ناشد المشاركون في أشغال مؤتمر الطوارئ الدولي المنظم تحت شعار »ضد حروب الاحتلال« وقف التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان سيما وان أسبابه أصبحت معروفة ومرتبطة أساسا بالمصالح السياسية والاقتصادية وحصصهم في الحقول البترولية. وأشار المتدخلون أمس إلى ان هذا التدخل سيما في المنطقة العربية والإفريقية جاء بتبعات أثرت على امن وإرادة الشعوب واحترام حقوق الإنسان ما يستدعي تكاثف الجهود بين الدول والمنظمات الإقليمية والدولية للوقوف ضد هذا الاختراق السافر لسيادة الدول تحت غطاء الشرعية الدولية. وثمن الحضور الملتقى نظرا للمسائل التي تناولها باعتباره فرصة لتبادل الأفكار والآراء والخروج بتوصيات هامة من شأنها تحسين الظروف الدولية التي يطبعها الكثير من التوتر والصراعات ورهنت السلم والأمن الدوليين. واعتبر ممثل عن حزب العمال المستقل الفرنسي »كليمان روبار« وهو احد المشاركين وعمره 18 سنة في مظاهرة نظمها اتحاد الطلبة ضد استعمار بلاده للجزائر، مثمنا المسار النضالي الذي خاضته بلادنا لنيل حريتها، معتبرا ان تنظيم مثل هذا الملتقى الدولي في بلد طالما دعم قضايا التحرر واحترم سيادة الدول هو دافع آخر للوقوف على المشاكل والتحديات التي تواجه العالم في ظل الوضعية الخطيرة للسلم الدولي. وأشار »كليمان روبار« إلى ان التدخل العسكري لقوات »الناتو« برعاية من بريطانيا وفرنسا في ليبيا يعد تدخلا سافرا نظرا للأسلحة المستعملة طوال تسعة أشهر والتخريب الذي طال البنى التحتية تحت غطاء حماية وإرساء قواعد الديمقراطية. وقال كليمان ان ما عاشته ليبيا هو إنذار لكل دول العالم بغية تحقيق المصالح السياسية والاقتصادية انتهكت حقوق الشعوب والإنسان وبرعاية دولية ما يستدعي التمعن أكثر في الوضع الجاري. وفي سياق آخر، دعا »أموان كلي« من (حركة 12 ديسمبر للزنوج بأمريكا) إلى استخلاص العبر من الثورة الجزائرية واستخلاص الدروس والمبادئ التحررية التي طالما تبنتها الجزائر وحرصت على احترامها وتجسيدها في مواقفها ومواقفها السياسية. من جانبه، دعا رئيس لجنة اللاجئين الفلسطينيين الرفيق صلاح صلاح الأزمة الحالية في العالم نتيجة حتمية لسياسة الدول الرأسمالية، مشيرا إلى الفشل السياسي الذي تعيشه الولاياتالمتحدةالأمريكية والهزائم العسكرية التي تلقتها ما يستوجب دراسة الوضع جيدا وعبء قراءته يقع على أحزاب الطبقة الاجتماعية والعمالية. وبخصوص قوى التغيير التي بدأت بالظهور على الصعيد الدولي كالحركات الاحتجاجية بالدول الأوروبية وحركة الشعوب المتخلفة ضد حكامها والحركات المسلحة أوضح الرفيق صلاح أنها ظاهرة لا بد من التوقف عندها مليا لاستخلاص الدروس. وأعرب المتحدث موقفه مما يجري في البلدان العربية بأنه هناك حراك جدي ضد هذه الدول الخاضعة لإرادة الولاياتالمتحدةالأمريكية وتستند على أجهزة قمع ليس لديها حدود وشلت الحياة الديمقراطية والنقابية. وفي نفس السياق، أكد البرازيلي »شكسبير مارتن شيك« أن كل ما تقوم به الدول الغربية وأمريكا من تدخلات واتخاذ مواقف ما هو إلى حماية لمصالحها من خلال خلق حروب جديدة لأهداف بترولية، تحت غطاء حماية المدنيين. من جهته، تطرق المشاركون إلى العديد من قضايا الساعة كقضية هايتي والثورات العربية والأزمة الحالية للدول الرأسمالية وانعكاساتها، حيث قال احد المتدخلين أن هايتي بحاجة إلى مهندسين وأطباء ومختصين وليس لجيوش جرارة على أراضيها لان ذلك يعد تدخلا واحتلالا وهو ما تحاول لجنة التحقيق الدولية حول الوضع في هايتي الوقوف عنده، علما ان الجزائر شاركت فيها بممثلين عن حزب العمال الذين زاروا مختلف سفارات الدول التي تتواجد جيوشها بهذه الدولة التي دمرتها كارثة طبيعية.