عرفت العديد من المؤسسات الثقافية بمدينة سكيكدة، حركية مشهودة لها خلال الدخول الاجتماعي، وكان ذلك بمثابة الدخول الثقافي لها على غرار كل المجالات في العديد من القطاعات، ورسمت حيوية على المشهد الثقافي والفني بالمدينة، رغم أن العديد من الهياكل الثقافية بالولاية مغيبة بفعل الإهمال أو بسبب أشغال الترميم وإعادة التأهيل. تشهد العديد من المؤسسات الثقافية حاليا عمليات ترميم و اعادة تأهيل يبدو انها لن تنتهي في المستقبل القريب، وفقا للوثيرة الحلزونية التي تسير عليها و هي الاشغال التي تمس على سبيل المثال المسرح الجهوي، المسرح الروماني ودور السينم. الا ان الفعل الثقافي بالولاية ككل فرض وجوده، والمشهد لم يقتصر على الأنشطة والتظاهرات المناسباتية، بل الكثير من متتبعي الحراك الثقافي لمس حركية وإضافة في هذا الجانب، وكانت المبادرات في مستوى تطلعات مثقفي مدينة روسيكادا. كانت لجريدة «الشعب» ان نزلت لمختلف هذه المؤسسات تستطلع أجواء نشاطها للموسم الجاري، فقصر الثقافة والفنون استعد للموسم الحالي بإعداد برنامجا ثقافيا وفنيا متميزا، ذلك ما أكده مديره نور الدين بودماغ الذي أوضح لجريدة «الشعب»، «أن مؤسسته كما جرت العادة أعدت برنامجا ثقافيا موجها بالأساس للأطفال يتمثل أساسا في تقديم عروض مسرحية وتنشيط تظاهرات بهلوانية وألعاب الخفة، وهو نشاط لخلق أجواء ترفيهية للأطفال المتمدرسين، لتحفيزهم على الاجتهاد وبالتالي تحسين مستواهم الفكري «، وفيما يخص الورشات فقد أشار «انه اعتاد القصر على تفعيل العديد من الورشات على غرار ورشة الرسم والفنون التشكيلية، الموسيقى، والمكتبة المفتوحة لكل الطلبة ومحبي المطالعة». دار الثقافة محمد سراج قبلة للشباب من جانبها، تستقطب دار الثقافة محمد سراج بسكيكدة العدد الكبير من الشباب، فقد تجاوز عدد المنخرطين بمختلف الورشات الثقافية والفنية 1600 منخرط للموسم الماضي، لسهرها على تلبية مختلف أذواق الجمهور العريض من خلال ما تقدمه من أنشطة ثقافية وكذا تكوين بيداغوجي وفني. فالورشات البيداغوجية والفنية بدأت تستقبل ملفات التسجيل للراغبين في الانضمام إلى هذه الأخيرة بحسب مدير دار الثقافة زيدان مغلاوي والتي تضم كما أوضح «في مجملها ورشة الفنون التشكيلية للصغار والكبار، وورشة الموسيقى للصغار والكبار، بالإضافة إلى ورشة الصورة الفوتوغرافية، وورشة السمعي البصري وكذا فضاء للأنترنت، ومكتبة المطالعة للصغار والكبار وورشة المسرح للصغار والكبار والنادي الأدبي.» أوضح زيدان مغلاوي «أن الإقبال على هذه النشاطات الثقافية وخاصة في مجال تأطير الشباب في الورشات البيداغوجية تمتاز بدافعية عالية وذات صبغة حديثة بعيدة عن التقليد، وترتكز كذلك في برامجها على النوع وليس الكم وتتصف بالدقة والتميز»، أضاف مدير دار الثقافة «وسعيا لإبراز النشاط المستمر بالورشات البيداغوجية والفنية، قمنا بتدعيم كامل الورشات بالأجهزة المتطورة والمعدات اللازمة، والتقنيات والوسائل المتعددة، والبرمجيات واستخدام فعال للوسائط التفاعلية وكافة الوسائط السمعية البصرية، وأشار مغلاوي إلى «أن دار الثقافة تعمل على ربط جسور التواصل بين المواهب الشابة فيما بينها وبين الفنانين المحترفين وكذا تكوينهم وإعطائهم دفعة قوية في تطوير قدرتهم على الإبداع الفني من خلال توظيف وسائل التنمية وكذلك تلقين طريقة التفكير الإيجابي». المكتبة الرئيسة للمطالعة وتحدي غرس ثقافة المقروئية استهلت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، بعد أن استقرت بمقرها الجديد، وسط مدينة سكيكدة، بحي ممرات 20 أوت 55، فتح مسابقة طبع مخطوطات مبدعي الولاية، وهذا في دورتها الثانية للسنة الجارية، وكانت قبل ذلك أن نظمت برواق العروض بمقرها، معرضا للكتاب، من خلال عرض 300 كتاب في مختلف الفنون الأدبية والأبحاث العلمية، بمختلف اللغات من العربية، الإنجليزية، والفرنسية، وأوضح عبد العزيز بوحبيلة، مدير المكتبة الرئيسية، أن هذا المعرض لكتاب الولاية، وهو أول نشاط رسمي للمكتبة الرئيسية بمقرها الجديد التي انتظرته منذ سنوات»، وأشار ذات المسؤول، أن» هذه الكتب تم اقتناؤها من قبل المكتبة الرئيسية، تشجيعا للإبداع المحلي والثقافة الجوارية، وتمكين مواطني سكيكدة، من الاطلاع على إصدارات أبناء ولايتهم». المؤسسات الثقافية التابعة لبلدية سكيكدة كانت سباقة في برمجة العديد من التظاهرات والفعاليات الوطنية منها والمحلية، على غرار قصر ودار الثقافة، وكذا المسرح الجهوي والمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، ناهيك عن بلدية سكيكدة المتمثلة في النيابة المكلفة بملف الثقافة والرياضة، أين كانت الشريك الأساسي في الفعل الثقافي المحلي، أين قدم يوسف العيفة نائب رئيس البلدية، الدعم اللازم لمختلف التظاهرات بمعية الهياكل والمؤسسات الثقافية التابعة لبلدية سكيكدة، على شاكلة المكتبة البلدية خليفة الدراجي، ومكتبة بوالصوف ببو يعلى، وذلك بمواكبة اغلب النشاطات والفعاليات المناسباتية والمبادرات التي تم تنظيمها على مستوى مدينة سكيكدة على الخصوص، إلا أن ذلك جعله مستهدفا من قبل رئيس البلدية الذي جرّده من النيابة، كضريبة النجاح التي حققها بمشاركة مختلف إطارات الهياكل الثقافية بالبلدية.