ممثلا لرئيس الدولة عبد القادر بن صالح، يشارك نور الدين بدوي، في أشغال مؤتمر طوكيو حول التنمية في إفريقيا «تيكاد7»، وقد حل الوزير الأول، أمس، بمدينة يوكوهامااليابانية للمشاركة في القمة المقررة من 28 إلى 30 أوت الجاري، مرفوقا بوزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم. تهدف هذه الندوة إلى النهوض بالتنمية في إفريقيا من خلال إشراك العنصر البشري وكذا اعتماد التكنولوجيا والابتكار إلى جانب تعزيز مكانة القارة وإبراز قدراتها التنموية. ويعكف المشاركون أيضا على تقييم مدى تنفيذ قرارات الندوة السادسة التي احتضنتها نيروبي (كينيا)، لاسيما ما تعلق بالتزام اليابان بتعزيز استثماراتها في القارة الإفريقية بتخصيص غلاف مالي يقارب 30 مليار دولار خلال الفترة الممتدة ما بين 2016 و2019 تصب في إطار تطوير البنية التحتية والتعليم والرعاية الصحية. للإشارة، فإن ندوة «تيكاد» التي تنظم بمبادرة من حكومة اليابان مناصفة مع الأممالمتحدة وبرنامجها للتنمية ومفوضية الاتحاد الإفريقي والبنك العالمي، تعد فضاء دوليا للتشاور من أجل تنمية القارة الإفريقية. وتأتي الطبعة السابعة لهذه الندوة بعد ثلاث سنوات من انعقاد ندوة نيروبي سنة 2016 والتي كانت الأولى من نوعها التي تعقد بإفريقيا والأولى أيضا بعد إقرار نظام التناوب في احتضان الندوة بين إفريقيا واليابان التي احتضنت الطبعات الخمس الأولى (1993، 1998، 2003، 2008 و2013). ويشارك في هذه الندوة التي تنعقد هذه السنة تحت شعار «إفريقيا ويوكوهاما يتقاسمان التطلع إلى المستقبل»، أزيد من 4500 مشارك يتقدمهم رؤساء دول وحكومات وممثلون عن المجتمعات المدنية والمنظمات الإقليمية والدولية وأخرى غير حكومية. وتحضيرا لموعد يوكوهاما، تم تنظيم العديد من اللقاءات من بينها الاجتماع الذي نظمه الاتحاد الإفريقي في غضون شهر يونيوالمنصرم بالشراكة مع حكومة اليابان وضم كبار المسؤولين من الطرفين. وقد بحث هذا الاجتماع تقييم الركائز الأساسية لمشروع إعلان تيكاد7 والمعنية بمواضيع تتعلق بتعزيز السلم والاستقرار والتنمية المستدامة في إفريقيا، وذلك في اطار المجهودات الثنائية بين اليابان والدول الافريقية بغية تسريع التحول الاقتصادي. وفي هذا الصدد، فإن مضمون الوثيقة التمهيدية لمشروع خطة تيكاد7 التي تمت مناقشتها خلال أشغال هذا الاجتماع، يركز على تعزيز التنوع الاقتصادي والتصنيع وضمان شفافية الديون والقدرة على تحملها وكذا تقوية روابط وآليات التكامل من خلال دعم البنى التحتية ذات الجودة ودعم تنمية الرأسمال البشري وتسخير العلم والتكنولوجيا في الابتكار لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بالإضافة إلى تسريع التغطية الصحية الشاملة في إفريقيا وتحسين التغذية. كما يتصدر موضوع السلم والاستقرار مقدمة أولويات مشروع خطة عمل يوكوهاما، باعتباره شرطا أساسيا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال دعم جهود الاتحاد الإفريقي والمجموعات الاقتصادية الإقليمية والهيئات الدولية الأخرى وتشجيع التنفيذ الفعال لاتفاقيات السلام. الجزائر: بإمكان اليابان المساهمة في تمويل مشاريع وطنية وإقليمية بالقارة من جهة أخرى، فإن الجزائر التي شاركت في مختلف طبعات ندوة طوكيو لتنمية إفريقيا، تعد شريكا أساسيا في المشاورات الرامية إلى إحلال السلم في القارة وضمان تنميتها انطلاقا من وزنها ومكانتها وكذا بالنظر للقدرات التي تزخر بها في العديد من المجالات. وفي هذا الإطار، ما فتئت الجزائر ترافع خلال مشاركتها في مختلف الندوات الاقليمية والدولية، على حاجة إفريقيا إلى دعم اليابان ومرافقتها في مختلف الجهود التنموية، خاصة من خلال تمويل وإنجاز مشاريع وطنية وإقليمية. وفي هذا الشأن، أكدت الجزائر بمناسبة تيكاد6 أن إفريقيا من خلال آلية النيباد (الشراكة الجديدة للتنمية في افريقيا) وأجندة 2063 تكون قد تزودت بخارطة طريق من اجل ضمان تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والمشاركة كطرف في التحولات الكبرى التي يعرفها العالم، مبرزة أن اليابان التي تعد شريكا مفضلا لإفريقيا، بإمكانها مرافقة القارة في تجسيد هذه الأهداف. وترى الجزائر أن إفريقيا تأمل في أن يؤخذ طموحها بعين الاعتبار لتصبح فضاء اقتصاديا من شأنه المساهمة في تطوير الاقتصاد العالمي. وبخصوص المسائل المرتبطة بالسلم ومكافحة الإرهاب، فقد أكدت الجزائر في مختلف المناسبات على ضرورة القيام بعمل تشاوري وتجنيد مكثف على المستويين الإقليمي والدولي للقضاء على هذه الظاهرة العابرة للحدود، من خلال اجتثاث جذورها وتجفيف مصادر تمويلها.