أكد أمس أحمد أويحيى الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي عن قناعته الراسخة في أن الشعب الجزائري مدرك لأهمية موعد ال10 ماي الداخل وسيقبل بوعي على صناديق الاقتراع لاختيار الأحسن، مبديا ثقة كبيرة في أن الناخب الجزائري لن يفوت فرصة التصويت من أجل تقدم الجزائر ورقيها، والتزم في الاستمرار في مكافحة لوبيات تبييض الأموال، مشددا على الاستقرار وضرورة المحافظة عليه في ظل محاولات ضربه . جدد أحمد أويحيى الأمين العام لحزب الأرندي على أمواج القناة الإذاعية الثالثة وفي حصة ضيف التحرير تمسكه برفض استغلال الدين في السياسة موضحا في سياق متصل أن الدستور والقانون يحضران استعمال الدين في السياسة وبناء أي نشاط سياسي على ركيزة الدين لأنه حسبه خرق للقانون مستشهدا بذلك بما دفعه الجزائريون في مطلع التسعينيات عندما تم استغلال الدين في السياسة وحسبه أسفر عن فتنة وإرهاب . وفي رده حول سؤال يتعلق بالوضع الداخلي والخارجي الذي تتواجد به الجزائر صرح أويحيى أن الظرف الحالي على الصعيد الخارجي يوميا وأسبوعيا يؤكد ضرورة التحسيس والتجند واليقظة بسبب مخاطر الوضع الخارجي، أما على الصعيد الداخلي دعا أويحيى الى ضرورة بقاء الجزائريين واقفين بعيون يقظة خاصة على شريطنا الحدودي، واغتنم الفرصة ليحذر من لوبيات تبييض الأموال التي تستهدف استقرار الجزائر على غرار ما شهدته مادة البطاطا من احتكار إلى جانب استشهاده بمحاولات ضرب الاستقرار وزرع المخاوف والبلبلة عبر قناة إعلامية من توقف محطات البنزين بتزويد الزبائن. واعتبر أويحيى أن كل الملفات تعد ذات أولوية في أجندة حزبه ولا يقتصر الأمر على تعديل الدستور فقط، لأن حسب تأكيده فإن الدستور سيراجع بعد أسابيع أو أشهر، ولم يخف أنهم من خلال برنامجهم الانتخابي يولون أهمية للدستور ولحرية التعبير في الإعلام وكذا التطور الاقتصادي والاستجابة لانشغالات المواطنين . وتحدث أويحيى عن رهان حزبه خلال الخماسي المقبل حول التركيز على الاستثمار برصد سنويا نحو 2000 مليار، من بينها 1000 مليار مرصودة للقروض البنكية وقال أنها سخرت من أجل ترقية ودعم القطاع الخاص، ووقف على قدرة الدولة الجزائرية في الإستثمار مانحا الأولوية في كل أمر للمواطن . وفي الشق المتعلق بملف السكن ذكر أويحيى أن الأرندي يدعو إلى رفع دعم السكن الريفي من 70 الف دينار إلى 1 مليون دينار، وتقديم مساعدات في الإيجار من أجل الاستغلال الأحسن للحظيرة السكنية، وتشجيع آخرين على بناء سكنات . واستعرض مقترحات التجمع الوطني الديمقراطي في مجال التشغيل ومحاربة البطالة في صدارتها مواصلة تقديم الدعم للإستثمار مع دعم القطاع الفلاحي إلى جانب الاجراءات التي تطرحها مختلف آليات التشغيل إلى غاية آفاق عام 2020، على اعتبار أن الجزائر تسجل سنويا 400 ألف طلب جديد للشغل ويعول حسب أويحيى على التسهيلات المدرجة في خفض نسبة البطالة في آفاق عام 2017 إلى حدود 8 بالمائة. .. ويدعو من غليزان إلى تعزيز اللامركزية وقال السيد أويحيى لدى إشرافه على تجمع شعبي بدار الثقافة بغليزان أن «تسيير شؤون الدولة بأكثر فعالية يمر من خلال تحسين الأداء سنة بعد سنة الذي يتطلب المزيد من اللامركزية وذلك من خلال الولاية والبلدية والتشاور مع المجتمع المدني» مضيفا أن حزبه الذي يقول «لا للتغيير ونعم للإستمرارية والتحسين» يرى أنه في التسيير «بأكثر سلطة محلية وبإمكانيات الدولة يمكن ايصال التنمية الى أي مكان في البلاد وكذا التكفل بالمناطق الريفية». وأبرز نفس المتحدث أن الإستمرارية والتحسين تتحقق «بتحسين الأداء وزيادة التنمية للتكفل أكثر بانشغالات واحتياجات الشعب». ويرى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أن الزيادة في التنمية «ممكنة وحتمية ومنقذة وضرورة قصوى لأن لدينا شباب ينتظر العمل وكذا للتكفل باحتياجات المواطنين من شغل وسكن وغيرها». وأشار في ذات السياق، إلى دور المؤسسات الخاصة في انجاز البرامج السكنية حتى لا يتم اللجوء إلى الشركات الأجنبية مبرزا أنه في حالة عدم قدرة الخواص على التكفل بكل المشاريع فان «الدولة ستستثمر في الشركات العمومية وتخلق شركات أخرى إذا تطلب الأمر ذلك». كما أكد السيد أويحيى بمناسبة هذا التجمع الذي استقطب جمع غفير من المناضلين والمواطنين على ضرورة «تدقيق التكوين الجامعي وترقية الفروع العلمية والتقنية الجامعية وبالتكوين المهني حتى يجد المتخرجون مناصب شغل». وقد تحدث السيد أويحيى عن الإنجازات التي حققتها الدولة وكذا التي لا تزال تنجز و«ساهم فيها» حزبه مذكرا بالبعض منها وأشار إلى أنه «في الوقت الذي تعاني منه بعض الدول الصديقة من جراء المديونية، حيث قامت بالإنقاص من الأجور والمعاشات فان الجزائر التي سددت كل ديونها رفعت من الأجور كما زادت في معاشات التقاعد ولو قليلة». كما تطرق المتحدث إلى المشاريع الكبيرة التي استفادت منها غليزان في إطار المخططين الخماسيين الحالي والسابق في مجالات السكن والغاز وغيرها مشيرا إلى أن الولاية ستستفيد من «إنجاز مصنع للإسمنت بشراكة أجنبية». وقد تحدث الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أيضا مطولا عن المصالحة الوطنية وأهميتها في استقرار البلاد محيا كل الذين عملوا بالأمس على الحفاظ على وطنهم وقال في هذا الصدد «لو لم يتم لم الشمل في الوقت المناسب ووعي الشعب ورشد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لكان الأجنبي يأتي ليملي علينا». وأكد السيد أحمد أويحيى الذي دعا الى التصويت بقوة على المحافظة على الإستقرار في البلاد والعمل اليد في اليد لبناء الوطن «لأن البلاد لا تبنى بالشعارات ولكن بالجهد والعرق وخطوة بعد خطوة»، كما أضاف.