أصبحت أزمة قلة مضامير تلقين السياقة مطروحة بقوة خلال الآونة الأخيرة، لاسيما عبر البلديات الواقعة بالنسيج الحضري لولاية الجزائر، بسبب غياب أماكن حتى لركن السيارات، إلا ّفيما يخص بعض التنازلات التي تقدّمها بعض البلديات بتخصيص أماكن مجاورة لبعض الحدائق العمومية، أو استغلال بعض المساحات الشاغرة للأسواق الأسبوعية في ظل غياب البديل الذي بإمكانه احتواء المشكل، والذي يخص توفير أماكن مهيّأة لإجراء الامتحانات، وتلقين الدروس بما يضمن تحصيل علمي جيد من شأنه التقليل من إرهاب الطرقات الذي نشهده بصورة يومية، وهو ما حاولت “الشعب” الوقوف عنده. تعاني أغلبية مدارس تعليم السياقة على مستوى العاصمة لمضامير التدريب ومراكز متخصصة، ومجهزة تضمن للمترشحين المقبلين على اجتياز امتحان الحصول على رخصة السياقة بمختلف أصنافها في ظروف جيدة وآمنة، وهو ما بات لنا واضحا خلال جولة استطلاعية قادت »الشعب« إلى مختلف المضامير المتمركزة بالعاصمة. وقد أكّد في هذا الإطار العديد من أصحاب مدارس السياقة في تصريح ل “الشعب”، أن العاصمة تعاني من نقص فادح في عدد المضامير المخصصة لتلقين دروس تعليم السياقة، ممّا يجبر أغلبية أصحاب المدارس على التوجه إلى مناطق بعيدة بحثا عن أماكن لتعليم الدروس التطبيقية، وهو ما يرهق المترشحين. كما طرح محدّثونا مشكل انعدام مضامير خاصة ومجهزة تضمن للمترشحين اجتياز امتحانهم في ظروف أمنة وجيدة، إذ لا تتوفر العاصمة إلاّ على عدد قليل لا يتجاوز ال 6 مضامير مقابل 450 مدرسة موزّعة عبر بلديات العاصمة، الأمر الذي يصعب من مهمة الأساتذة المكلّفين بتعليم السياقة. وحول قرار الوزارة القاصي بإنشاء مضامير خاصة بتعليم السياقة، وهو المشروع الذي تحدّت عنه منذ أكثر من سنتين ولم ير النور بعد، أكد أن التوجه إلى خارج النسيج الحضري للعاصمة يعدّ أمرا صعب خاصة فيما تعلق بالمتمدرسين الذين سيجدون صعوبة كبيرة في التنقل إلى هذه المضامير. ولم يخف البعض أنّهم يضطرون إلى أخذ حافات الطرقات أماكن لإجراء الإمتحان، وخصوصا حافات الطرقات السريعة وبساحات المقابر والأحياء الشعبية. وفي هذا السياق، أشار البعض منهم إلى أنّهم قد سجّلوا عدة حوادث ارتكبها بعض المترشحين، كونهم لا يتحكمون في السيارة بشكل الجيد ولم يتلقّوا تكوينا جيدا جراء غياب الأماكن والفضاءات اللازمة لتلقين هذا النوع من الدروس، لا سيما مع إلزام القانون ترك المترشح لوحده داخل السيارة لإجراء الامتحان التوقف، ما اعتبروه خطرا على حياة المترشحين وعلى سياراتهم، وكذا على المارة. كما طرح أصحاب هذه المدارس مشكلة نقص الممتحنين المقدر عددهم ب 45 ممتحنا مقابل 450 مدرسة، الأمر الذي ولّد نوع من الفوضى وانتظار المترشحين لفترات طويلة أيام الامتحانات، وهو ما بات يصعب من مهامهم، مشيرين إلى أنّهم رفعوا مطالب إلى الجهات المعنية منذ سنة 2009، ناهيك عن المراسلات المتكررة والحركات الاحتجاجية العديدة التي قاموا بها في 2010. ويطالب أصحاب هذه المدارس بتوفير أدنى الشروط الضرورية لتكوين وتعليم المترشحين في المستوى العالي، منها انعدام فضاءات خاصة بتكوين وإجراء الامتحانات بالشكل الذي يقف عقبة أمام تكوين عالي المستوى، كما أن انعدام فضاء خاص بهم يجعلهم يبحثون يوميا عن أماكن مختلفة للعمل، واصفين إيّاها بالخطيرة وغير الآمنة، وتهدد حياة وسلامة المترشحين، وتعرض مركّباتهم للخطر.