أبرز وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطيب بوزيد، أمس بوهران، أن الجامعة الجزائرية تسير نحو النوعية والجودة التي باتت تقتضيها المنظومة الجامعية على صعيد التكوين والبحث والحوكمة، مؤكدا على مواكبة المتغيرات والاستجابة لمتطلبات الاقتصاد وسوق الشغل. وأعلن الوزير خلال إشرافه على افتتاح السنة الجامعية 2019/2020 بحضور وزير التكوين والتعليم المهنيين، دادة موسى بلخير ووزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، تيجاني حسان هدام عن مساعيهم الجادة لتعزيز البعد المهني وتنويع العروض بالتنسيق مع مختلف القطاعات الأخرى. وأوضح أن هذا التوجه يندرج ضمن المقاصد الكبرى لإصلاحات التعليم العالي وتطوير مهام الجامعة وتعزيز قدراتها استجابة لمتطلبات المحيط الاقتصادي والاجتماعي، مشيدا بدور الجامعة في خلق القيم المضافة في الحقل الإنتاجي في إطار التوجه نحو اقتصاد جديد، يرتكز أساسا على المعرفة والمهارة، كما شدد في الوقت نفسه على أهمية إيلاء العلوم الاجتماعية والإنسانية مكانتها المحورية في تنظيم المجتمع وتحليل أوضاع البلاد من مختلف جوانبها. .... مراجعة أحكام القانون التوجيهي للتعليم العالمي وأكد بوزيد أنه يعمل على تجسيد عدد من العمليات ذات الأولية في إطار تنفيذ برنامج العمل على كل من المدى القصير والمتوسط، ولاسيما ما تعلق باستكمال مسار اهتمام مشروع القانون المتضمن تحيين مهام المجلس الوطني للبحث العلمي والتكنولوجيات وتنظيمه، وما يترتب عن ذلك من تعديل بعض أحكام القانون التوجيهي والبحث العلمي والتطوير التكنولوجي. وبخصوص مراجعة أحكام القانون التوجيهي للتعليم العالمي ونصوصه التطبيقية، أشار على سبيل المثال إلى القانون الأساسي لمؤسسات التعليم العالي وتنظيم الدراسات وضبط العلاقة مع المحيط، ناهيك عن مراجعة خريطة التكوين بما يضمن تنويع طرائق التعلم وإدخال تكوينات جديدة على غرار التكوين عن بعد والتكوين التناوبي، بما يجعل عروض التكوين متلائمة مع احتياجات التنمية والتطورات العلمية والتكنولوجية والمهنية عالميا. مليون و700 ألف طالب واستلام نحو 83 ألفا و400 مقعد بيداغوجي في الأفق وتوقع الوزير أن يبلغ التعداد الإجمالي للطلبة المسجلين في كل أطوار التعليم العالي ومرحلة ما بعد الانتهاء من مسابقات الماستر والدكتوراه والتكوين الإقامي بالعلوم الطبية إلى نحو مليون و700 ألف طالب، وقد استقبلت مؤسسات التعليم العالي 260 ألف و554 طالب جديد حائز على شهادة البكالوريا، فيما بلغ عدد الخرجين على مستوى الطورين الأول والثاني 360 ألف خريج جديد، وفقما اشير إليه وبهدف تعزيز قدرات الاستقبال على المستويين البيداغوجي والخدماتي، أعلن نفس المسؤول عن استلام نحو 83 ألف و400 مقعد بيداغوجي جديد إلى غاية نهاية شهر سبتمبر ، وهو ما سيرفع حسبه قدرات الاستقبال الإجمالية إلى مليون و512 ألف و590 مقعد بيداغوجي في كل الشبكة الجامعية للتعليم العالي، وفق الوزير الذي توقع أيضا أن يستلم القطاع خلال نفس الفترة نحو 51 ألف و870 سرير جديد، وهو ما يرفع القدرات الوظيفية الإجمالية للإيواء إلى 658 ألف و600 سرير. كما تميز الدخول الجديد بتعزيز شبكة المدارس العليا، وذلك بترقية المدرسية التحضيرية للعلوم الاقتصادية والتجارة وعلوم التسيير إلى مدرسة عليا جديدة متخصصة في علوم التسيير والاقتصاد الرقمي، وكذا فتح أقسام تحضيرية جديدة في تخصصات نوعية على غرار الطاقات المتجددة والغابات والإعلام الآلي، وفق نفس المصدر. ... قريبا أستاذ واحد (01) لكل 25 طالبا وعلى ضوء ذلك، أوضح أنّ التعداد الإجمالي للأساتذة الباحثين سيرتفع بدوره إلى 64 ألف و90 أستاذ باحث خلال الموسم الجامعي الجديد، أي بمعدل تأطير بيداغوجي وطني يقدر بأستاذ واحد (01) لكل 25 طالب، وذلك بعد استكمال العمليات الجارية للتوظيف الخارجي على مستوى مختلف مؤسسات التعليم العالي، فيما يؤطر حاليا التعداد المذكور سابقا هيأة تدريس تقدر بنحو 60 ألف و853 أستاذ باحث موزعين على مختلف الأسلاك المهنية والرتب العلمية، يضيف الطيب بوزيد لافتا في الوقت نفسه إلى جهود دائرته الوزارية من أجل دعم التأطير الإداري والتقني لمواكبة التطور السريع للهياكل الإدارية والبيداغوجية وتحقفيق المعايير الدولية. دعوة إلى تسريح انجاز السكنات الوظيفية وتوفير الإعتمادات اللازمة وفي سياق متصل، أكد أن القطاع يواصل جهوده الرامية إلى تحسين الأوضاع الاجتماعية للأساتذة الباحثين والباحثين الدائمين وموظفي القطاع، لاسيما في المجال توفير السكن الوظيفي لمستحقيه، معلنا عن حصة كبيرة من السكنات في طور الإنجاز، قدرها ب2188 مسكنا و حصة سكنية أخرى ب2660 مسكنا لم تنطلق الأشغال على مستواها بسبب إجراءات التجميد التي شملت عددا من مشاريع الاستثمار والتجهيز، فيما تم تسليم 5 آلاف و152 سكن وظيفي لفائدة الأساتذة في السنوات الأخيرة. وأوضح بأن القطاع اقترح على السلطات العمومية المخولة من أجل تسريع انجاز البرامج الجارية وتوفير الإعتمادات اللازمة لاستكمالها، وكذا تجسيد الاستفادة من مختلف البرامج والصيغ السكنية الأخرى، إضافة إلى مواصلة العمل لتطوير إطار العمل والحياة داخل المجمعات الجامعية. مواصلة العمل ما بعد سن التقاعد إجحاف في حق الشباب وبخصوص الأستاذة الجامعيين الذين يواصلون العمل ما بعد سن التقاعد المحدد ب65 سنة، اعتبر ذلك اجحافا في حق الشباب العبقري الذين لا يتعدى سنهم 30 في وقت يزاول أستاذة يتعدى عمرهم 70 مهامهم بصعوبة كبيرة، ودعا في هذا الصدد إلى تطبيق القانون المتعلق بدراسة وضعية الأساتذة في سن التقاعد حسب المعطيات. إصلاحات عميقة على نظام الخدمات الجامعية وفي سؤال صحافي حول التنظيمات الطلابية، أجاب قائلا: الوزارة لا تخشى الشريك الاجتماعي وسنحارب السلوكات السلبية إلى أقصى حد باعتماد لغة الحوار والتواصل، ودعا في الوقت نفسه نفسه، المسؤولين بالمؤسسات والمعاهد الجامعية إلى تحمل المسؤولية كاملة والتخلي عن أسلوب التهميش والإقصاء والترفع وغيرها من التصرفات التي تثير الطالب. ونوه المسؤول الأول على القطاع بالجهود المبذولة على مستوى الإدارة المركزية والمؤسسات الجامعية من اجل ضمان دخول جامعي في كنف الرصانة والاستقرار، وذلك على الرغم من تسجيل بعض التأخر في انطلاق النشاطات البيداغوجية في عدد محدود من المؤسسات الاجتماعية بسبب الحراك. ونوه إلى أنّ الديوان الوطني للخدمات الجامعية سيسعى عن طريق المديريات الولائية التابعة له إلى التكفل بالإشكالات والصعوبات الظرفية، وفي مقدمتها إيواء الطلبة الجدد وإعادة إسكان القدامى، فضلا عن تأمين الخدمات الجامعية المرافقة، وعلى رأسها النقل ، مبرزا أن جلسات التقييم لمسيري الخدمات الجامعية، تعكس الحاجة الملحة لاتخاذ إصلاحات عميقة على نظام الخدمات الجامعية من أجل تحسين أدائه وترشيد حوكمته والعمل على استقراره. كما أشار إلى أن الدخول الجامعي الحالي على وجه الخصوص ببحث ديناميكية تسيير جديدة في إطار تحسين الحوكمة الجامعية وترقيتها من خلال تغيير الطواقم الإدارية لعدد من مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي، وذلك اعتمادا على مقاربة نوعية جديدة، ترتكز خاصة على تصنيف المسيرين، وفق معايير محددة تستند إلى المهارات والاستعدادات المطلوبة. تنصيب مجلس أخلاقيات المهنة الجامعية كما أشرف الوزير مرفوقا بالأمين العام لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي على تنصيب مجلس أخلاقيات المهنة الجامعية بحضور كافة الأعضاء، وعلى رأسهم رئيس المجلس، الأستاذ غوالي نور الدين، وأكد الوزير أنهم سيولون أهمية كبيرة للمجلس مع إعطائه كل الصلاحيات، قائلا «أخلقة الجامعة هي أخلقة المجتمع». وقد احتضنت فعاليات الاحتفال بالسنة الجديدة، كلية الطب الجديدة التابعة لجامعة وهران 1 احمد بن بلة، نيابة عن المدن الجامعية الأخرى، حيث أكد وزير القطاع، أن وهران بصدد التحول إلى حاضنة امتياز في مجال التكوين والبحث والتطوير والابتكار، بفضل التوسع المشهود في مرافقها التعليمية والبحثية وقدراتها البشرية والعلمية التي تتوطن فيها حاليا 3 جامعيات و5 مدارس عليا وطنية، وينتظر أن تتزود قريبا بمراكز بحث جديدة. أشرف الوزير بالمناسبة عن تدشين كلية الطب الجديدة بطاقة 10 آلاف مقعد بيداغوجي، والتي تم إنجازها وفق معايير عالمية بنياتها وتجهيزاتها، وهو حلم لطالما راود أجيال متعاقبة من طلبة وأساتذة العلوم الطبية بوهران، وكذا استلام المباني الجديدة لكل من كلية العلوم الإنسانية والعلوم الإسلامية بسعة 3 آلاف مقعد العلوم الإسلامية بذات الجامعة وكذا معاينة الأشغال على مستوى كلية الآداب والفنون ومعهد الترجمة بنفس القطب بطاقة 4 آلاف مقعد بيداغوجي ومكتبة جامعية مركزية عصرية 1500 مقعد بيداغوجي.