تراهن بلدية عين بوسيف الواقعة جنب غرب ولاية المدية على برامج التنمية المدرجة في مخطط النهوض بالهضاب العليا لتوسيع مساحة التنمية الاقتصادية والاجتماعية مستفيدة من مكاسب قطاعية توفر المناخ لجلب استثمارات محلية في مجالات صناعية صغيرة ومتوسطة ترتبط بالفلاحة والصناعة التقليدية والتأسيس لبرامج مندمجة للنهوض بالسياحة في منطقة تتوفر على فضاءات جذابة مثل مرتفعات جبال الكاف الأخضر. آخر أخبار هذه البلدية التي تحقق نموا ملموسا أبرزه بناء القطب الحضري بالمدخل الغربي للمدينة تراجع رئيس البلدية عن الاستقالة بعد أن رفضها أغلبية أعضاء المجلس الشعبي البلدي متمسكين بأفضلية الاستقرار على أن تنزلق البلدية في متاهات أخرى تضر بمصالح السكان. وقد أبدى رئيس البلدية قناعة بالعمل على مواصلة المهمة في صالح مختلف شرائح السكان خاصة الشباب خاصة وان الدولة وضعت منظومة متكاملة لمرافقتهم في إقامة مشاريع وحرف تنتشلهم من البطالة وما ينجر عنها من أضرار. وفي حوار حضره مندوب الشعب مع شاب أراد أن ينصب طاولة لبيع التبغ دون ترخيص قانوني ومنعته السلطات لتعارض ذلك النشاط مع روح المدينة وتشكيله خطرا على النظام العام دعاه رئيس البلدية إلى التفكير في مشروع إنتاجي والانخراط في آليات التشغيل التي تعتمدها الدولة بإجراءات وتمويلات محفزة عوض التمسك ببيع التبغ على قارعة الطريق رافضا وبصراحة أن تتحول المدينة إلى ديكور من البرارك. ولما قال له الشاب هل هذا جزاء من وقف إلى جانبكم خلال الانتخابات رد المسؤول المحلي بالعكس لقد وقف السكان يتقدمهم الشباب مع خيار التنمية والتطور وبناء نموذج لجعل البلدية في صدارة بلديات منطقة الهضاب العليا خاصة وان الدولة بادرت بمشاريع قاعدية أنهت التهميش والعزلة بفضل شبكة الطرق الجديدة وتوصيل غاز المدينة وعصرنة هياكل الإدارة المحلية وإقامة هياكل للشباب لممارسة الرياضة إلى جانب الاهتمام بالصحة ولا يزال الخير قادم ويكفي أن يلتقط الشباب هذه الفرص الثمينة للتحول من قوة كامنة سلبية إلى قوة عمل وإنتاج في شتى النشاطات ودعا الشاب المعني إلى تشكيل ملف في هذا الاتجاه ومساعدته على تحقيق حلمه. لغة أقنعت المواطن بحيث تحول إلى التفكير في المستقبل والنظر إلى ما يدور حوله من حركية نشيطة. وبالمناسبة أبدى مسؤول البلدية رفضا قاطعا لما يحاول البعض تكريسه من تغليط للسكان مؤكدا على أن القانون وحده من يفصل في كل القضايا منها البناء الفوضوي الذي توسعت مساحته بشكل مقلق على أطراف المدينة وهي وضعية لا يمكن أن تستمر مهما كانت المبررات إذ لا يعقل أن يهجر السكان الأرياف والمشاتي الخضراء نحو المدينة بينما الدولة لا تتوقف عن تمويل السكن الريفي الذي أصبح حقيقة ملموسة ودعم الأنشطة الفلاحية الجوارية في ظل استتباب للأمن بفضل المجهودات التي تبذلها مصالح الدرك الوطني والأمن الوطني باحترافية والتزام بالقانون وانتشار ميداني جواري في شتى المناطق الداخلية مما زاد من اطمئنان السكان وعاد كثير منهم إلى مساكنهم الأصلية حيث يشتغلون في الأرض فلاحة وتربية للمواشي والأبقار. وبالمقابل يأمل السكان أن يتم رسم مخطط استثماري يتوافق مع خصوصيات المنطقة بنظرة اقتصادية واجتماعية مندمجة مثل إطلاق بعض الصناعات الصغيرة والمتوسطة التحويلية المرتبطة بقطاع الفلاحة وتنميتها وإرساء برامج جذابة للاستثمار السياحي الجواري خاصة حول مناطق أثرية مثل منطقة أشير وإثارة اهتمام المتعاملين الباحثين عن مساحة لانجاز مشاريع في هذا الإطار في وقت لا تتوقف فيه الدولة عن تأكيد الحرص على بناء اقتصاد محلي وجواري بديل للمحروقات. كما يتطلع السكان إلى فتح خط للنقل العمومي للمسافرين يربط عين بوسيف بمحطة الخروبة بالعاصمة من شانه أن يقلل من معاناة المواطنين علما انه في الماضي كان هذا الخط يشتغل بفضل الشركة الوطنية لنقل المسافرين سابقا.