أثار تشخيص فيروس كورونا المستجد مؤخرا جدلا واسعا بين المواطنين، الذين انتقدوا نتائجه لدى الكثير من الحالات التي أظهرت جميع أعراض الفيروس، مع التأكد من الإصابة باستعمال فحص «السكانير» ولكن اختبار «بي سي أر» كان يثبت عكس ذلك، ويظهر النتيجة سلبية وهو ما أثار العديد من التساؤلات عن مدى فعالية هذا النوع من التشخيص. أكدت بعض أسر المرضى الذين أصيبوا بفيروس كورونا أن آباءهم وأقرباءهم توفوا بعد أن ساءت حالتهم الصحية تدريجيا، رغم ظهور جميع الأعراض والعلامات التي تثبت الإصابة بفيروس كورونا، ووصلت إلى حد إصابتهم بحمى شديدة وضيق في التنفس، والغريب في الأمر أن نتائج اختبار كورونا أثبتت أن التحاليل سلبية ولا يتعلق الأمر بفيروس كورونا. وتداول الكثير من رواد التواصل الاجتماعي مثل هذه الحالات عبر صفحات فيسبوك، واعتبروا ما يحدث «فضيحة» على حد قولهم - تستدعي تقديم تفسيرات من قبل المختصين لتفادي سقوط أكبر عدد من ضحايا هذه التحاليل المخبرية، لأن بعض المرضى لم يتم التكفل بحالتهم كون النتائج كانت سلبية، في حين أن أعراض الفيروس لديهم واضحة وآخرون لجأوا إلى جهاز السكانير لفحص حالتهم. وأجاب أطباء مختصون على هذا الإشكال مقدمين توضيحات حول اختبار «بي سي أر»، حيث اعتبروه من أحسن التقنيات المستعملة لتشخيص فيروس كورونا إلى حد الآن، إذ يتم استعمال ADN للتشخيص، بالإضافة إلى ذلك يتطلب كوادر مؤهلة للاشتغال على هذه التقنية ووقتا أطول لإعلان نتائج التحاليل المخبرية، علما أن هذا التشخيص يتم من خلال تحليل عينة من داخل أنف المصاب لتحديد وجود الفيروس عن طريق تقنيات مخبرية. وأوضحت المختصة في الأمراض المعدية الدكتورة مناد، معلقة عبر صفحتها التوعوية على الجدل القائم حول اختبار كورونا، أنه يمكن أن تكون هناك حالة وجود فيروس كورونا ولكن تظهر سلبية لعدة أسباب، كإمكانية عدم أخذ العينة حسب الشروط اللازمة أو أن العينة لم تؤخذ مبكرا، أي أنها ذات حمولة فيروسية مبكرة منخفضة، لذا فإن الفيروس قليل ولا يتم اكتشافه بواسطة هذا الاختبار المخبري، أو أن العينة أخذت في وقت متأخر من المرض ويكون الفيروس قد انتقل إلى الرئتين وعدم وجوده في الأنف. وأرجعت الأسباب أيضا إلى سوء جودة أخد العينات، حيث تعتبر شروط أخذ العينات والتخزين والتوجيه مهمة لموثوقية النتائج، بالإضافة إلى الخصوصية التقنية، إذ لا توجد حسب تعليقها، تقنية تشخيص مثالية، وإنما كلها يوجد فيها حد من الحساسية والنوعية ايجابية صحيحة أو سلبية خاطئة، موضحة أن في هذه الحالة يكون اختبار التشخيص «بي سي ار» إيجابيا في 60 بالمائة من الحالات و40 بالمائة من الحالات قد تكون عيناتها سلبية مع أنها حالات كوفيد أصلية. وأضافت الدكتورة مناد أن تشخيص المرض يعتمد على عدة معطيات وليس فقط تحليل «بي سي ار» ، مشيرة إلى أهمية الاستعانة بأعراض المريض والسوابق الصحية والسياق الوبائي ونتائج الفحص وتطور الحالة والنتائج البيولوجية والسكانير، موضحة أنه إذا ظهرت على أي شخص أعراض ضيق التنفس وكان السكانير ايجابيا وتحاليل الدم توحي بإصابته بكوفيد -19 ولم تكن هناك سوابق أخرى توحي بتشخيص آخر، فإن الإصابة بفيروس كورونا واضحة، حتى إن كانت نتائج تشخيص «بي سي أر «سلبية.