عاد فاتح ربيعي، الأمين العام لحركة «النهضة»، أمس، إلى التحالف الإسلامي الذي تعد تشكيلته أحد الشركاء الأساسيين إلى جانب «حمس»، و«الإصلاح»، متحدثا عن قوائم مشتركة لخوض غمار التشريعيات القادمة بتحد وطموح. وقال ربيعي في الحصة الأثيرية «أكثر من مجهر»، للقناة الإذاعية الأولى، أن التحالف مدرج ضمن الحركية السياسية والنضج والسلوك المتبع في كل جهات العالم التي تعيش على وقع التعددية، والجزائر لا تشكل الاستثناء فيه. وذكر ربيعي أن التحالف الذي قررته التشكيلات السياسية ويحمل تسمية «الإسلامي»، فهو مبني على أساس تناسق برامج، وأهداف وتطلعات. وهو مفتوح للتيارات الأخرى إسلامية أم غير إسلامية، غايته اعطاء اضافة للمشهد السياسي، وتسريع وتيرة الإصلاحات ووضعها في اطارها الصحيح بعدما حاولت تشكيلات ذات أغلبية في البرلمان افراغها من محتواها. وأعطى الأمين العام للنهضة، قراءة سياسية لأبعاد التحالف الإسلامي، وغاياته، قائلا أنه يمهد الأرضية لمرحلة مصيرية، تريد التشكيلات الثلاثة دخولها من باب المساهمة في تصحيح مسار الإصلاحات، وتقويم النصوص التشريعية، في صدارتها تعديل الدستور من الغرفة النيابية المراهن عليها. وعن ما يروج، بأن التحالف الإسلامي، انشئ لإقصاء إسلاميين آخرين، نفى الدكتور ربيعي هذا الطرح، وقال أن التحالف لم يتقرر ليكون مناوئ لتيار إسلامي، أو ديمقراطي، أو علماني، لكنه خارطة طريق من أجل تبوّء موقع في الخارطة التعددية التي تعمل الأحزاب ال3 قدر الممكن من أجل اقتحامها اعتمادا على برنامج مشترك وقوائم مشتركة تحمل كفاءات واستقامة واقتدار في جلب المصوتين، وحثهم على تجاوز العزوف الخطير. وواصل المتحدث، أن التحالف الإسلامي، بذوره يعود إلى سنين مضت، خاضت تجربته النهضة، قبل بروز التشكيلات الجديدة حتى تلك المنتمية للتيار الإسلامي. وهو يدرج ضمن مسعى التعاون وليس التصادم حول أكبر الأفكار وأقوى المشاريع، وأكثر المبادرات، في خدمة الديمقراطية، ودولة المؤسسات، وتطبيق القانون على الجميع دون إعلاء أحد عليه، مهما كان وزنه وماله وجاهه. وذهب ربيعي إلى الأبعد في قراءته للتحالف الإسلامي، مؤكدا أن تراتيب تتم من أجل امضاء المبادرة التي تعد تجربة في جزائر التعددية التي تسابق الزمن من أجل انجاح استحقاق مصيري، أعطى رئيس الجمهورية في خطابه الأخير من آرزيو تطمينات إضافية لإجرائه في شفافية ونزاهة.