التجمعات بيئة ملائمة لعدوى الفيروس التاجي دعا أطباء مختصون، إلى الالتزام بالاجراءات الوقائية وعدم اهمالها للقضاء على وباء كورونا خاصة بعد قرار توسيع قطاعات النشاط وفتح المحلات التجارية، محذرين من التجمعات وعدم تطبيق قواعد الحجر الصحي لما يتسبب في حالة طوارئ صحية على المستوى الوطني وارتفاع في عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد. أجمع أصحاب المآزر البيضاء الذين يواجهون الوباء في الصفوف الأولى على أن نقص الوعي في أوساط المواطنين سينتج عنه موجة كارثية من الإصابات بالفيروس يصعب التحكم فيها، مشيرين الى خطورة الوضع الوبائي في الجزائر الذي يقتضي التعامل معه بحذر ومسؤولية قبل وقوع الكارثة التي يذهب ضحيتها كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري وامراض القلب ارتفاع الضغط الدموي والربو. من جهته أكد الخبير في علم الفيروسات، البروفيسور يحي عبد المومن، أن الجزائر في حالة طوارئ صحية والتخفيف من الحجر الصحي وفتح المحلات التجارية لا يعني أن فيروس كورونا في انخفاض، وعلى الجزائريين أن يتخذوا كامل الاحتياطات لتقليل انتشاره، مشيرا الى أن أساس الاجراءات الوقائية تكمن في ارتداء القناع وتفادي التجمعات أمام المحلات التجارية. وقال عبد المومن إن الفيروس سريع الانتشار من شخص الى آخر والجميع عرضة للإصابة بعدوى فيروس كورونا، محذرا المصابين بالأمراض المزمنة كالسكري وارتفاع الضغط الدموي والقلب من الخروج وتعريض أنفسهم للخطر، خاصة وأن البحوث العلمية أثبتت أن 68% من مرضى السكري المصابين بفيروس كورونا هم من يدخلون الى العناية المركزة والإنعاش زيادة على الوفيات التي وصلت الى 72% لدى هذه الفئة. أما الطبيب المختص في طب الأطفال الدكتور بوقصة سامي، يرى أن الحجر الشامل كان لابد من تطبيقه منذ بداية انتشار الوباء في الجزائر، خاصة في الولايات التي سجلت أكبر عدد من الاصابات، مشيرا الى أن نسبة كبيرة من المواطنين لا يلتزمون بالقواعد الوقائية، خاصة ما تعلق بعدم احترام مسافة بينهم والمصافحة والزيارات والتجمع في أماكن مكتظة . واعتبر المختص أن فتح المحلات التجارية في الوقت الراهن خطر في حال عدم التقيد بالوقاية، كونه سيفتح المجال أكثر للتجمهر والتجمع وهو ما يعرض المواطنين الى خطر الاصابة بعدوى الفيروس غير المرئي، مضيفا أن زيادة عدد حالات كورونا سيؤدي الى حدوث ضغط كبير على المستشفيات وبالتالي فقدان السيطرة على الوباء. وقال الدكتور بوقصة، إن على الجميع أن يعي خطورة الوضع ويتعايش معه في ظل ارتفاع عدد الاصابات التي تسجل يوميا، ما يؤكد أن الوباء موجود ومن الممكن أن يطول، محذرا من خطورته في حال انتشر الفيروس على نطاق أوسع. من جهته اوضح الدكتور عبد الرحمان محمدي، أن المشكل الحاصل بعد توسيع رقعة النشاطات يكون في درجة الوعي لدى المواطنين، مشيرا إلى أنهم لا يحترمون إجراءات الحجر الصحي ولا يبالون بخطورة الوباء الذي خطف 412 ضحية. وأكد الدكتور محمدي أن المواطن مسؤول أيضا عن الوضع الصحي الراهن الذي وصلت اليه الجزائر حاليا من زيادة في عدد الاصابات بفيروس كورونا، خاصة وأن الكثير من المواطنين رفضوا الالتزام بالحجر الصحي والدليل على ذلك ما تشهده يوميا المحلات من طوابير، بالاضافة الى مواصلة بعض التجار والحلاقين وأصحاب المقاهي العمل بسرية رغم قرار المنع. وفيما يخص أصحاب الدخل اليومي يرى الدكتور، أنه كان ينبغي إيجاد حل لهم دون تعريضهم إلى خطر الوباء.