تعود الكاتبة والروائية نسيمة بولوفة إلى قرائها بمولود أدبي جديد، يتمثل في مجموعة قصصية القصيرة جدا التي وسمتها ب «مترفة بأحلامي» تتضمن باقة من القصص القصيرة وكذا القصيرة جدا الصادرة عن دار «فنك للكتب»، حيث جاءت في حلة أنيقة ومن الحجم الصغير، وتنتقل المبدعة التي عودتنا على رواياتها البوليسية الممتعة وحبكها المشوقة، إلى لون أدبي آخر، يعد إضافة مهمة لمسارها الإبداعي، بل وإضافة أخرى للمكتبة الأدبية الجزائرية. تلبس نسيمة بولوفة في قصصها القصيرة، التي قد تصل إلى صفحة ونصف، كما أنها قد لا تتعدى السطران، ثوبا من المشاعر المرهفة، لتقدم رؤية ثاقبة في عدة قضايا اجتماعية مهمة بلغة أدبية جميلة موحية، وخفيفة تارة وتارة أخرى عميقة ترمز إلى صدق الأحاسيس، وقوة الأفكار التي تطرحها، فتتحدث بولوفة عن الحب والشوق والفراق والحرية والخيانة والخيبة والنسيان، والكذب وتناجي الأحلام القريبة والبعيدة كذلك. وتعانق المبدعة نسائم السلام، وتتذكر الحزن الذي يعد من المشاعر الإنسانية القاسية، وتتحدث عن الذكريات وتعانق الرحمة، كما أنها ترسل بمشاعر الاستياء حول عدة أمور مثل التناقض والانكسار والخذلان والقطيعة في العلاقات الإنسانية. تضمنت المجموعة القصصية «مترفة بأحلامي ما لا يقل عن 249 قصة قصيرة وقصيرة جدا، وأحيانا يصل حجم القصة إلى صفحتين بينما في أحيان أخرى يرد الإبداع في نصف سطر يتضمن معنى كبير، يعكس قدرتها الكبيرة في اختزال ما يمكن أن نقوله في صفحات، وتفرض على القارئ أن يتأمل بدل أن يلتهم السطور، وكأنها صورة التقطتها من السمعي البصري، يمكن للمتلقي أن يستوعبها في أقل من دقيقة، وفي نفس الوقت يشعر بالمتعة وتصله رسائلها المكثفة، التي عبأتها في عملها الإبداعي الجديد.