أسالت قضية "كوطة المرأة" في القوائم الانتخابية حبرا كثيرا، خصصت لها ندوات سياسية وحصص إعلامية، وجلسات حزبية.. فاختلفت حولها الآراء، منها التي اتسمت بالموضوعية ومنها التي بالغت في المزايدة، ومنها التي دخلت بها حملة انتخابية مسبقة..! وإذا كان رئيس الجمهورية، قد حدد نسبة معينة للمرأة، فإن ذلك لا يعني أنه فرضها فرضا غير قابل للنقاش والدراسة من جميع الجوانب، وإلا ما كان ليحيلها على المجلس الشعبي الوطني. ونحن نرى أن تخصيص "كوطة للمرأة" فيه نوع من الانتقاص من قيمتها، وهو إقرار بأن المرأة غير قادرة على فرض وجودها وحجز مكان لها في الساحة السياسية، وهي الحقيقة بعينها، لأن طبيعة المرأة لا تسمح لها بالنضال الحزبي المستمر، وحضور اللقاءات والجلسات والمشاركة في الحملات الانتخابية بالليل والنهار، لاسيما في القرى والمداشر وحتى في بعض البلديات المتاخمة للمدن الكبرى. وإذا كانت بعض الأحزاب حتى الكبيرة منها عجزت عن إيجاد "مناضلين" لملء قوائمها الانتخابية، ومنها التي استعانت أو استعارت "مناضلين" من أحزاب أخرى.. فمن أين لهذه الأحزاب الإتيان بنساء "مناضلات" مؤهلات لاحتلال المراتب الأولى في القوائم الانتخابية..؟ وهنّ اللاتي يعرضن عن الانخراط في الأحزاب بإرادتهن دون ضغط أو إكراه..؟ مع العلم، أن المناضل الحقيقي، هو من يتشبّع بقيم ومبادئ وبرنامج الحزب الذي ينتمي إليه.. وهل هناك مناضلون متشبّعون؟ بل هناك "مناضلون" يبحثون عن "الشبعة التي تعمل بدعة"..!