واجهت نادي مبراط هال في الدور ثمن النهائي، وفازت عليه بهدفين نظيفين، وهو ما أهلها للدور ربع النهائي، أين قابلت الوداد البيضاوي، الذي فازت عليه ذهابا وإيابا (2 / 0) في المغرب، و(1 / 0) في ملعب 5 جويلية. وفي نصف النهائي واجهت الشبيبة فريق أفريكاسبور، الذي تفوق عليها في الذهاب بنتيجة عريضة (3 / 1)، غير أن الممثل الجزائري تدارك الفارق في لقاء العودة، وفاز بهدفين دون ردّ بفضل منير دوب الذي حرر الجميع في الثواني الأخيرة، مانحا زملائه تأشيرة خوض النهائي الإفريقي الثاني لهم على التوالي. وفي المواجهة النهائية، واجه زملاء دريوش النجم الساحلي التونسي الذي تفوق عليهم بميدانه ب(2 / 1)، إلا أن القبائل حققوا الأهم في لقاء العودة بحضور أكثر من 80 ألف مناصر، وتفوقوا على النجم بفضل الهدف الثمين الذي سجله زافور والذي منح الشبيبة من خلاله اللقب الإفريقي الثاني لها على التوالي والخامس في رصيدها الغني. وفي سنة ,2002 استهلت الشبيبة كأس الكاف بتأهل سهل على حساب نادي أف سي نديامبور بعد ما فازت عليه بنتيجة عريضة (6 / 3) وانتهاء لقاء الذهاب بالتعادل السلبي، ليقابل بعدها الممثل الجزائري وحامل هذه المنافسة في الطبعتين الأخيرتين، نادي جوليبا المالي، الذي لم يستطع الصمود أمام خبرة زملاء برڤيڤة، وانهزم أمامهم ب(2 1) بعد انتهاء مواجهة الذهاب بدون أهداف. وفي الدور نصف النهائي، واجهت الشبيبة نادي المصري المصري في مقابلة عربية ساخنة، فبعدما تفوق الفراعنة بميدانهم بهدف يتيم في لقاء الذهاب، انتفضت الشبيبة في لقاء العودة بملعب ''5 جويلية''، وتمكنت بفضل المتأهل بلقايد من تدارك الفارق وكسب تأشيرة التأهل إلى الدور النهائي، أين واجهت نادي تونير ياوندي، الذي فازت عليه برباعية نظيفة في ملعب ''5 جويلية''، وانهزمت أمامه بهدف يتيم في الكاميرون، وهو ما أهل زملاء برڤيڤة للتتويج باللقب للمرة الثالثة على التوالي، والاحتفاظ بالكأس بصفة نهائية، في سابقة أولى من نوعها، كانت مستحقة ومنطقية، وجاء كثمار للجهود الكبيرة والعمل الجاد الذي قامت به كل الأسرة القبائلية. ------------------------------------------------------------------------