توجّه الناخبون الفرنسيون إلى مراكز الاقتراع، أمس الأحد، للإدلاء بأصواتهم في الجولة الأولى من الانتخابات المحلية رغم الشلل شبه التام في البلاد التي باتت إحدى البؤر الأساسية لتفشي فيروس كورونا المستجد في أوروبا. وقد إختار الناخبون رؤساء 35 ألف بلدية ونحو نصف مليون من أعضاء المجالس المحلية. ورغم مخاطر الوباء، رأت الحكومة الفرنسية، التي أصيب عضوان فيها بالفيروس، أنه من الضروري إجراء الانتخابات، بعدما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الخميس إبقاء الاستحقاق في موعده. وجرى تعقيم مقابض الأبواب والطاولات وغرف العزل قبل بدء التصويت، كما اتخذت إجراءات لتفادي تشكل صفوف انتظار واحترام مسافة الأمان بين الأشخاص. وأعطيت الأولوية في التصويت للمتقدمين بالسن أو من يعانون من أمراض. وأوصت وزارة الداخلية الناخبين بإحضار قلمهم الخاص لتوقيع اسمهم في لوائح الشطب، «شرط أن يكون الحبر أزرقاً أو أسوداً وغير قابل للمحو». وبرّر رئيس المجلس العلمي الخاص بفيروس كورونا جان-فرنسوا ديلفريسي الجمعة قرار الحكومة إجراء الانتخابات بالقول «هل الذهاب للتصويت مماثل للخروج للتبضع؟ الخطر ليس أكبر من خطر السماح للناس بالذهاب للتبضع». نسبة المشاركة تتقلّص وباتت فرنسا إحدى البؤر الرئيسية في العالم لتفشي الفيروس، ما قلّص نسبة المشاركة في هذا الاستحقاق، حيث بلغت عند منتصف النهار 18.38% مقابل 23.1% في اقتراع 2014 كما أعلنت وزارة الداخلية. ورأى خبراء أن انخفاض نسب مشاركة الكبار في السن قد تؤثر سلبا على اليمين الذي يعتمد خصوصا على الناخبين الأكبر سنا. هذا وتمثل الانتخابات اختبارا مهما لماكرون بعد موجة احتجاجات خرجت خلال العام الماضي أولا من حركة (السترات الصفراء) ثم لمعارضين لخطته الرامية لإصلاح نظام معاشات التقاعد.