صبغة جديدة بعيدا عن التقليد تصنع الفارق عرفت العديد من المؤسسات الثقافية بمدينة سكيكدة، حركية مشهودا لها خلال الدخول الاجتماعي، وكان ذلك بمثابة الدخول الثقافي لها على غرار كل المجالات في العديد من القطاعات، ورسمت حيوية على المشهد الثقافي والفني بالمدينة، رغم وجود الكثير من الهياكل تحت طائلة الترميم أو الإهمال، وكانت لجريدة «الشعب» ان نزلت لمختلف هذه المؤسسات تستطلع أجواء نشاطها للموسم الجاري. قصر الثقافة والفنون استعد للموسم الحالي بإعداد برنامج ثقافيا وفنيا متميزا، ذلك ما أكده مديره نور الدين بودماغ الذي أوضح لجريدة «الشعب»، «أن مؤسسته ضبطت برنامجا ثقافيا موجها بالأساس للأطفال يتمثل أساسا في تقديم عروض مسرحية وتنشيط تظاهرات بهلوانية والعاب الخفة، وهو نشاط شهري لخلق أجواء ترفيهية للأطفال المتمدرسين، لتحفيزهم على الاجتهاد وبالتالي تحسين مستواهم الفكري»، وأضاف» انه في هذا الإطار بالتنسيق مع قطاع التربية تنظيم فعالية تتعلق بمحاربة العنف داخل المدارس». وفيما يخص الورشات فقد أشار «انه إضافة الى باقي الورشات التي اعتاد القصر على تفعيلها من ورشات الرسم والفنون التشكيلية، الموسيقى، والمكتبة المفتوحة لكل الطلبة ومحبي المطالعة، تمّ فتح ورشة جديدة لتعليم اللغات الأجنبية وإعادة بعث نادي السينما وذلك بضبط برنامج مع المعنيين بأمر السينما». وينظم قصر الثقافة والفنون نهاية الشهر الجاري الصالون الولائي الثاني للصورة الفوتوغرافية والذي أخذ عنوان «سكيكدة بعدسات مصوريها»، ويهدف هذا الأخير كما أوضح نور الدين بودماغ» الى اكتشاف سكيكدة عبر الصورة الفوتوغرافية التي يلتقطها أبناؤها، من مصوري الولاية، وتمتد هذه الفعالية الفنية شهرا كاملا، وتجرى خلالها مسابقة لاختيار أحسن ثلاثة صور، من قبل لجنة تحكيم من مصورين محترفين من خارج الولاية، تشجيعا لمصوري سكيكدة، ولترقية الفعل الثقافي والسياحي بالولاية». دار الثقافة وتلبية الاذواق رهان قائم من جانبها، تستقطب دار الثقافة محمد سراج بسكيكدة العدد الكبير من الشباب، فقد بلغ عدد المنخرطين بمختلف الورشات الثقافية والفنية ما يقارب 1600 منخرط للموسم الماضي، لسهرها على تلبية مختلف أذواق الجمهور العريض من خلال ما تقدمه من أنشطة ثقافية وكذا تكوين بيداغوجي وفني. فالورشات البيداغوجية والفنية بدأت تستقبل ملفات التسجيل للراغبين في الانضمام الى هذه الاخيرة حسب مدير دار الثقافة زيدان مغلاوي والتي تضم كما أوضح «في مجملها تضم ورشة الفنون التشكيلية للصغار والكبار، وورشة الموسيقى للصغار والكبار، بالإضافة إلى ورشة الصورة الفوتوغرافية، وورشة السمعي البصري وكذا فضاء للأنترنت، ومكتبة المطالعة للصغار والكبار وورشة المسرح للصغار والكبار والنادي الأدبي. تأطير الشباب في الورشات البيداغوجية وأوضح زيدان مغلاوي «أن الاقبال على هذه النشاطات الثقافية وخاصة في مجال تأطير الشباب في الورشات البيداغوجية تمتاز بدافعية عالية وذات صبغة حديثة بعيدة عن التقليد، وترتكز كذلك في برامجها على النوع وليس الكم وتتصف بالدقة والتميز»، وأشار ذات المتحدث «انه انطلقت مؤخرا التسجيلات بورشة الصورة الفوتوغرافية التي تعرف اقبالا كبيرا، من مختلف الأعمار، كما نظمت مؤخرا دار الثقافة العديد من الأنشطة على غرار الحفلة الفنية التي لقيت تجاوبا كبيرا والتي تألق فيها الشاب عراس رفقة فرقة راينا وفنان المألوف احمد شكاط، إضافة الى العروض البهلوانية للأطفال». وأضاف مدير دار الثقافة «وسعيا لإبراز النشاط المستمر بالورشات البيداغوجية والفنية، قمنا بتدعيم كامل الورشات بالأجهزة المتطورة والمعدات اللازمة، والتقنيات والوسائل المتعددة، والبرمجيات واستخدام فعال للوسائط التفاعلية وكافة الوسائط السمعية البصرية. ربط جسور التواصل بين المواهب الشابة من أجل صقل المواهب الشابة كل في اختصاصه، بالاعتماد على التكوين الأكاديمي الذي من شأنه أن يجعل من الشاب فنانا ذو كفاءة عالية، يمكنه أن يلتحق بالمعاهد العليا في المستقبل»، مشيرا إلى «أن دار الثقافة تعمل على ربط جسور التواصل بين المواهب الشابة فيما بينها وبين الفنانين المحترفين وكذا تكوينهم وإعطائهم دفعة قوية في تطوير قدرتهم على الإبداع الفني من خلال توظيف وسائل التنمية وكذلك تلقين طريقة التفكير الإيجابي». مكتبة وعناوين تضفي رونق المقروئية كما باشرت المكتبة البلدية «الشهيد خليفي الدراجي» بحي «عيسى بوكرمة» جنوبسكيكدة، فتحت أبوابها للورشات التي تتوفر عليها من مكتبة المطالعة، ونادي للرسم خاص بالأطفال وآخر للفنون الجميلة خاص بالكبار، إضافة إلى ميدياتيك بها 17 حاسوبا، وأوضح مراد شاوش مدير المكتبة ل»الشعب» أن المكتبة كانت تجذب إليها أعدادا كبيرة من شباب الحي من هواة الإبحار في عالم الأنترنت، خاصة المتمدرسين الذين يجيدون فيها فرصة سانحة لإنجاز أبحاثهم، كما تحتوي المكتبة على قاعة كبيرة للمطالعة مفتوحة لجميع الفئات العمرية، أكثرهم حسب المدير الجامعيون وطلبة أقسام النهائي الذين يزداد توافدهم على القاعة قبل امتحانات البكالوريا بشهرين، حيث تعمد إدارة المكتبة على وضعها تحت تصرّفهم إلى غاية ساعات متأخّرة من الليل، إضافة لاحتواء المكتبة على قاعة كبيرة متعدّدة النشاطات بإمكانها استقبال أكثر من 100 شخص»، وثاني مكتبة نشطة في مختلف المجالات الفنية ولم يقتصر نشاطها على مكتبة لمطالعة، نجد مكتبة بوالصوف العيدي في أعالي بويعلى شمال المدينة والتي هي كذلك باشرت اطلاق عملية التسجيلات في مختلف ورشاتها الفنية على غرار، نادي الرسم، والمدياتيك، ومكتبة المطالعة، كما تحتضن المكتبة كما بين مديرها امير سيافة «العديد من المسابقات الفكرية والفنية، وتشارك في العديد من التظاهرات الثقافية بالمدينة، وساهمت في اخراج الاحياء المجاورة من سباتها».