دعا العيد زغلامي، أستاذ علوم الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر-3، إلى إعادة النظر في مقاربة ودعم الصحافة، في إشارة له إلى القطاع الخاص، لأنه لا يقدم إعلاما راقيا، بالرغم من استفادته من التسهيلات والدعم عن طريق الإشهار. أبرز زغلامي في تصريح ل «الشعب»، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي لحرية للصحافة، المصادف ل3 ماي من كل سنة، أن التسهيلات التي استفادت منها الصحافة لا نرى نتائجها في الميدان، قائلا إن ما تم اعتماده من سياسة التعميم، التعويم والشعبوية، في المرحلة السابقة، همش الكفاءات وهذا ما أدى الى تدهور في المنتوج الإعلامي. وانطلاقا مما سبق ذكره قال زغلامي، إنه حان الأوان أن يتم التعامل بجدية وأكثر صرامة، إذ لا يعقل - بحسبه - أن يبقى المشهد الإعلامي بهذه الصورة، مشيرا الى ان وزير الاتصال بلحيمر قد تعهد بإعادة النظر في هذا المجال. ثلاثية المهنية، الفعالية والمصداقية ويرتقب زغلامي أن تكون هناك عملية ضبط للمعايير المهنية والفعالية والمصداقية، مشيرا إلى أن حرية التعبير مكسب جوهري لابد من المحافظة عليه، وعدم ترك المجال لأن يمارسه كل واحد حسب أهوائه. وقد اعتبر زغلامي تصريح رئيس الجمهورية، بضمان حرية التعبير في لقائه الأخير بعدد من مسؤولي وسائل الإعلام، تأكيد على إلتزاماته وتعهداته التي قطعها في حملته الانتخابية، وفي ذات الوقت شدد على عدم انتهاك الحرية الشخصية للآخرين. وقال إن المشهد الاعلامي، بما فيه الصحافة المكتوبة (162 عنوان)، والسمعي البصري (45 قناة)، والصحافة الإلكترونية (160 موقع)، بالإضافة الى شبكات التواصل الاجتماعي التي يتردد عليها 23 مليون جزائري، غير أن هذا العدد الهائل لايقدم «إعلاما راقيا». وأضاف المتحدث في هذا السياق، أن عددا من وسائل الإعلام، تستعمل الطرق الملتوية للإساءة للآخرين، فهي تستعمل أسلوب الشتم والقذف، في حين من أساسيات العمل الصحفي، أو ما يسمى بالقواعد التي لابد أن يتقيد بها الممارس لمهنة الصحافة، التأكد من المعلومة أو مصدر الخبر قبل بثه أو نشره، لأن المعلومة المغلوطة او الكاذبة «فايك نيوز» ستعرض صاحبها الى متابعة قضائية وقانونية. وأكد زغلامي، أن هناك ما يسمى بالقيم الإخبارية، ليس كل خبر قابل للنشر، لابد أن تكون فيه المصداقية، الجوارية والتقارب، وهنا يتجسد - بحسبه- مفهوم حرية التعبير. غير أن المؤسف بالنسبة إليه، أن كل طرف يفسر هذه الحرية حسب قناعته الشخصية وحسب ميولاته السياسية.