تم اليوم الخميس, بالجزائر العاصمة, التوقيع على اتفاقيتي تعاون بين وزارة المجاهدين وذوي الحقوق ووزارتي الثقافة والفنون والشباب والرياضة بغية نشر الثقافة التاريخية وترسيخ القيم والمبادئ السامية لثورة نوفمبر لدى فئة الشباب. وتم التوقيع على الاتفاقيتين من طرف وزير المجاهدين وذوي الحقوق, الطيب زيتوني, وزيرة الثقافة والفنون, مليكة بن دودة ووزير الشباب والرياضة سيد علي خالدي و ذلك على هامش ندوة وطنية بعنوان "استرجاع جماجم ورفات شهداء المقاومة الشعبية, رمزية ودلالات", نظمتها وزارة المجاهدين. وتهدف الاتفاقية الموقعة بين وزارتي المجاهدين والثقافة إلى "تبليغ رسالة التاريخ الوطني وترسيخ القيم والمبادئ السامية لثورة أول نوفمبر 1954, ونشر الثقافة التاريخية عبر مختلف الوسائط الإعلامية المرئية والمسموعة وكذا التكنولوجيات الحديثة". إلى جانب ذلك تهدف الاتفاقية إلى "التعاون في مجال تصنيف وحماية وترميم المعالم التاريخية, الاصدارات وكتب التاريخ, الانتاج السينمائي والوثائقي التاريخي وكذا إحياء المناسبات التاريخية". أما اتفاقية التعاون الموقعة بين وزارتي المجاهدين والرياضة و الشباب فترمي إلى "تحديد الإطار العام لتعزيز التعاون والتنسيق بين القطاعين للمحافظة على الذاكرة الوطنية, من خلال ترسيخ القيم والمبادئ السامية لثورة التحرير الوطني لدى فئة الشباب". وتشمل الاتفاقية التعاون في "نشر مفهوم الثقافة التاريخية لدى منخرطي مؤسسات الشباب والرياضة والمؤسسات التكوينية والحركة الجمعوية, تزويد المؤسسات التابعة لقطاع الرياضة بالكتب التاريخية وإشراك منخرطي الحركات الجمعوية في نشاطات على مستوى مراكز الراحة للمجاهدين". وفي كلمته خلال الندوة الوطنية حول استرجاع جماجم ورفات شهداء المقاومة الشعبية, أكد زيتوني أن "تواصل الاجيال مع ذاكرتنا الوطنية ينبغي أن يترافق مع العصر وحاجات المجتمع, مما يتطلب تحويل منظومة القيم التي عاشها بها ومن أجلها أسلافنا الى قوة دافعة لبناء الجزائر الجديدة التي حلم بها الشهداء الابرار ويطمح إليها كل أبناء هذا الوطن". كما أعرب عن " اعتزازه بنجاح أعضاء اللجنة العلمية المشرفة على تحديد هوية جماجم ورفات الشهداء في المهمة الوطنية التي أوكلت إليهم", مؤكدا أنه "على يقين تام أنهم بما يتمتعون به من خبرة وحنكة سيواصلون العمل بنفس الروح التي انطلقوا بها في هذا الملف لتحقيق انجازات اخرى خدمة لذاكرتنا الوطنية المجيدة". من جهتها, قالت بن دودة إن "عودة الرفات كشفت عن جرح مازال ينزف", مؤكدة ضرورة السعي الى "تكريس عقيدة الوفاء لتضحيات الاباء والاجداد, ولعل ذلك لا يكون حقيقة ملموسة الا بالعمل من أجل هذا الوطن و بالتجند للارتقاء به في شتى المجالات كل من موقعه وبالاخلاص والوفاء الكاملين". بدوره, أكد خالدي أن هذه المناسبة "ترمي الى تبليغ رسالة نبيلة فحواها تواصل الاجيال وترسيخ المبادي النوفمبرية لدى الاجيال الصاعدة", مشيرا في ذات الوقت إلى أنه "تنتظرنا اليوم معارك أخرى لابد أن ننتصر فيها وهي معركة الحفاظ على السيادة الوطنية, معركة التنمية وبناء الجمهورية الجديدة". وتخللت الندوة, التي حضرها رئيس المجلس الاسلامي الأعلى بوعبد الله غلام الله, وإطارات من مختلف الوزارات والقيادة العامة للدرك الوطني والمديرية العامة للأمن الوطني, محاضرات حول ملف استرجاع جماجم ورفات شهداء المقاومة الشعبية, ثورة الزعاطشة واستراتيجية مقاومة موسى بن الحسن الدرقاوي. كما جرى بالمناسبة تكريم أعضاء اللجنة المكلفة بمتابعة ملف استرجاع جماجم ورفات شهداء المقاومة الشعبية التي يرأسها البروفسور رشيد بلحاج, الذي أكد بالمناسبة "حرص اللجنة على احترام المعايير الاخلاقية والانسانية في عملها, واستعمال كل خبرتها في هذا المجال لتحقيق نتائج قيمة". و نوه في ذات السياق "بدعم رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لأعضاء اللجنة ودعم وزارتي الدفاع الوطني والشؤون الخارجية, وتوفير كل الوسائل الحديثة اللازمة لتمكين اللجنة من أداء عملها كما يجب بالرغم من صعوبة الظروف", مؤكدا أن وجوده على رأس اللجنة "شرف وأكبر هدية منحتني إياها الجزائر"