المشاركون.. "وزارة الصحة لا توفر لنا أبسط وسائل التطهير" كشف، أمس، الدكتور قريم عن اتخاذ وزارة الصحة قرار بإغلاق 8 عيادات خاصة وتوقيف عدد من الأطباء، بعد قيامها بعمليات المراقبة وثبوت عدم توفرها على شروط النظافة مع جرد مخالفات ارتكبت في حق المرضى. أكد المفتش بوزارة الصحة الدكتور قريم، أثناء تدخله أمس في اليوم التكويني حول النظافة الاستشفائية الذي نظمته مؤسسة "جينرال لعتاد المستشفيات"، أن مصالح الاستعجالات بمختلف المستشفيات تعد الأكثر تضررا من التعفنات المرتبطة بالعلاج. كما أنها تشهد تدهورا يزيد تفاقما يوما بعد يوم. كما أشار إلى أنه سيتم قريبا عرض نتائج البرنامج المتعلق بوضعية النظافة في المستشفيات الذي شرعت فيه وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات منذ عام 2005، على لجنة وطنية لمعرفة أهم العراقيل التي تحول دون توفر هذا الشرط. ومن جهتها، قالت البروفيسور حبيلس بديعة، رئيسة مصلحة الوقاية بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا، إن 9 بالمائة من الأمراض المسجلة بذات المستشفى متعلقة بالتعفنات الناجمة عن سوء العلاج بسبب انعدام النظافة لدى الأطباء وفي الوسائل المستعملة، ما يسمح بانتقال العدوى والإصابة بأمراض كان من الممكن تجنبها، والدليل على الانتشار المذهل للتعفنات كثرة الطلب على المضادات الحيوية عند الصيادلة. كما أشارت المتحدثة إلى انعدام ميزانية خاصة لاقتناء مواد التنظيف والتعقيم بالمستشفيات الجزائرية، ما يجعلها غير متوفرة في كل وقت، على غرار الدول الأوروبية التي تخصص مبالغ ضخمة في هذا المجال، وبالتالي فهي تعرف انتشارا ضئيلا للأمراض المتعلقة بانعدام النظافة. أما البروفيسور أمحيس، فأوضحت أن 90 بالمائة من عاملات النظافة بالمؤسسات الاستشفائية دون مستوى، ما يستدعي تنظيم دورات تكوينية خاصة لتوعيتهن وتحسيسهن بضرورة توفير عامل النظافة، مضيفة أنه حتى الأطباء لا يهتمون كثيرا بهذه النقطة. كما أعرب بعض الأطباء عن استيائهم الكبير لعدم بذل الوزارة أي مجهود لتوفير أبسط الإمكانيات المادية اللازمة كالقفازات، إذ أنهم - كما يقولون - لا يفتقرون للتوعية والأيام التكوينية بما أن النظري شيء والتطبيقي شيء آخر، فعلى سبيل المثال يعلمون بضرورة تغيير القفازات بعد كل أربع ساعات، إلا أنهم لا يطبقونها، فيضطرون لغسل القفازات ليعاد استعمالها مرة أخرى.