دعا الخبير الاقتصادي الجزائري، بشير مصيطفى، في محاضرته التي ألقاها في المؤتمر العاشر لمؤسسة الفكر العربي بدبي، الاثنين الماضي، إلى إطلاق نظام اقتصادي عربي مندمج لحماية الربيع العربي من الفشل. وقدم مصيطفى في مداخلته، لوحة مفصلة عن اتجاهات الأسواق العربية المتسمة بحالة (اللاتوازن) وخاصة سوقي الشغل والسلع, وقال بأن الثورات العربية قامت على خلفية اقتصادية بحتة ما دامت مؤشرات التنمية البشرية في 14 دولة عربية متسمة بالهشاشة. وبعد أن عرج مصيطفى على مفهوم (سوسيولوجيا الثورة) شرح الأبعاد العلمية والتاريخية لما عرف بالربيع العربي، قبل أن يعرض على الحضور تصوره لما بعد الثورات العربية. وفي هذا الصدد، أكد ضرورة الانتباه الى القيود الفنية الداخلية التي من شأنها أن تعيق عملية الاستجابة لمطالب الشباب وخاصة في مجال التشغيل، حيث ترتفع البطالة في الدول العربية غير الخليجية إلى مستوى 30 بالمائة، وتعاني جل الدول العربية الثائرة من مخلفات الأنظمة السابقة، ولا سيما ما تعلق بالفساد وهيمنة البورجوازية الصغيرة على مفاصل الاقتصاد. إضافة الى القيود الخارجية المتمثلة في التبعية للأسواق الخارجية وللمساعدات الأجنبية، حيث بات واضحا أن أزمة منطقة اليورو ستقلص من الدور الأوروبي في دعم برامج النمو في الدول العربية وتدفع إلى مساومات جديدة لقاء المساعدات. وللتغلب على هذه الصعوبات دعا بشير مصيطفى، واضعي السياسات في الوطن العربي إلى انتهاج سياسات جديدة مبنية على الاندماج والتخطيط الأفضل لاستغلال الموارد المتاحة لصالح التنمية.