أولى ورشات إصلاح قطاع الاتصال اليوم، تهتم «بالصحافة الإلكترونية التي قطعت أشواطا مهمة في الجزائر وباتت طرفا فاعلا في المشهد الإعلامي مما يستدعي التوقف عند هذه الممارسة، تشريح واقعها ورصد انشغالات أصحابها والفاعلين فيها لضبط استراتيجية تشاركية غايتها تطوير التجربة وإحاطتها بسياج من التدابير التشريعية التي تساعد على الإثراء والانطلاقة السليمة. يدرج هذا النقاش في سياق خارطة طريق اعتمدها برنامج رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الذي التزم بالنهوض بالإعلام وفق رؤية استراتيجية ترافق العمل السياسي بروح متجددة وعصرنة دون التخلي عن الموضوعية، اعتمادا على التحري والتدقيق في المعلومة قبل نشرها تفاديا لمغالطات وترويج أخبار مفبركة مغلوطة «فايك نيوز». وسط هذا التحول السريع، وبروز وسائط اجتماعية موظفة لآخر تكنولوجيات الاتصال الحديثة لا سيما خلال الألفية الجديدة، بات من الضروري التحرك لتهيئة المناخ للصحافة الإلكترونية في الجزائر التي ينشط الكثير منها بلا ضوابط، يفتقد أصحابها لأبجديات قواعد الاحترافية وفنيات التحرير في تأدية وظيفة على أحسن حال. ورشة الاتصال اليوم، تشرح تجربة الصحافة الإلكترونية التي يراد لها أن تكون أكثر مهنية تحكمها قواعد إعلامية ثابتة، تمنحها وظيفة، هوية وانتماء دون تركها على الهامش تسير على منوالها، تشق طريقها في تسويق معلومة تمنحها جاذبية وتأثيرا ب«اسم السبق» ولو على حساب النزاهة الإعلامية. في ظل المشهد الإعلامي التعددي المتناغم الذي دخلته الوسائط الافتراضية والرقمية وفرضت منافسة غير مسبوقة للوسائل التقليدية في التأثير على الرأي العام، كيف السبيل لإدماج هذه التجربة في صيرورة البناء الوطني ومسار استكمال إقامة الدولة الوطنية الحديثة؟ نعتقد أن الصحافة الإلكترونية التي دخلت المشهد الإعلامي منذ تجربة التعددية الإعلامية تتقاسم الوظيفة مع الوسائل التقليدية، بعروض وممارسات يرى أصحابها أنها تستجيب لمطلب اجتماعي وتلبي حاجة ملحة لمواطن يتطلع إلى صياغة جديدة للأخبار وتسويقها بأسلوب مغاير عن المألوف. بهذه الطريقة أفرزت الصحافة الإلكترونية نسقا إعلاميا اقتحمته مواقع لهواة ودخلاء على مهنة المتاعب يتمادون في تسويق أخبار غير مؤسسة، أثرت على المحتوى الإعلامي النزيه ورسالته النبيلة وكرست اختلالات فرضت التدخل العاجل لإصلاح التجربة وإدراجها في سياق التحول والتغيير المنشود. ورشة اليوم هي محطة حاسمة للتباحث مع المعنيين حول السبل الكفيلة لتنظيم الصحافة الإلكترونية وفق الأطر التي تقتضيها الممارسة الاحترافية مع إعطائها روح الحداثة والعصرنة التي تميزها وتنفرد بها. يكون هذا من خلال مراجعة قانون الإعلام ل 2012 الذي لم يتضمن هذا النوع من الممارسة الصحفية وكذا مرافقة الفاعلين في هذا الحقل الرقمي بتكوين مستمر، واهتمام يشعرهم أنهم طرف وشركاء لهم مكانة مستحقة في المشهد الإعلامي الوطني.