تنطلق، اليوم، بالعاصمة القطرية الدوحة أشغال القمة الأولى للغاز للدول الأعضاء في منتدى البلدان المصدرة للغاز، بمشاركة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، بهدف دراسة وضعية السوق العالمي للغاز ومدى قدرة أعضائه على ضمان تموين جيد من هذه المادة النظيفة. ويأتي عقد أول قمة للمنتدى الذي يضم إلى جانب الجزائر، كل من إيران وروسيا وقطر وليبيا ومصر وفنزويلا وبوليفيا وغينيا ونيجيريا وترينيداد توباغو، بعد أن تقرر في المنتدى الذي احتضنته الجزائر في أفريل 2010، عقد لقاءات على مستوى القمة، تمت المصادقة عليها في الدورة الوزارية للدول الأعضاء في ديسمبر من العام الماضي في الدوحة. وقد لقي الإعلان عن إنشاء المنتدى الغازي، ردود فعل غير مريحة من طرف الدول الصناعية الكبرى الأكثر استهلاكا وطلبا لهذه المادة الحيوية، خشية من أن يلعب دور المهيمن على أسواق الغاز ويتحول إلى تكتل غازي على غرار منظمة الأوبك وما تلعبه من دور أساسي في الحفاظ على توازن السوق النفطية العالمية والدفاع عن مصالحها الحيوية، خاصة في أوقات الصدمات والأزمات التي واجهتها ولا تزال تواجهها. ولأن صناعة الغاز تواجه تحديات كبيرة وعلى رأسها إشكالية الأسعار التي تبقى غير مضبوطة وغير عادلة في نفس الوقت مقارنة بأسعار الخام من النفط، فإن من بين أهم الأهداف الأخرى للقمة الأولى من نوعها، هو ضبط وتحديد آلية توافقية لمستوى الأسعار في ظل الخصوصية التي تتميز بها عملية تسويق الغاز المضبوطة في إطار عقود طويلة المدى، عكس ما يحدث في أسواق النفط ومستويات الأسعار التي تتأرجح بين الصعود والنزول متأثرة بعدة عوامل، ومن بينها آلية العرض والطلب، والتطورات الجيوسياسية. وعلى الرغم من الأهمية التي أصبح يحظى بها الغاز كمصدر رئيسي للطاقة، بالنظر إلى المميزات التي يتمتع بها من حيث ملاءمته في الحفاظ على البيئة من التلوث ونظافته ووفرته، إلا أن أسعاره تظل متدنية، وهي الإشكالية التي تم طرحها في الاجتماع الوزاري لمنتدى الدول المصدرة للغاز المنعقد في القاهرة في جوان المنصرم، حيث تم التأكيد على أهمية إبرام العقود طويلة المدى والوصول إلى أسعار عادلة للغاز الطبيعي. قمة اليوم، ولأنها الأولى من نوعها، ستركز على أسس الحوار بين أعضاء المنتدى من أجل تبادل المعلومات حول أفضل طرق استغلال هذه الثروة الطبيعية والتعاون في مجال دراسة اتجاهات الطلب والأسعار وكذا احتياجات القطاع من الاستثمارات اللازمة، وهي عادة ما تكون ضخمة لبناء البنية التحتية الضرورية في صناعة الغاز. وكان وزراء الطاقة في المنتدى الغازي المجتمعون منذ أول أمس الأحد بالدوحة، قد أعدوا جدول الأعمال ومشاريع القرارات والبيان الختامي الذي سيتوج أشغال هذه القمة تصب جميعها في إطار وضع وتحديد استراتيجيات حول وضعية السوق والأسعار والتعاون بين الدول المنتجة للغاز والأعضاء في المنتدى.