تميّزت السهرة الافتتاحية للمهرجان الثقافي الوطني للمسرح الناطق بالأمازيغية، في طبعته ال11، بحضور مميز لألمع نجوم أبي الفنون، الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن للمشاركة في هذا الحدث الثقافي الوطني المميّز، المقام كل سنة بمسرح باتنة الجهوي، في أجواء احتفالية بهيجة وسط حضور مكثف للجمهور. استهلت هذه الطبعة من المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي التي تدوم إلى غاية 11 من الشهر الجاري على وقع موسيقى وأنغام أمتعت الحضور، أبرز عقبها محافظ المهرجان أن الهدف من هذه التظاهرة الثقافية التي تطفئ شمعتها ال11 هذه السنة، هو المساهمة في تعزيز وإرساء ثقافة التآخي والتصالح مع الذات وإعادة الاعتبار للثقافة الأمازيغية وتثمينها. خلال إشرافه على افتتاح فعاليات هذه التظاهرة، أكد والي ولاية باتنة في كلمة له أن «الدولة الجزائرية حرصت دائما على رعاية التنوع الثقافي الذي تزخر به الجزائر»، والذي يعتبر مصدر فخر واعتزاز كما يحمل في طيّاته هذا الزخم الثقافي المنوّع بالأوراس، سر الاستمرار، حيث عملت الجزائر على حماية الهوية والارتقاء بكل عناصرها من أرض ولغة ودين وتاريخ، ناهيك عن إرساء معالم التنوع الثقافي الذي يعتبر مصدرا حيويا للتنمية الاجتماعية وحتى الاقتصادية فالهوية الثقافية على تعددها وثرائها قادرة بحق على أن تكون مصدرا للثروة البديلة التي تنعش الإيرادات وتنعش التفكير الاستثماري وتبعث الشباب على إطلاق العنان لابتكاراتهم وإبداعاتهم. يعتبر هذا الموعد السنوي، بحسب المنظمين فضاء هاما ومميزا ومنفتحا على جميع المبدعين في مجال الفنون الركحية، كما يسعى للمساهمة في ترقية الفعل الثقافي الناطق بالأمازيغية، كما أكّد على أن ما حقّقه المهرجان في الطبعات السابقة يوحي بأنه فضاء للإبداع الشبّاني الذي يطمح إلى الاحتراف في مجال المسرح الأمازيغي، وهذا ما تسعى الوزارة الوصية جاهدة إلى دعمه والحثّ عليه بحسبه، كما شجّع الفرق المسرحية على المنافسة، متمنّيا لها النّجاح والتألّق. ستسعى محافظة المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي إلى جعل التظاهرة عامل جذب سياحي من خلال استغلال الثقافة الشعبية لإثرائها لاسيما وأن الأمازيغية تشكل أحد روافد الثقافة والهوية الوطنية، وتخلل حفل الافتتاح تكريم بعض الوجوه التي ساهمت في إثراء الحركة المسرحية محليا ووطنيا تقديرا لما قدموه على الخشبة وللفن الرابع عموما. يشارك في منافسة هذه الطبعة التي غابت عنها لثاني مرة الأعمال المسرحية من باتنة، مجموعة من العروض لعدة جمعيات وتعاونيات مسرحية من مختلف ولايات الوطن، كما سيقام على هامش هذا المهرجان ورشات مختلفة ويوم دراسي ومعرض للكتاب الصادر باللغة الأمازيغية. سيكون العائلات بعاصمة الأوراس في هذه الفترة من السنة خاصة عشاق «أب الفنون» على موعد هام مع العديد من العروض المسرحية، بقاعة العروض بالمسرح الجهوي لمتابعة العرضين المبرمجين يوميا، وخاصة تلك المبرمجة على السابعة مساء، والتي تستقطب العائلات خاصة، للاستمتاع بالعروض المسرحية والتعرف على فرق من باقي ولايات الوطن، وكذا كسر الروتين اليومي في ظل انعدام مرافق الترفيه بالمدينة، بحسب ما أفادت به بعض العائلات التي تحدثنا إليها. كما أوضح بعض المهتمين بالمسرح أن هذه التظاهرة ستبعث الدفء في أمسيات باتنة التي تعيش في ركود، منذ فترة، وبث النشاط في أرجائها لاسيما بوسط المدينة وخاصة الساحة المقابلة للمسرح الجهوي، على حد تعبيره. أما بالنسبة لعديد المشاركين، فإن إقبال الجمهور على العروض بشغف كبير يعد بمثابة تشجيع للأعمال المتنافسة سواء كانت لجمعيات أو تعاونيات وحتى المسارح الجهوية لتقديم الأحسن، وإن كان المهرجان في حد ذاته بحاجة إلى دعم أكثر لضمان الاستمرارية.