أشرف مدير الحماية المدنية لولاية بومرداس بمعية السلطات المحلية وعدد من مديري الإدارات المحلية من مصالح الفلاحية، ممثل محافظة الغابات على تنصيب الرتل المتنقل لمكافحة حرائق الغابات، وهذا على مستوى الوحدة الرئيسية للتدخل، استعدادا لمواجهة الظاهرة التي بدأت شرارتها في الأيام الأخيرة، وبالتالي عدم تكرار تجربة سنة 2017 التي تسببت في إتلاف أزيد من 12 ألف شجرة زيتون. العملية جنّد لها عدد من شاحنات الإطفاء ومختلف وسائل التدخل الأخرى مادية وبشرية، مع وضع الرتل في حالة التأهب للتدخل السريع عند حلول طارئ، وهذا الى غاية 31 من شهر اكتوبر القادم، خاصة في ظل ظهور عدة حرائق تمّ تسجيلها الأسبوع الماضي مع ارتفاع درجة الحرارة. وتبقى ولاية بومرداس بطابعها الجبلي وغطائها الغابي الكثيف الممتد عبر مرتفعها قدارة، تيجلابين، سوق الحد، بني عمران، عمال، تيمزريت، شعبة العامر، مرتفعات الناصرية وصولا إلى أعالي بلدية اولاد عيسى واعفير من المناطق المهددة سنويا بظاهرة الحرائق المخلفة لخسائر كبيرة في المساحات الغابية، الأحراش بما فيها مساحات واسعة من المحاصيل الزراعية والأشجار المثمرة بالخصوص أشجار الزيتون وخلايا النحل بالمرتفات، حيث عرفت الولاية أثقل حصيلة من الخسائر سنة 2017 التي مست 13 بلدية، وأتلفت أزيد من ألف هكتار من مختلف المحاصيل و3306 شجرة مثمرة. كما أصبحت ظاهرة الحرائق وما تخلفه من تبعات وخسائر مادية معتبرة تشكل عبئا كبيرا على الخزينة العمومية بسبب التعويضات التي يطالب بها الفلاحون في وقت يعاني فيه الصندوق الوطني للتعاون الفلاحي عجزا واضحا ونفورا في عملية تأمين المحاصيل الزراعية ورؤوس الماشية من قبل النشطين، حيث كشفت تقارير مصالح مديرية الفلاحة لبومرداس عن تعويض 200 فلاح متضرر من تلك الحرائق جراء إتلاف 140 هكتار من أشجار الزيتون بمجموع 12 ألف شجرة تعرّضت للتلف و17 فلاحا آخر نشط في شعبة تربية النخل، الأغنام والدواجن. ومن أجل مواجهة هذه الخسائر المادية وامتداد خطر الحرائق السنوية، عمدت السلطات الولائية في السنوات الأخيرة الى تفعيل مخطط استعجالي مشترك يضم عدة هيئات كالحماية المدنية، محافظة الغابات من أجل التدخل السريع والقيام بمختلف التدابير الوقائية بما فيها الحملات التحسيسية للحد من الظاهرة وتوعية المواطنين والفلاحين بالخصوص بأهمية المساهمة في حماية منتجاتهم الزراعية وتجنّب كل أسباب الحرائق.