سرعة انتشار الفيروس يصعِّب من مهام اللجنة العلمية دعا المختص في الأوبئة والطب الوقائي بالمستشفى الجامعي مصطفى باشا البروفيسور عبد الوهاب بن قونية، إلى ضرورة تطبيق الحجر الصحي الشامل على 48 ولاية، خاصة التي تشهد انتشارا كبيرا لحالات كورونا لمواجهة الكارثة الوبائية، محذرا من تفاقم الوضع والوصول إلى مرحلة الخطورة الرابعة. أوضح البروفيسور بن قونية في تصريح ل «الشعب»، أن «سلاح الجزائر الوحيد للحد من انتشار فيروس كورونا يكمن في العزل الشامل، وتفادي التجمعات والحركة نظرا لعدم وجود خيارات أخرى»، قائلا: «إن تطبيقه على ولاية البليدة فقط غير كافٍ ولن يعطي نتائج فعالة للوقاية من خطر العدوى». وأضاف، أن الصحة في الجزائر تعرف وضعا صعبا في ظل نقص عدد الأسرة في قاعات الإنعاش وقلة الوسائل وأجهزة التنفس الاصطناعي، خاصة في الولايات الداخلية، مشيرا الى صعوبة تدارك الأخطاء المرتكبة سابقا، كون الوباء عالمي ولا يخص الجزائر فقط، إذ تعاني مختلف البلدان حتى المتطورة كفرنسا، من نقص في الأجهزة رغم الإمكانات المتوفرة، الا أن سرعة انتشار الفيروس وتسجيل الآلاف من الاصابات المؤكدة يوميا جعلت جميع الدول عاجزة عن التحكم في الوضع. واعتبر أن ما يجري حاليا من أصعب الأزمات الوبائية التي مرت بها الجزائر منذ عدة سنوات، خاصة وأن فيروس كورونا أسرع من الأنفلونزا الموسمية بأربع مرات من حيث الانتشار والخطورة، وهو ما يصعب من مهام اللجنة العلمية لمتابعة الوباء. وذكَّر المختص في الأوبئة والطب الوقائي، بمطالبته، منذ سنوات، بضرورة إنشاء معهد وطني لليقظة الصحية والذي فرضته الوضعية المقلقة للصحة العمومية والأمر تأكد حاليا بسبب انتشار فيروس كورونا، موضحا أنه لو تم الاستجابة لإنشاء معهد اليقظة لكانت الجزائر مستعدة اليوم لمواجهة مختلف المخاطر ولا يخص الأمراض المعدية فقط، وإنما جميع الأمراض الأخرى الخطيرة، كالسرطان الذي يحصي ما يفوق عن 50 ألف حالة جديدة سنويا وهو رقم خطير كان من الممكن تفاديه في حال الاستثمار في الجانب الوقائي.