دعت أمس السيدة لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال إلى تشكيل لجنة دائمة لليقظة تسهر على وضع آليات ملموسة تضمن الإستعداد الدائم قصد التحرك باتجاه الدفاع عن سيادة الأمم وسلامتها. وكشفت حنون خلال إشرافها على إفتتاح أشغال مؤتمر الطوارئ الدولي الخاص بمناهضة حروب الإحتلال والتدخل في شؤون البلدان، دفاعا عن سلامة وسيادة الأمم المنعقد حاليا بنزل السفير بالعاصمة عن المخططات الدولية الواسعة، والمؤامرات المبيتة التي تحاك ضد البلدان الرافضة الإندماج في هذه المناورات السياسية والعسكرية التي نقف عليها اليوم هنا وهناك والرامية إلى إخضاع الشعوب التواقة إلى حماية قرارها الوطني من كل ضغط خارجي. وقد استغرقت كلمة حنون قرابة الساعة ثم إقترحت فتح نقاش عام ثري لكل الوفود المشاركة بواسطة ملأ إستمارات توزع على أساسها الكلمة وهذا بعد أن إستمع الحضور لكلمتها والتي اعتبرها الكثير من «النقابيين العالميين» بمثابة وثيقة مرجعية حول ما يحدث حاليا في العالم. وأوضحت الأمينة العامة لحزب العمال بأن شمال إفريقيا أصبح هدفا للتدخل العسكري من «النيتو» معد لبروز اتجاه عالمي لتحولات متسارعة نجم عنها المعاناة والتقهقر وهذا ما يوحي ببداية عهد مشؤوم، عهد الحرب المعممة والخراب. وفي نفس السياق شرحت حنون أهداف هذا التدخل في الصومال الذي غرق في الفوضى العارمة نتيجة الإفلاس بسبب الصومال الذي غرق في الفوضى العارمة نتيجة الإفلاس بسبب المديونية الخارجية والتصحيح الهيكلي، نفس الوضع وقعت فيه كل من الزائير سابقا، ورواندا وبورندي وكوت دي فوار لتحل عصابات مسلحة محل الدولة المركزية... لذلك أضحى هذا التدخل السمة البارزة للوضع العالمي... وينسف السيادات الشعبية والوطنية... ويكون تلقائيا في الإستحقاقات الإنتخابية.. لمساندة السياسات التي تمليها المراكز الإمبريالية. كما تتلاعب بالإنتفاضات الشعبية وتوجهها حسب أهدافها المسطرة، ولا يستثنى كذلك من العمل الإنقلابي، كما حدث في الهندوراس، والإطاحة بالرئيس مانويل زيلايا الشرعي.. ودعوة البعض منها كلنتون التي طلبت بالإستلهام من تجربة تركيا أي (النموذج الإسلامي) متسائلة ألا يحضر إذن لمسار أفغنة العديد من بلدان منطقة المغرب والمشرق؟. واعتبرت حنون أن 2011 سنة التقلبات في العالم، وخاصة في منطقتي المغرب والمشرق، وهذا في الوقت الذي عجزت فيه الأممالمتحدة من جمع 1،6 مليار دولار لشعوب القرن الإفريقي، مؤكدة بأن اختيار ليبيا لم يكن إعتباطيا، وأمام كل هذه القراءة للأحداث ترى بأن الجزائر التي تتقاسم 950 كلم من الحدود مع ليبيا مستهدفة مباشرة، وهذا من خلال ابتزاز حكومات القوى العظمى، التي تعيب على الجزائر اعتماد سياسة اجتماعية واقتصادية معاكسة لسياسات التقشف، وكذلك إدخال تصحيحات على التوجه الإقتصادي «كإعادة تأميم المحروقات في 2006» واسترجاع سيادة القرار الإقتصادي عبر قانوني المالية التكميلي 2009 و2010 ورصد إستثمارات عمومية للإنعاش الإقتصادي، ورفع الأجور وإعتماد قاعدة 49 51 /، ورفض إقامة «الأفريكوم» على أراضيها وكذلك التدخل في شؤون البلدان. الحلول يجب أن تكون وطنية وسجل إجماع ملحوظ حول ما ورد في مضمون كلمة حنون من قبل المشاركين وفي هذا السياق عبر لنا السيد فاروق قسنطيني رئيس اللجنة الوطنية لترقية وحماية حقوق الإنسان عن مشاطرته الكاملة لما جاء في كلمة حنون التي كانت جامعة مانعة نظرا لما أشارت إليه بخصوص عينات من البلدان التي حولها «النيتو» إلى ركام جراء تلك التدخلات غير أخلاقية ولا مسؤولة، ويجب أن نعي حقائق ملموسة بأن هؤلاء لا يريدون لنا الخير أبدا وشغلهم الشاغل هو كيفية الإطاحة بكل الأنظمة الوطنية الثابتة التي ترفض الخنوع والخضوع.. وعليه فإن الجزائر إختارت الحل الوطني والمتمثل في المصالحة لإنهاء كل أشكال اللااستقرار واللاأمن، وكذلك غرس الديمقراطية في إطار الإصلاحات. آليات الأممالمتحدة فقدت مصداقيتها ومن جهته أبدى السيد سايول أورتيغا كامبوس ناشط نقابي فنزويلي إشادته بمثل هذا اللقاء التاريخي الذي ندرجه في سياق المسعى القائم على التغيير التاريخي خاصة مع تصاعد منحى التهديدات في كل مكان من هذا العالم... وأضاف السيد كامبوس أن الآليات السياسية المنبثقة عن الأممالمتحدة عقب الحرب العالمية الثانية وصلت إلى سقف معين من الإنسداد فاقدة كل مصداقية في هذا الإطار، بما فيها امتداداتها كالآلة الحربية لما يسمى بالنيتو، ولابد من التأكيد هنا بأن الأدوات الإقتصادية العالمية المهيمنة حاليا على شؤون العالم من صندوق النقد الدولي والبنك العالمي ومنظمة التجارة ولدت الأزمات.. ونزاعات في الغرب. وأكد النقابي الفنرويلي أن في أمريكا اللاتينية هناك صمود الشعوب لصناعة مصائرها في كوبا وبوليفيا والهندوراس والإكوادور والسلفادور وفنزويلا كل هذه البلدان تعمل على توفير مؤسسات مالية وسياسية تحسبا لأي طارئ خارجي.