أقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس رئيس جهاز المخابرات الفلسطينية الخاصة اللواء توفيق الطيراوي، في وقت رحبت فيه حركة المقاومة الإسلامية »حماس« بالورقة المصرية في إطار مصالحة بينها وبين حركة التحرير الوطني »فتح« رغم إعلانها وجود بعض التحفظات. ووقع الرئيس الفلسطيني مرسوم إقالة الطيراوي مساء أمس الاول، مشيراً إلى وجود شائعات حول إقالة أو إعفاء آخرين، وأضاف أن القرار سيصبح ساري المفعول بتاريخ 21 نوفمبر المقبل، وحتى ذلك الوقت سيبقى الطيراوي على رأس عمله، وجاء القرار وسط أنباء بأنه ربما تم بإيعاز من الجهات المصرية، أو ربما يأتي في سياق إعادة بناء الأجهزة الأمنية. من جهة أخرى، رحبت حماس بالورقة المصرية للمصالحة وجددت حرصها وسعيها لإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني رغم تأكيدها وجود بعض التحفظات، وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم إن الحكومة الفلسطينية المقالة تتحفظ على بعض بنود الورقة المصرية. وقالت الحكومة المقالة في بيان صحفي مساء الثلاثاء صدر عقب اجتماعها الأسبوعي في مدينة غزة إن بعض البنود والقضايا لا تزال بحاجة إلى إيضاحات ونقاشات مع القيادة المصرية. غير أن البيان اعتبر أن الممارسات الميدانية والتصريحات السياسية في الضفة واستمرار رفض اللقاءات الثنائية لا تكشف عن نوايا جادة للمصالحة. وكانت مصر قدمت يوم الاثنين إلى فتح وحماس نص مسودة مشروع المصالحة الفلسطينية مكونا من أربع صفحات تحدد الخطوات التي ينبغي أن تتخذها الفصائل من أجل إنهاء الصراع على السلطة، وستتم مناقشتها مرة أخرى عندما تجتمع تلك الفصائل في القاهرة في الفترة 7 - 9 نوفمبر المقبل. وأكد المتحدث باسم الحكومة الفلسطينية المقالة طاهر النونو في تصريحات أن الورقة تشكل مشروعاً للانطلاق، إلا أن بعض بنودها يحتاج إلى توضيحات من الجانب المصري، موضحاً أنها ستسلم للمصريين يوم الأربعاء أو الخميس متضمنة بعض التعديلات في الصياغات المقدمة لتكون واضحة المعالم قبل البدء في الحوار. بدوره أكد القيادي في حركة حماس محمود الزهار لدى وصوله إلى القاهرة مساء الثلاثاء قادماً من دمشق على رأس وفد من حماس الداخل، أن الحركة ستبذل ما في وسعها لإنجاح الحوار الوطني الفلسطيني وذلك من خلال طرح كافة القضايا على طاولة الحوار ومعالجتها كرزمة واحدة دون تنفيذ بند وترك بنود أخرى، وكشف الزهار أن حماس لديها ملاحظات خاصة حول موضوع تفويض منظمة التحرير بمواصلة مفاوضات التسوية مع إسرائيل. كما جدد القيادي في الحركة صلاح البردويل في تصريح صحفي مكتوب الثلاثاء رفض حماس اقتراح تشكيل حكومة فلسطينية من مستقلين ضمن الحلول المطروحة لإنهاء الاقتسام الداخلي، مؤكداً أن الحركة تريد حكومة تقود مشروعا وطنيا تحرريا لا حكومة تكنوقراط. من جهة أخرى، أمر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك بإغلاق المعابر مع قطاع غزة، وذلك بعد فترة وجيزة من إعلان متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن مسلحين فلسطينيين أطلقوا صاروخاً من شمال القطاع باتجاه كيبوتس المحيطة به دون وقوع إصابات أو أضرار، وقال المتحدث باسم وزير الدفاع الإسرائيلي إن إغلاق المعابر سيبدأ اعتباراً من صباح أمس الأربعاء. من ناحية أخرى، استمرت أجواء التوتر في مدينة عكا شمال إسرائيل، حيث طافت مسيرة بهجة التوراة التي نظمها متطرفون يهود المدينة ودخلت أحياء تسكنها أغلبية عربية، إلا أنه لم تسجل مواجهات رغم التصريحات الاستفزازية للقائمين على المسيرة. كما نقل موقع هآرتس الإلكتروني عن رئيس بلدية المدينة شمعون لانكري ادعاءه في مهرجان تم تنظيمه في كنيس بعكا بمناسبة انتهاء عيد العرش اليهودي، أن عكا كانت لنا وستبقى لنا إلى أبد الآبدين رغم أنف أعدائنا وكارهينا. وكانت مواجهات اندلعت بين العرب واليهود في عكا قبل أسبوعين. واستمرت باعتداءات مجموعات يهودية على مواطنين عرب وإحراق بيوتهم في أحد الأحياء الواقعة في شرق المدينة .