أشارت تقارير منظمة الصحة العالمية إلى عدم تسجيل حالات إصابة بفيروس كورونا في إفريقيا، عدا الحالتين المسجلتين في كل من مصر وفرنسا من أصل 81109 حالة و 2762 وفاة مسجلة في العالم لغاية أمس، وهذا ما أثار تساؤلا كبيرا لدى الخبراء الذين اعتبروا أن هذا الأمر ليس طبيعي ويدعو للتساؤل. لم يتوصل الباحثون والخبراء في منظمة الصحة العالمية إلى تفسير موضوعي بشأن عدم تسجيل حالات في قارة إفريقيا، عدا الحالة التي سجلتها الجزائر والمتعلقة برعية إيطالية، و بالحالة التي أعلنت عنها مصر رسميا، بالرغم من استمرار الرحلات الجوية بين دول افريقية والصين وخروجه من آسيا إلى قارات أخرى منها أوروبا القريبة من جغرافيا إفريقيا. اعتبر الخبراء والباحثون في علم الأوبئة أن الأنظمة الصحية في الدول الإفريقية تعتبر «هشة «، لا تقوى على محاربة فيروس «كورونا» القوي والسريع من حيث الانتشار والعدوى، وبالتالي ستعرف هذه القارة أكبر عدد من الحالات والوفيات بهذا الداء الخطير. بالرغم من هذه التوقعات للخبراء في علم الأوبئة، إلا أنهم دهشوا لعدم تسجيل إصابات بهذا المرض، وراحوا يضعون فرضيات مختلفة منها تأثير المناخ الذي قد يكون عاملا موقفا لغزو فيروس «كورونا»، لأنه حسب الأطباء المختصين فان هذا الأخير لا يعيش في درجة حرارة تفوق ال22 درجة، وأن الفيروسات المسببة عموما للأنفلونزا الموسمية التي خلفت حالات وفيات في العديد من دول العالم وفي الجزائر، تفقد قوتها وتبدأ في الاختفاء بقدوم فصل الربيع. غير أن هذه الفرضية لم تكن محل إجماع الخبراء، لأن البعض منهم يرى أن الدول الإفريقية مثلها مثل بعض الدول الأخرى التي وصلها الداء من حيث هشاشة أنظمتها الصحية وعدم استعدادها لمحاربة الفيروس القاتل، لكن يبدو حسبهم أن السبب في ذلك قد يكون هو «عامل الحظ». وإذا كان هذا ما توصل إليه خبراء منظمة الصحة العالمية فان بعض المختصين في طب الأوبئة في الجزائر منهم البروفسور سوكحال الذي أرجع في تصريح له عبر الإذاعة الوطنية انتشار الأمراض المعدية في بلادنا سواء كان فيروس كورنا إلى عامل البيئة أي غياب النظافة، الذي ساهم في عودة ظهور أمراض التي تم القضاء عليها على غرار الطاعون الذي تم تسجيل حالة إصابة السنة الماضية. قال المتحدث أن فيروس الطاعون تنقله الجرذان التي تكاثرت بشكل رهيب بفضل الخبز «المبذر» ، كما أن عودة «القمل الذي يعرف انتشارا في بعض المد ارس» يعد من أسباب ظهور مرض التيفيس» .