أكد أستاذ العلوم السياسية سليمان أعراج، أن عبد المجيد تبون سيكون رئيسا لكل الجزائريين بدون استثناء ومن أولوياته مكافحة الفساد والعمل على تطوير البنية التحتية وإعادة تصحيح مختلف الأخطاء التي ارتكبت سابقا وتأسيس جمهورية جديدة بما يعيد الثقة والأمل للمواطنين. في تصريح ل»الشعب»، اعتبر الدكتور أعراج أن انتخاب رئيسا للبلاد في ظل هذه المرحلة الحساسة يعد إنجازا يحسب لصالح الإرادة الشعبية والدولة الجزائرية ومؤسساتها بمختلف أجهزتها وهياكلها، وهو ما من شأنه أيضا أن يساهم في إخراج الجزائر من الأزمة السياسية التي تعيشها في الوقت الراهن ووضع حد لمحاولات التدخل في الشأن الداخلي للوطن. ويرى المحلل السياسي أن رئيس الجمهورية الذي فاز بكرسي الرئاسة بنسبة 58,15٪، مطالب الآن بمعالجة ملفات استعجالية تندرج ضمن الأولويات بغية الخروج من هذه الأزمة، مشيرا إلى أن الرئيس الجديد سيعمل على فتح ورشات كبرى تساير التوجه الإصلاحي والقائم على مكافحة الفساد وبناء جمهورية جديدة، بالإضافة إلى خلق تنمية ورؤية أكثر استقرارا للبلد، وكذا السعي إلى خدمة الصالح العام بما يتماشى مع تطلعات المواطنين ومتطلباتهم. بما أن عبد المجيد تبون منتخب من قبل الشعب وفق صلاحيات يمنحها له الدستور، قال المحلل السياسي إن الرئيس الجديد قادر على إيصال الجزائر إلى بر الأمان والدفع بها نحو مستقبل أفضل ولكن شريطة أن يحظى بدعم والتفاف كل الجزائريين ومؤسسات الدولة من خلال دعم رؤيته وبرنامجه وخياره قصد التأسيس لاستقرار مستدام وتنمية تستجيب لتطلعات المواطنين. كما نفى أعراج أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية مضخمة، مؤكدا أنه لا يستطيع أي أحد التشكيك في نزاهة العملية الانتخابية خاصة وأنه لأول مرة في تاريخ الجزائر تجرى انتخابات شفافة على مرأى الجميع، واصفا كل محاولات زرع الشك في مصداقية الاستحقاقات باليائسة. وفيما يخص خروج بعض المواطنين إلى الشارع رفضا للانتخابات الرئاسية، أوضح الدكتور أعراج في ذات السياق قائلا: «البلد تبنى بالأغلبية ودليل ذلك أن عدد الناخبين في رئاسيات 12 ديسمبر فاق بكثير الذين يخرجون إلى الشارع، ولكن هذا لا يعني أنه لا يجب احترام آراء الآخرين ومواقفهم في حدود الالتزام بضوابط وقواعد القانون العام حتى يتم تفادي الإنزلاقات وأي تعدي على حرية الآخرين». في ظل تراشق سياسي بين أطراف تدعي كل واحدة أنها شرعية وتنزع هذه الصفة على من يخالفها الرأي يتعين على الرئيس الجديد العمل على إعادة اللحمة بين الجزائريين وفتح حوار جاد يجعل كل واحد منهم شريكا في الممارسة الديمقراطية واستكمال بناء الدولة الوطنية. وكان عبد المجيد تبون الذي تمكن من الفوز بكرسي الرئاسة، قد أكد التزامه في برنامجه الانتخابي بعدم ادخار أي جهد في حال انتخابه رئيسا للجمهورية من أجل تحقيق التطلعات الشرعية التي طالب بها الحراك الشعبي مقدما وعودا بتجسيد 54 التزاما لتأسيس جمهورية جديدة.