أرزقي فراد: رجل سلم وديمقراطية أشاد المتدخلون، أمس، خلال الندوة التاريخية التي نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد بأحد أكثر الشخصيات الرمزية وأكثرها احتراماً للشعب الجزائري في الذكرى الرابعة لرحيله، وهو المجاهد الرمز حسين آيت أحمد، الذي توفي يوم 23 ديسمبر 2015 بلوزان عن عمر 89 سنة، والذي فضّل مصلحة الجزائر على المصلحة الشخصية حيث تميز بالحكمة والشجاعة، كان رجل ثقافة ونضال ثوري في الحركة الوطنية وثورة التحرير، وبعد الإستقلال لا يمكن لأحد التشكيك فيه. استعرض المؤرخ جمال يحياوي، المسار الوطني لهذا القائد التاريخي ومواقفه الجريئة من خلال دراسة المراجع الثقافية والسياسية لشهادة المناضل التي ذكرها في كتابه «روح الإستقلال»، بهدف تكريس الديمقراطية ودولة القانون عن طريق الاعتدال والاعتزاز بكافة مكونات الهوية الجزائرية، قائلا إنه لا يمكننا الإكتفاء بقراءة هذه المذكرات التي نتعرف عليها ونكتشف الحقائق التاريخية غير المعروفة. أضاف المؤرخ أن مواقف الفقيد تشهد له، ومذكراته تعكس مركزه كأحد النشطاء ورجل ثقافة، باحث في المعرفة، متحمس للقراءة والشعر الشعبي الذي أتقن ست لغات، ذكريات والتي تشير إلى ارتباطه غير المشروط بوطنه، مشيرا إلى أن الكثير يجهل هذه المذكرات والكنوز التي توجد فيها . أوضح أن كتابه «روح مكافح» تتحدث عن عشر سنوات من نضال من 1942 إلى 1952، لأن هذه المرحلة مهمة جدا لمسار النضال في الجزائر، حيث نفتقد لكثير من المعلومات سواء ما تعلق بالأحداث نظرا لطابع السرية أو بالنسبة للأشخاص ونكتشف من خلال هذه المذكرات فيضا كبيرا من المعلومات التي نجهلها. أضاف أن أيت أحمد يصوّر لنا مشاهد كبيرة جدا فيها الجانب التاريخي الإجتماعي، السياسي، وأنه لما يتكلم أيت أحمد عن عائلته والجزائريين خاصة يعطي إشارات لشخصيات لم تأخذ حقها ومازالت لحد الآن مغمورة رغم الدور الذي لعبته، فالمذكرات تعكس الروح الإنسانية للرجل وإحساسه بألم الآخرين. قال أيضا إنه من خلال المذكرات تم إكتشاف أن أيت أحمد رجل مثقف من الطراز العالي متحمس للقراءة يحمل له كتاب دائما والشعر الشعبي، له ثقافة عالمية في السياسة والموسيقى، أتقن ست لغات، لم يتوقف عن التعليم منذ أن كان فتى، ارتباطه غير المشروط بوطنه. يجمع بين الأصالة والمعاصرة، بقي ثابتا في مواقفه والدفاع عن الديمقراطية وكرامة الإنسان الجزائري كان يراهن دائما في تصريحاته وكتاباته على دور الشباب والمرأة في إحداث الظروف العامة للتغيير. من جهته، أبرز الدكتور أرزقي فراد البعد الثقافي في مذكرات المجاهد أيت أحمد الذي حافظ على المظاهر الثقافية التي رافقت طفولته وشبابه وكهولته، موضحا حول الثقافة الأمازيغية أنه طرح هذه المكونات في إطار تكاملي وليس في إطار تصادمي، كما يفعل البعض اليوم، لأنه رجل سلم و ديمقراطية ناضل من أجل الشخصية الجزائرية الأصيلة التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة.