قطع محتجون في لبنان، امس الجمعة، عددا من الطرق الرئيسية في البلاد، فيما شهدت مناطق في إضرابا عاما. المحتجون باشروا منذ الساعة الخامسة صباحا بقطع طرقات رئيسية في بيروت وجبل لبنان وعلى الأوتوستراد الساحلي. ومن بين المناطق التي شهدت إضرابا في لبنان، منطقة جسر الرينغ وسط بيروت، التي مثلت أبرز نقاط الاحتجاج في البلاد. وكانت مجموعات الحراك الاحتجاجي دعت في وقت سابق إلى إضراب شامل على أن يترافق مع إغلاق الطرق، في إطار ما سمي ب«أسبوع الغضب». وتقول هذه المجموعات إن هذا التحرك يأتي للتأكيد على مطالب المحتجين بعد مرور 93 يوما على انطلاق التحركات الاحتجاجية في مختلف المناطق اللبنانية. واندلعت شرارة الاحتجاجات في لبنان في 17 أكتوبر الماضي، بعدما أعلنت حكومة رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري نيتها فرض ضرائب على مكالمات تطبيقات التواصل الفوري مثل «واتساب». وفي أواخر أكتوبر، استقال الحريري من منصبه تحت ضغط الاحتجاجات، وكلّف الرئيس ميشال عون، حسان دياب بتشكيل الحكومة الجديدة في ديسمبر الماضي. وعجز دياب حتى الآن عن تشكيل حكومة كفاءات، فيما يقول المحتجون إن هذه الحكومة لا تلبي مطالبهم التي تشمل رحيل الطبقة السياسية التي يتهمونها بالمسؤولية عن التردي الاقتصادي واستشراء الفساد. ورغم تراجع زخم الاحتجاجات في لبنان بمرور الوقت، فإن وتيرتها تصاعدت خلال الأيام الأخيرة، حيث شهد وسط بيروت مواجهات أسفرت عن سقوط جرحى من المتظاهرين وقوات الأمن. في غضون ذلك، تستمر المشاورات السياسية بين رئيس الحكومة المكلف حسان دياب وممثلي التيار الوطني الحر وحزب الله وحركة أمل، للتوصل إلى صيغة نهائية للحكومة الجديدة. وتأتي هذه المشاورات بعد اللقاء الذي جمع دياب مع رئيس البرلمان نبيه بري أمس الاول لوضع اللمسات الأخيرة على التشكيلة الحكومية. وقال وزير المالية بحكومة تصريف الأعمال علي حسن خليل إن الحكومة الجديدة ستتألف من 18 وزيرا اختصاصيا.