أكد عدد من المشاركين في الصالون الوطني السادس (6) للنظافة والتطهير الذي نظمه أمس بمحاذاة نزل الهلتون، على نقص التحسيس والتكوين المتخصص في مجال النظافة والتطهير خاصة على مستوى المؤسسات الإستشفائية، بالرغم من أهميتها في الحفاظ على الصحة. هذا الانشغال الكبير طرحه ممثلو عدد من المؤسسات الناشطة في مجال التجهيزات الطبية نظافة، تطهير وتعقيم، التي عرضت وسائل حديثة ومتطورة لشتى الاستعمالات من مجرد صابون سائل عادي للإستعمال اليومي، إلى الآلات البخارية التي تنظف وتطهر أرضيات الفنادق، والمستشفيات وكذا العيادات الطبية، أغلب المواد والوسائل المعروضة بالصالون مستوردة نظرا لنقص المنتوجات المصنعة محليا، ما عدا مواد التنظيف العادية كالصابون السائل، وماء جافيل المطهر وغيرها... وقد تحول هذا الانشغال إلى تساؤل كبير طرحته مسؤولة بمؤسسة »الجزائرفرنسا الطبية« جرود بوراين ليندة في تصريحها ل»الشعب« خاصة وأن التجهيزات التي توفرها المؤسسة التي تمثلها موجهة إلى قطاع الصحة عموما. وقد لاحظت المتحدثة بأن نقص النظافة والتطهير أكبر مشكل تعرفه المستشفيات في الجزائر، حيث ترى أنه من العيب أنه ما يزال هناك مرضى يتوفون بسبب العدوى الناجمة عن ميكروبات لنقص التطهير وتساءلت في ذات السياق عن سبب عدم وجود قنوات حوار تربط مؤسسات التجهيزات الصحية ولجنة مكافحة العدوى »نوزو كوميال«، وكذا مؤسسات النظافة الإستشفائية. وترجع المتحدثة مشكل نقص النظافة في الأوساط الإستشفائية إلى نقص في التكوين، الذي يتوجب حسبها أن يخضع إليه الأعوان القائمين بالعملية، لأن المستشفى له خصوصيات، والذين يقيمون فيه هم أشخاص غير أصحاء أي مرضى، وبالتالي فإن النظافة والتطهير مكمل للعلاج، وإذا إنعدمت أو نقصت هذه الأخيرة فإن ذلك قد يرهن حياة المريض، خاصة وأن عدد الوفيات بهذا السبب هائل. وأضافت في ذات السياق بأن التحسيس هام كذلك، وقد سجلت بدورها غياب لحملات التحسيس في الجانب الإعلامي، إذ لا تظهر كما قالت إلا في المناسبات كعيد الأضحى، لتعرف بالمخاطر الصحية للكيس الذي يمكن زن يوجد في أحشاء الخروف، فيما تؤكد أن أغلب الأمراض تنتقل عن طريق الملامسة، التي تحتاج إلى مواد تطهير بدون إستعمال الماء، وبالتالي يمكن إقتصاد هذا الأخير لاستعمالات أخرى وهذا في المستشفيات. ومن جهته أكدت هندل ليليان ممثلة عن مؤسسة حفظ الصحة لولاية الجزائر على أهمية التحسيس في مجال النظافة، هذه الأخيرة التي تكاد تنعدم خاصة في الأحياء الشعبية ذات الكثافة السكانية العالية. وفي معرض ردها عن سؤال طرحته »الشعب« عن سبب عدم الإهتمام بالنظافة والتنظيف في مثل هذه الأحياء، ذكرت بأن العديد من المواطنين حسب مالاحظته يضع النظافة في آخر اهتماماته، نظرا لأن المشاكل اليومية، كالبطالة، والسكن وغيرها تعد أولويات بالنسبة له وبالتالي تطغى على حساب إهتمامات أخرى. وترى المتحدثة أن »السلبية« التي يتعامل بها بعض المواطنين تجاه المحيط بإلقاء النفايات دون إحترام الأوقات المحددة، وبطريقة فوضوية، عبارة عن رد فعل عن المشاكل التي يعيشها المواطن، وهذا لا يبرر بطبيعة الحال السلوك غير المتمدن، لأن النظافة تعني الصحة وجمال المحيط. فبالإضافة إلى التحسيس والتكوين، يرى ممثل مؤسسة خاصة متخصصة في إستيراد المواد الفلاحية والنظافة العمومية »بروفارت«، أن هناك نقص الإحترافية بالنسبة لبعض المتعاملين الناشطين في المجال. وللتذكير يشارك في الصالون 20 عارضا وطنيا وفعالياته تستمر على مدى ثلاثة أيام.