يدخل ترامواي الجزائر في شطره الثاني الرابط بين حي مختار زرهوني وحي المعدومين «الرويسو» حيز الخدمة الاستغلال التجاري في 15 جوان المقبل وهذا بعد الانتهاء من فترة الاستغلال غير التجاري التي ستدوم من 27 ماي إلى 14 جوان، ليكون قيمة مضافة لقطاع النقل في العاصمة حيث ينتظر منه تقليل الازدحام والاكتظاظ وتخليص المواطن العاصمي وخاصة الضواحي الشرقية من متاعب النقل وجحيم الحافلات. سيضمن 22 قطارا رحلات يومية من 00:05 صباحا إلى 00:23 ليلا بين برج الكيفان والرويسو على مسافة 3 ، 16 كم مع التوقف في 28 محطة على أن تكون المدة بين انطلاقة وأخرى 7 دقائق. وكشف أمس وزير النقل عمار تو أن قرار تشغيل الترامواي تجاريا بعد الانتهاء من التجارب التقنية والفنية جاء بعد التأكد من جاهزية جميع الأنظمة والتجهيزات مع القيام ببعض التمارين والتجارب على أنظمة السلامة والأمن والسماح بالقيام بمناورات للوقوف على قدرات الحماية المدنية وفرق الإسعاف والتدخل عند وقوع أي حادث. واعتبر عمار تو بمحطة المعدومين «الرويسو» «الترامواي» مكسبا هاما للعاصميين موضحا بأن المواطن قد أظهر تحضرا كبيرا في التعامل مع الترامواي قائلا: «... عدم تعرض الترامواي لحوادث أو عمليات تخريب دليل على قبول المواطن للمشروع ورضاه التام عن الانجاز، وإلا ما كان ليسلم من الاعتداءات» وبدا وزير النقل أمس صارما وحازما مع المسؤولين حيث قاطعهم في الكثير من المرات ووجه لهم انتقادات لاذعة خاصة عندما اكتشف أن أحد الحنفيات لا تعمل قبل أن يتم إصلاحها في الحين كما شدد على ضرورة الاعتناء بالمساحات الخضراء وتهيئة جوانب السكة والحفاظ عليه. وطمأن الوزير بشأن الأسعار التي ستخضع لدراسات والفصل فيها قبل انطلاق الاستغلال التجاري ل«ترامواي الجزائر» من خلال وضع اشتراك موحد بين «الترامواي» و«الميترو» لتسهيل التحاق المواطن بقلب العاصمة وفي أحسن الظروف وبأسعار تراعي المستوى المعيشي للمواطنين. السرعة القصوى لن تتجاوز 30 كم / سا أكد الرئيس المدير العام لشركة ميترو وترامواي الجزائر لدى إعطاء انطلاق الاستغلال غير التجاري «للترامواي» أن السرعة القصوى لترامواي الجزائر لن تتعدى 30 كلم في الساعة، هذه ليست سرعة بطيئة وإنما خصوصيات «الترامواي» تقتضي هذا النوع من السرعة وفقا للمعايير العالمية. ويفرض تواجد 28 محطة بين الرويسو وبرج الكيفان التقليل من السرعة خاصة وأن المسافة بين محطة وأخرى لا تتجاوز 500 متر في بعض الأحيان. ويبقى مرور المشروع على العديد من الأحياء الشعبية على غرار حسين داي، وباب الزوار، وحي مختار زرهوني ووسط مدينة برج الكيفان حاجزا وراء رفع السرعة كما أن كثرة حوادث المرور وعدم احترام قانون المرور من البعض يجعل استعمال سرعة أكبر أمرا مستحيلا. كما يتضمن مسلك «الترامواي» الكثير من المنعرجات الصعبة بباب الزوار ومقر أمن الدائرة بباب الزوار كذلك وحي مختار زرهوني والديار الخمس والخروبة ورويسو والتي تتطلب التقليل في السرعة لاجتيازها. المشروع سيسهل نقل الجامعيين وتنشيط السياحة سيسمح الترامواي من تنشيط الحركة السياحية بالعاصمة خاصة مع قدوم فصل الصيف حيث دعا وزير النقل إلى الاهتمام بتطلعات المواطن الذي قد يقصد مدينة برج الكيفان للاستجمام أو تناول المثلجات بعد أن تم استكمال المشروع واستعادة المدينة بريقها ومكانتها التي كانت عاملا لجلب الكثير من السياح لتناول مثلجاتها ذات السمعة الوطنية. ولمح الوزير إلى إمكانية العمل بعد الحادية عشر ليلا، وبالإضافة إلى تنشيط العامل السياحي سيستفيد طلبة الجامعات من مرونة كبيرة في التنقل بين مختلف الجامعات وخاصة جامعة الخروبة للعلوم الإسلامية والاقتصادية ومدارس العلوم الفلاحية والمدرسة المتعددة التقنيات ببلفور وجامعة باب الزوار. وسيتخلص عشرات الآلاف من الطلبة من مشكل التأخر في الالتحاق بالدروس وتمكينهم من ظروف أحسن من أجل تحسين الاستيعاب والتخلص من الازدحام وكثرة انتظار حافلات النقل الجامعي خاصة في أوقات الذروة. وما يزيد في فعالية الترامواي هو تواجد المحطة النهائية بحي المعدومين قرب محطات «الطاكسي» و«التليفيريك» و«الميترو» وحتى «الكلوندستان» كما صرح الوزير وهو ما من شأنه أن يقلل الضغط على المواطنين . ويضمن «الترامواي» نقل 50 مليون مسافر سنويا بمعدل 185 ألف مسافر يوميا مع التذكير أنه تم نقل أكثر من 6 ملايين مسافر يوميا بين برج الكيفان وحي مختار زرهوني منذ 8 ماي 2011 إلى يومنا هذا.